تقوم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، بتعاون مع خبراء، بتحضير دراسة باسم quot;جرائم نظام بن عليquot;، لعرض المتورطين على العدالة الدولية. وهذا بعد انحلال هذا النظام، الذي رحبت به الجالية التونسية في غالبيتها، في احتفالات عارمة عرفتها أهم المدن الفرنسية.لمتابعة آخرأخبارتونسأنقر على الصورة
قال الدكتور هيثم مناع في تصريح لإيلاف إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان تقوم، بتعاون مع خبراء فرنسيين وعرب، بدراسة اقتصادية و قانونيةquot; لتقييم ما أسماه quot;بالجرائم الاقتصادية المقترفة في حق الشعب التونسيquot;، من طرف quot;عصابات نظام بن علي هربت أموالا أو اقتنت عقارات بأوروباquot;.
وقال مناع quot;إن هذه الأموال يجب إرجاعها إلى الشعب التونسيquot;، فهو اليوم الأولى بها، معتبرا أن أصل هذه الانتفاضة الشعبية كان أساسها quot;الخبزquot;، وسوف تسخر اللجنة العربية لحقوق الإنسان كل جهودها بتعاون مع هؤلاء الخبراء المتطوعين لتسليط الضوء في الوقت القريب على هذه الجرائم الاقتصادية.
وفسر الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هذه الخطوات، التي أقدمت منظمته عليها، أنها quot;ستسير على منوال ما قامت به منظمة الشفافية الدوليةquot;، التي تابعت ثلاثة زعماء أفارقة سلبوا لسنوات خيرات بلدانهم، إلى أن ترصدت لهم هذه المنظمة بتعاون مع القضاء.
وستنكب اللجنة الحقوقية كذلك، والتي تنشط من العاصمة الفرنسية، على quot;الجرائم السياسية لنظام بن عليquot;، حيث سيقف، بحسب د هيثم مناع، عند جميع أشكالها والتي عانى منها النشطاء التونسيين لأزيد من عقدين من الزمن، quot;كالرقابة الإدراية اللصيقة التي مورست على هذه الشريحة من الفعاليات التونسية و ممارسة التعذيب و التقتيل عليها بعيدا عن أعين القضاءquot;.
وإن كانت اللجنة العربية لديها قائمة بأسماء الشخصيات التي يتم التحقيق في شأن ممتلكاتها التي حصلتها في بلدان أوروبية من أموال التونسيين، أو تلك التي هربت أموال خارج البلاد، فضل مناع أن يتحدث عن أن هناك quot;قائمة سوداءquot;، دون أن يعطي تاريخا محددا للكشف عن أسمائها.
وأشار المناع بالاسم إلى ع الله قلال أحد رجالات نظام بن علي الذي قدمت ضده اللجنة العربية لحقوق الإنسان دعوى لدى المحاكم المختصة، في انتظار تحضير ملفات جميع المتورطين في قضايا حقوقية بتونس و تقديمها للدوائر القضائية، quot;و لما لا القضاء التونسيquot;، يقول هيثم المناع إن عرف في الشهور القادمة quot;تحولا جذريا نحو قضاء مستقل و نزيهquot;.
الجالية التونسية و نشوة quot;الثورة الشعبيةquot;
وأحيت الجالية التونسية مناسبة الإطاحة بالرئيس بن علي في عدد من المدن الفرنسية بالكثير من الفرح، و تحررت الألسنة في الحديث عن النظام التونسي بكل حرية و طلاقة، حيث كانت من ذي قبل تتحرى الكثير من الحذر في ذلك، و وجددت إيلاف صعوبة في جمع تصريحات إبان إندلاع هذه الانتفاضة.
و كان الكثير من أفراد الجالية التونسية يخشون من الملاحقة في حالة ظهور أسمائهم أو صورهم على وسائل الإعلام الفرنسية أو العربية الدولية، و قال شاب تونسي مشارك في مظاهرة احتفالية بباريس بمناسبة سقوط بن علي، quot;أشعر بأني ولدت من جديد، اليوم هو عيد ميلاد جميع التونسيينquot;.
وعبر تونسي آخر في هذه المظاهرة عن كونه يجد نفسه اليوم quot;حراquot;، و بإمكانه أن يفصح عن ما يروج بخاطره دون خوف، و هو يحكي عن الوضع السابق في تونس قائلا:quot;لم يكن ممكنا أن نتحدث في السابق بهذه الطريقة، و إن تكلمنا بهذا الأسلوب كان علينا أن نراقب محيطنا يمينا و يسارا فالمخبرين كانوا في كل مكانquot;.
وأصبحت هذه الثورة الشعبية، التي قادت إلى الإطاحة بزعيم أحد أعتى الأنظمة البوليسية في المنطقة، تعرف quot;بثورة الياسمينquot;، و قال عنها الدكتور هيثم المناع إنه على الشعوب العربية أن تستلهم منها قوة النصر، و وجد لذلك شعار يستجيب لآماله الحقوقية و الديمقراطية يقول فيه quot;بوعزيز ترك وصيه...ثورة الياسمين من الميه إلى الميهquot;.
وكان الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان يقصد من كلامه انتشار عدوى هذه الحركة التي أصبحت ثورة حقيقية، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، من المحيط إلى الخليج، لدحر كل الأنظمة الفاسدة، مشيدا في نفس الوقت، بشجاعة و إقدام وروح المواطنة لدى الشعب التونسي، كما كان شأن أفراد الجالية التونسية المقيمة بفرنسا.
التعليقات