قضت محكمة إيرانيّة بالسجن 19 عاما على حسين درخشان وهو مدوّن إيراني يحمل الجنسيّة الكندية ويلقّب ب quot;كبير المدونين الإيرانيينquot; كونه أوّل من أطلق التدوين باللغة الفارسية. ووجهت لدرخشان تهم تتعلق بـquot;نشر خلايا مناهضة للثورة واهانة المقدسات الإسلاميةquot;.

وجهت لـحسين ديرخشان (35 عاما) المعروف بانتقاداته للنظام الايرانيّ ورجال الدين، تهم تتعلّقبالتعاون مع دول عدو والقيام بدعاية ضد النظام الإسلاميواهانة المقدسات الإسلامية.

طهران: أفاد موقع الكتروني محافظ الثلاثاء انه حكم بالسجن 19 عاما على إيراني كندي يحمل لقب quot;كبير المدونين الإيرانيينquot;.

وقال موقع مشرق نيوز نقلا عن مصدر قضائي أن حسين ديرخشان (35 عاما) دين بالتعاون مع quot;دول عدوةquot; وquot;القيام بدعاية ضد النظام الإسلاميquot;.

كذلك، دانته المحكمة بquot;نشر خلايا مناهضة للثورة واهانة المقدسات الإسلاميةquot;.

ويقف حسين ديرخشان وراء تطوير المدونات في إيران، وخصوصا حين نشر تعليمات محددة العام 2001 تساعد في انشاء مدونات باللغة الفارسية.

وذكرت وكالة فارس للإنباء نقلا عن مصدر أخر مطلع ان الحكم الصادر بحق ديرخشان ليس quot;مبرماquot; ويمكن استئنافه.

وديرخشان معتقل في سجن ايوين في طهران حيث كان اعتقل صحافيان كنديان ايرانيان آخران خلال الأعوام الأخيرة.

وفي مونتريال، أعرب وزير الخارجية الكندي لورنس كانون الثلاثاء عن قلقه البالغ حيال المعلومات التي تحدثت عن صدور حكم بحق ديرخشان، وقال لوكالة فرانس برس quot;اذا كان الأمر صحيحا، فانه غير مقبول وغير مبرر بالكاملquot;.

وأضاف كانون quot;ترى كندا انه ينبغي عدم معاقبة اي شخص لمجرد انه مارس حقا مرتبطا بحرية التعبيرquot;.

وأكد أن quot;وضعه (ديرخشان) معقد كون السلطات الإيرانية لا تعترف بالجنسية المزدوجةquot;، مطالبا إيران بالإفراج عن ديرخشان وعن جميع المواطنين الحاملين جنسيات مزدوجة وquot;المسجونين من دون وجه حقquot;.

وفي باريس، اعربت منظمة quot;مراسلون بلا حدودquot; عن quot;استنكارهاquot; للحكم الصادر بحق ديرخشان.

وقالت المنظمة quot;لم تصدر يوما عقوبة بهذه القسوة ضد مدون في ايران. هذه القضية المركبة تظهر ارادة جزء من النظام في جعل ديرخشان نموذجاquot;.

واشارت منظمة quot;مراسلون بلا حدودquot; الى ان المدون quot;عاد الى ايران مع ضمانة قدمها اليه قريبون من الرئيس (الايراني محمود احمدي نجاد) بعدم اعتقالهquot;، مطالبة احمدي نجاد quot;بالتدخل شخصيا للحصول على افراجهquot;.

الاسبوع الماضي، اشارت المتحدثة باسم الخارجية الكندية كاترين لوبييه الى ان البعثة الكندية في طهران اجرت تحقيقا في المعلومات التي اوردتها جمعيتان حقوقيتان كنديتان والتي تشير الى صدور حكم الاعدام بحق ديرخشان.

واضافت لوبييه ان الحكومة الكندية حاولت من خلال مذكرة دبلوماسية الوصول الى ديرخشان عبر السلك القنصلي الكندي، الا انها اشارت الى ان اي مساعدة اخرى من اوتاوا لا يمكن ان تكون الا quot;محدودة جداquot;.

