لمتابعة آخر أخبار تونس أنقرة على الصورة:

أكد قبطان طائرة كانت ستقل أقرباء للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي أنه رفض الاقلاع بالطائرة التي كانت متجهة الى ليون ولم يوضح هويات المعنيين أو عددهم. هذا وصرح مساعد خاص لصخر الماطري صهر بن علي بأن الماطري في طريقه إلى دبي جوا.


فاليتا: أعلن متحدث باسم الحكومة المالطية أن طائرة الرئيس التونسي المتنحيزين العابدين بن علي كانت تحلق الجمعة قبيل الساعة 19:00 ت غ في اجواء مالطا quot;في اتجاه الشمالquot;.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ان قبطان الطائرة quot;اتصل ببرج المراقبة في مطار فاليتا ولكن فقط للسماح له بالتحليق في الاجواء وليس الهبوطquot;، موضحا ان الطائرة كانت تتجه quot;نحو الشمالquot;.

من جهته قال وزير خارجية مالطا تونيو بورغ ان quot;بن علي لن ياتي الى مالطا وليس لدى الحكومة اي مؤشر الى انه سيأتي الى مالطاquot;. وغادر بن علي الجمعة تونس بعد اضطرابات دامية شهدتها البلاد منذ نحو شهر وتولى رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي السلطة موقتا.

وتواترت أنباء عن حدوث انشقاق داخل الحزب الحاكم، مما يثير مخاوف من انهيار النظام تماما دون وجود بديل جاهز لتولي السلطة.

وقال قبطان طائرة مساء الجمعة لقناة نسمة تي في التونسية الخاصة انه رفض بعد ظهر اليوم الاقلاع بطائرة من مطار تونس قرطاج الدولي تقل اقرباء للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

واوضح محمد بن كيلاني في اتصال مع القناة quot;رفضت الاقلاع بالطائرة التي كانت متجهة الى ليون في الساعة 14:30 (13:30 ت غ) وعلى متنها افراد من عائلة بن عليquot;. ولم يوضح كيلاني هويات المعنيين او عددهم.

هذا وصرح مساعد خاص لصخر الماطري صهر بن علي بأن الماطري في طريقه إلى دبي جوا. ونفي المساعد اعتقال الماطري الذي أعلنته قناة تلفزيونية خاصة، وأعلن أنه توجه إلى دبي، و عدد من أقارب الرئيس.

يذكر أن الماطري متزوج من ابنة الرئيس التونسي، وهو من ابرز رجال الاعمال في تونس، أنشأ محطة الزيتونة الإذاعية الدينية منذ عام 2007، ثم حصل على أكبر حصص الملكية في دار الصباح التي تصدر عنها جريدة الصباح أعرق الصحف التونسية منذ مارس 2009. كما أنشأ (مصرف الزيتونة) الإسلامي الذي يعتبر الأول من نوعه في تونس.

زين العابدين بن علي رئيس تونس من 1987 الى 2011

حكم زين العابدين بن علي الذي غادر تونس الجمعة تحت ضغط تظاهرات احتجاجية على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، هذا البلد 23 عاما منذ الانقلاب الابيض الذي قام به في 1987 واطاح سلفه الحبيب بورقيبة.

ففي السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1987 رحب التونسيون بمن فيهم الاسلاميون، بتولي بن علي السلطة quot;دون عنف واراقة دماءquot; واشاد به انصاره معتبرين انه quot;منقذquot; للبلاد التي كانت على حافة الهاوية واعترفوا له بوضعه اسس اقتصاد ليبرالي وبالقضاء على مخططات حزب النهضة الاسلامي الذي اتهم بالتخطيط لانقلاب مسلح.

وقد بقي على رأس السلطة اربع ولايات كاملة وكان في طريقه لاكمال ولايته الخامسة، مع انه الغى فور توليه السلطة في تونس quot;الرئاسة مدى الحياةquot; التي كان ارساها بورقيبة وحدد الولايات الرئاسية بثلاث. وقد اتاح له تعديل الدستور التونسي في 2002 في استفتاء، البقاء في السلطة.

وخلال رئاسته تونس التي حكمها بيد من حديد، فاز بن علي وحزبه في كل الانتخابات التي خاضها بنسبة فاقت التسعين بالمئة. واتبع هذا العسكري الذي تلقى تعليمه في مدرسة سان سير في فرنسا والمدرسة العليا للامن والاستخبارات في الولايات المتحدة، سياسة اجتماعية قائمة على مبدأ quot;التضامنquot; كما توصف رسميا، لكنها لم تحقق اهدافها وكان تردي الاوضاع الاجتماعية السبب الرئيسي للحركة الاحتجاجية التي بدأت منتصف كانون الاول/ديسمبر وادت الى تنحيه.

وقد اكد بن علي الذي شغل منصب وزير الداخلية ثم رئاسة الحكومة قبل ان يقصي بورقيبة، ايمانه بالتحول الديموقراطي quot;المتدرجquot; وادخل التعددية بجرعات محسوبة في البرلمان في 1994 ونظم في 1999 اول انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ تونس. الا ان معارضيه اكدوا مرارا انها تعددية quot;شكليةquot; وانتقدوا الرقابة على الاعلام والجمعيات المدنية.

ومع انه اكد quot;تفهمهquot; لاسباب التظاهرات ووعد بعدم الترشح لولاية سادسة كانت ستتطلب تعديل الدستور الذي لا يسمح بالترشح بعد سن 75 عاما، وبارساء ديموقراطية حقيقية، لم تتوقف التظاهرات، فيما شكك المعارضون في قدرته على الوفاء بوعوده هذه.

وكان حلفاء بن علي الغربيون يرون فيه ضامنا للاستقرار من اجل تدفق الاستثمارات على تونس التي يزورها سنويا ملايين السياح الاوروبيين. لكن الاحتجاجات الاخيرة ومحاولة قوات الامن قمعها بعنف دفعت هذه الدول الى مراجعة مواقفها، بدءا بالولايات المتحدة التي اكدت فور مغادرته البلاد quot;حقquot; الشعب التونسي quot;في اختيار زعمائهquot; بينما لم تكف فرنسا عن ممارسة الضغوط عليه ليحقق بعض الانفتاح.

وقد وصف قسم من المعارضة ومنظمات للدفاع عن حقوق الانسان النظام التونسي في عهد بن علي بانه quot;تسلطيquot; وquot;بوليسيquot; واتهمته بالتعدي على الحريات بحجة مكافحة الاسلاميين. ففي حزيران/يونيو وتحت شعار اولوية الامن والاستقرار، استخدمت السلطات التونسية الجيش للقضاء على اضطرابات على خلفية البطالة والمحسوبية في الحوض المنجمي في جنوب تونس.

وخلال الحركة الاحتجاجية الاخيرة على البطالة وغلاء الاسعار، لم تتوان قوات الامن عن التصدي للمتظاهرين مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات، ما ادى الى سقوط 66 قتيلا بحسب منظمات غير حكومية. وعلى الرغم من محاولته الاخيرة الخميس نزع فتيل quot;ثورةquot;، تحدى الاف التونسيين مشاعر الخوف وطالبوا بquot;رحيلهquot;.

وبن علي الذي كان يظهر احيانا مرتديا quot;الجبة التونسيةquot; اللباس التقليدي الرجالي في تونس، شجع اسلاما معتدلا وووفر الحماية لممارسة مختلف الاديان في تونس. وهو متزوج وله ستة ابناء هم ثلاث بنات من زواج اول وابنتان وابن من زوجته ليلى بن علي الحاضرة بقوة في الحياة الاجتماعية والسياسية.