في خطوة فاجأت المتابعين، أعلن الرئيس التونسيّ الأربعاء إقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم وتعييناحمد فريعة مكانه، وأعلن رئيس الوزراء محمد الغنوشي في مؤتمر صحافي تشكيل لجنة تحقيق حول الفساد في حين لازلت وحدات من الجيش ترابط في العاصمة التي تشهد حالة من التوتر الشديد.
وزير الداخلية التونسيّ المُقال رفيق بلحاج قاسم |
تونس: اعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي الاربعاء اقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والافراج عن جميع الموقوفين في ظل الاضطرابات الاجتماعية الدامية التي تهز البلاد منذ اربعة اسابيع.
وقد انتشر الجيش ايضا للمرة الاولى في تونس العاصمة وضاحيتها الشعبية غداة اول مواجهات عند اطراف العاصمة في اطار الازمة المستمرة منذ حوالى شهر والتي خلفت عشرات القتلى وادت الى حركة احتجاج على نظام قائم منذ اكثر من عشرين سنة.
واعلن رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي اقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والافراج عن جميع الموقوفين، وايضا تشكيل لجنة تحقيق حول الفساد الذي تندد به المعارضة ومنظمات غير حكومية.
وقال الغنوشي quot;قررنا تشكيل لجنة تحقيق للتحقيق بشأن مسألة الفسادquot;.
وظهر جنود مسلحون وشاحنات وسيارات جيب ومصفحات في العاصمة التونسية.
وفضلا عن تعزيزات كبيرة من قوات الشرطة ووحدات التدخل الخاصة، تمركزت آليتان للجيش وجنود بالسلاح لتولي حراسة الساحة التي تربط بين جادتي فرنسا والحبيب بورقيبة قبالة السفارة الفرنسية وكاتدرائية تونس الكبيرة.
كما شوهدت تعزيزات عسكرية ايضا حول مقر الاذاعة والتلفزيون.وقتل متظاهر واصيب اثنان اخران برصاص القوى الامنية مساء الاربعاء في مدينة تالة بوسط غرب تونس، وفق ما اعلن مسؤول نقابي لوكالة فرانس برس.
وتمركز الجيش ايضا في وسط العاصمة وعند مدخل حي التضامن الشعبي حيث تواجه شبان مع عناصر من الشرطة مساء امس. وكانت المرة الاولى التي تقع فيها اعمال عنف بالقرب من تونس العاصمة حيث ان حركة الاحتجاج تتركز حتى الان في وسط البلاد.
كما تموضعت مصفحة وجنود عند مدخل الحي حيث لم يرفع بعد حطام باص وسيارات محترقة بالقرب من المعتمدية التي تعرضت لهجوم.
وغطى حطام الزجاج واطارات السيارات المحترقة طريق بيزرت التي تمر في الاحياء الشعبية التضامن والانطلاقة والمنيهلة في غرب العاصمة.
وقد تطورت الازمة واتخذت منحى مأساويا خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي مع وقوع مواجهات عنيفة في مدن بوسط البلاد اسفرت عن سقوط 21 قتيلا بحسب الحكومة، واكثر من 50 بحسب مصدر نقابي.
وتحدثت مصادر من المعارضة عن اقالة قائد هيئة اركان سلاح البر الجنرال رشيد عمار الذي رفض اعطاء الامر الى الجنود بقمع الاضطرابات التي انتشرت في البلاد وتعبر عن تحفظه ازاء استخدام القوة بشكل مفرط بحسب المصادر نفسها.
واستبدل عمار بقائد الاستخبارات العسكرية الجنرال احمد شبير بحسب هذه المعلومات التي لم يتم التأكد منها من مصادر رسمية.
وقد عبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساء الثلاثاء عن quot;قلقها ازاء الاضطرابات وعدم الاستقرارquot; في هذا البلد الذي يحكمه الرئيس زين العابدين بن علين منذ 23 عاما.
وقالت كلينتون quot;نحن قلقون بالإجمال من عدم الاستقرار في تونس، يبدو أن الاحتجاجات خليط ما بين الاقتصادي والسياسي وللأسف فإن رد الفعل الحكومي أدى لمقتل البعض، ونأمل في حل سلميquot;.