ويعتبر المدون والصحافيّ حسين درخشان المولود في عام 1970 في طهران أحد أبرز منتقدي رجال الدين والملالي في إيران الإسلامية.

ويُعرف درخشان أكثر باسمه المستعار quot;هودرquot; الذي لم يعد مجهولاً منذ زمن بعيد.

ويعتبر quot;هودرquot; أو quot;كبير المدونينquot; المسؤول عما يشبه quot;ثورة إعلامية صغيرةquot;في إيران، ويتألف اسمه المستعار quot;Hoderquot; من الأحرف الأولى من اسمه وكنيته بحسب الكتابة اللاتينية لهما HOssein و DERakhschan.

وكان درخشان أو quot;هودرquot; يعمل صحفيًا في طهران قبل أن يسافر إلى كندا بغرض الدراسة، وكان يكتب عمودًا لإحدى الصحف على موقع في الانترنت، وقد تم إغلاقها لاحقًا مثل صحف أخرى كثيرة.

ديرخشان أوquot;هودرquot; هو المسؤول عما يشبه quot;ثورة إعلامية صغيرةquot;في إيران: فقد عرض ملفا الكترونيا بعنوان quot;كيف أصمم مدونةquot; يتضمّن تفاصيل انشاء مدونة باللغة الفارسية مما ساهم في ارتفاع أعداد المدونات والمدونين الايرانيين.

وتشير معطيات شخصيّة عنه إلى أنه جمع خبراته الأولى مع المُدوَّنَات أثناء تداعيات أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001 ، حيث كان يدوّن عبر شبكة الانترنت عن الأحداث الجارية ويكتب للآخرين عن تجاربه وآرائه السياسية.

وافتتح درخشان مُدوَّنَته لأول مرة في حزيران/يونيو من العام 2002 تحت عنوان quot;المؤلف: أنا ذاتيquot;، و قدم وعرض أفكاره ليس في المواضيع السياسية فحسب، بل أيضًا في الأدب والموسيقى والرياضة وكذلك في الحياة الاجتماعية في إيران.

واشتهر ديرخشان أكثر في العام 2002، عندما بثّ نزولاً عند رغبة أحد قرائه تعليمات يستطيع كل ايرانيّ على ضوئها تأسيس مدونة خاصة به.

وقدم درخشان ملفت الكترونيا بعنوان quot;كيف أصمم مدونةquot; على موقعه في الانترنت وعرضه للتحميل، فازداد بهذا عدد المدونات الإيرانية بسرعة فائقة، مما جعل كثيرين يعتبرونه الأب الروحيّ للتدوين الايرانيّ وصاحب الفضل في بلوغ عدد المدونات الإيرانية اليوم مئات الآلاف.

يشار إلى أنّ توجه quot;هودرquot; أو درخشان توجّه في حزيران/يونيو 2005 لمتابعة الانتخابات البرلمانية في طهران، ولكي لا يتعرض للكثير من المصاعب من قبل الجهات الرسمية في شهر الانتخابات، أعلن في نيسان/أبريل أنَّه موجودٌ في طهران أي قبل شهرين من وجوده الفعلي في إيران، ndash; بهدف تضليل الحكومة الإيرانية، في حال كانوا يراقبونه.

في نهاية الأمر قضى إقامته في طهران دون أنْ يتعرض لسوء، إلا أنَّ السلطات لم تسمح له بمغادرة البلاد لمّا قرّر ذلك واعتُقل في المطار.

واستُجوب بخصوص مدونته ونشاطاته الالكترونية وانتقاداته للثورة الإيرانية، قبل أن يسمح له بالمغادرة بعد سبعة أيام وبعد quot;إجبارهquot; على كتابة العديد من الاعتذارات، سجل بعضًا منها في مدونته.

وفي العامين 2006 و2007، توجه ديرخشان إلى إسرائيل مستعينا بجواز سفره الكندي. ثم وصف رحلته على مدونات باللغتين الانكليزية والفارسية موضحا انه أراد أن يظهر للإسرائيليين والإيرانيين صورة مختلفة عن كل من البلدين.

وفي في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2008 اعتقل درخشان من جديد لدى عودته إلى إيران لينال 19 عاما، وسط حملة تضامن غربيّة الكترونيّة واسعة النطاق.