واليوم الاربعاء دانت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون استخدام القوة quot;غير المتكافىءquot; من قبل الشرطة في تونس
وكان الرئيس زين الدين بن علي (74 عاما) تحدث الاثنين عبر التلفزيون واعدا بتوفير 300 الف وظيفة في خلال سنتين. وندد في الان نفسه بquot;عصابات ملثمةquot; وquot;مناوئين مأجورين .. مسيرين من الخارجquot; اتهمهم بالوقوف وراء الاضطرابات.
واعتبرت المعارضة والمنظمات غير الحكومية رد السلطة غير كاف وذهب حزب راديكالي الى حد المطالبة باستقالة الحكومة.
وبحسب عشر منظمات غير حكومية بينها رابطة الدفاع عن حقوق الانسان، فان الاسباب الحقيقية للازمة هي quot;الفساد، المحسوبية وغياب الحريات السياسيةquot;.
الاتحاد الاوروبي يدين استخدام القوة quot;غير المتكافىءquot; من قبل الشرطة
دانت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاربعاء استخدام القوة quot;غير المتكافىءquot; من قبل الشرطة في تونس حيث اقيل وزير الداخلية لتوه اثر تظاهرات اجتماعية عنيفة.
وقالت المتحدثة مايا كوسييانسيك quot;ان هذا العنف غير مقبول، ويجب تحديد هوية الفاعلين واحالتهم على القضاءquot;.
واضافت quot;نحن قلقون من استخدام القوة غير المتكافئة من قبل الشرطة تجاه المتظاهرين المسالمينquot;، موضحة ان الاتحاد الاوروبي يطالب باجراء تحقيق في هذا الخصوص.
وكانت اشتون طالبت الاثنين بquot;الافراج فوراquot; عن المتظاهرين والمدونين والصحافيين الذين اوقفوا خلال الاسابيع الاخيرة في تونس.
واعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي الاربعاء اقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والافراج عن جميع الموقوفين في اطار الاضطرابات الاجتماعية التي تهز البلاد منذ اربعة اسابيع.
واعلن ايضا في مؤتمر صحافي تشكيل لجنة تحقيق حول الفساد الذي تندد به المعارضة ومنظمات غير حكومية.
وقال رئيس الوزراء quot;قررنا تشكيل لجنة تحقيق للتحقيق بشأن مسألة الفسادquot;.
وقد تطورت الازمة خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي مع حصول مواجهات عنيفة في مدن وسط البلاد اوقعت 21 قتيلا بحسب الحكومة، واكثر من 50 قتيلا بحسب مصدر نقابي.
وبدات حركة الاحتجاجات في 17 كانون الاول/ديسمبر اثر اقدام شاب يعمل بائعا متجولا في مدينة سيدي بوزيد (265 كلم جنوبي العاصمة) على الانتحار باحراق نفسه، احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية بضاعته. وامتدت الحركة مساء الثلاثاء الى احدى ضواحي تونس العاصمة حيث انتشر الجيش اليوم الاربعاء.
الأمم المتحدة تدعو للتحقيق
دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الاربعاء السلطات التونسية الى البدء بتحقيق quot;مستقل وذي مصداقيةquot; في اعمال العنف الدامية التي تشهدها البلاد بعد quot;الاستخدام المفرطquot; للعنف من جانب قوات الامن.
وقالت بيلاي في بيان ان quot;معلومات تشير الى ان غالبية التظاهرات كانت سلمية وان قوات الامن ردت باستخدام القوة المفرطة بما يتعارض مع المعايير الدوليةquot;.
واضافت quot;من واجب الحكومة فتح تحقيق شفاف وذي مصداقية ومستقل حول اعمال العنف وجرائم القتلquot;.
منع التجول ليلا في تونس العاصمة وضاحيتها
اصدر وزير الداخلية التونسي الاربعاء قرارا بمنع التجول ليلا في تونس العاصمة وضواحيها عقب الاضطرابات التي شهدتها بعض احياء العاصمة، بحسب بيان رسمي.
وقالت الوزارة انها قررت فرض حظر التجول من الساعة 20,00 (19,00 تغ) وحتى الساعة 5,30 (4,30 تغ) quot;بسبب الاضطرابات واعمال النهب والاعتداءات على الافراد والممتلكات التي جرت في بعض احياء المدينةquot;.
ووقعت اضطرابات مساء الثلاثاء في ضواحي شديدة الكثافة السكانية مثل مدينة التضامن وانطلاقة حيث تجددت الاربعاء الاشتباكات في حين شهد وسط تونس مواجهات بين المتظاهرين والشرطة.
واضافت الوزارة ان هذا القرار يعود quot;للحرص على حماية المدنيينquot; مشيرة الى ان منع التجول سيطبق quot;موقتاquot; في العاصمة وبن عروس واريانة ومنوبة التي تشكل تونس الكبرى.
وقالت الوزارة ايضا ان هذا الاجراء لا يطبق على العاملين في الطواقم الطبية واجهزة الطوارىء الليلية.
توقيف قيادي معارض من اليسار المتطرف
اوقفت السلطات التونسية الاربعاء رئيس حزب العمال الشيوعي التونسي (محظور) حمة همامي داخل منزله قرب تونس العاصمة، على ما افادت زوجته راضية نصراوي وكالة فرانس برس.
وهو اول زعيم سياسي يتم اعتقاله منذ بدء التحركات الاحتجاجية التي تهز تونس منذ شهر والتي ادت الى سقوط 21 قتيلا بحسب السلطات واكثر من 50 قتيلا بحسب مصدر نقابي.
وقالت راضية نصراوي ان quot;الشرطة اقتحمت صباح الاربعاءquot; المنزل quot;واعتقلت حمةquot;. واضافت ان quot;عددا من رجال الشرطيين قاموا بخلع باب شقتنا وفتشوا وكسروا قبل اقتياد حمة على مراى من ابنتهquot;.
وحمة همامي (59 عاما) يقود حزبا يساريا quot;غير شرعيquot; كان له في السابق وجود قوي في اوساط الجامعات. وظل هذا القيادي الحزبي الملاحق من الشرطة يعيش متواريا عن الانظار الى ان تم التعرف الى مكان اقامته مؤخرا.
وخلال الايام الاخيرة، اجرى همامي مداخلات عدة على قنوات تلفزيونية اجنبية للتنديد بنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في اعقاب الاضطرابات التي تشهدها تونس.
واعتبر رئيس حزب العمال الشيوعي التونسي (محظور) حمة همامي الذي اعتقل الاربعاء في منزله قرب تونس ان التحركات الاحتجاجية التي تهز تونس منذ شهر quot;اقوى من النظامquot; وذلك في حديث لاسبوعية quot;ليفتquot; الايطالية.
واضاف همامي في المقابلة التي تنشر الجمعة واجريت معه قبل توقيفه صباحا quot;رغم سقوط قتلى لا يزال الشباب في الشارع. الحركة اقوى من النظام وقد تؤدي الى سقوطهquot;.
وقال ان quot;سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى اثار غضب الشعبquot;.
وتابع quot;الطلاب ليسوا وحدهم الذين يطالبون برحيل بن علي وانهاء الدكتاتورية بل هذا ما يطالب به ايضا النقابيون والعمال والمحامون والفنانونquot; مؤكدا quot;عدم وجود اي قوة اجنبية وراء هذه الحركات الاحتجاجيةquot;.
وقال همامي ان quot;الحركة الاسلامية غائبة تماماquot; مشيرا الى ان quot;التحرك شعبي وديموقراطي وعلمانيquot; معتبرا ان quot;التحدث عن ارهابيين او اياد اجنبية وسيلة لتشريع القمعquot;.
وفي مداخلة الاثنين على التلفزيون اتهم الرئيس زين العابدين بن علي quot;مناوئين ماجورينquot; مسيرين quot;من خارجquot; البلاد من قبل quot;اطراف لا تكن الخير لبلد حريص على العمل والمثابرةquot; معربا في الوقت نفسه quot;عن بالغ أسفنا للوفيات والاضرار التي نجمت عن هذه الأحداثquot; وعن quot;تعاطفنا مع أسر المتوفينquot;.
وهمامي (59 عاما) اول مسؤول سياسي يعتقل منذ بدء الاضطرابات في تونس قبل شهر والتي اوقعت 21 قتيلا بحسب السلطات واكثر من خمسين قتيلا بحسب مصدر نقابي.
ويقود همامي حزبا يساريا quot;غير شرعيquot; كان له في السابق وجود قوي في اوساط الجامعات. وظل هذا القيادي الحزبي الملاحق من الشرطة يعيش متواريا عن الانظار الى ان تم التعرف الى مكان اقامته مؤخرا.
وخلال الايام الاخيرة، اجرى همامي مداخلات عدة على قنوات تلفزيونية اجنبية للتنديد بنظام بن علي في اعقاب الاضطرابات التي تشهدها تونس.
التعليقات