تابع في إيلاف: إنتفاضة تونس تسقط زين العابدين |
أكد قياديان معارضان إستعدادهما للتعاون مع محمد الغنوشي لتشكيل حكومة جديدة في وقت خرجت تظاهرات في عدة مدن تونسية إحتجاجاً على تولي الأخير مهام الرئاسة بأمر من سلفه زين العابدين بن علي.
تونس: أطلق العديد من سكان العاصمة التونسية ومدن تونسية اخرى عبر التلفزيون نداءات لطلب تدخل عاجل من الجيش لحمايتهم من عصابات تقوم بأعمال نهب وتدمير مساء الجمعة رغم إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في تونس.
هذا وأعلن قياديان من المعارضة التونسية مساء الجمعة لوكالة الأنباء الفرنسية استعدادهما للتعاون مع الرئيس التونسي بالانابة الذي أعلن الشروع اعتبارا من اليوم السبت في إجراء مشاورات مع الاحزاب السياسية والاطراف الاجتماعية.
واكد القياديان المعارضان انها لا يعتقدان بإمكان عودة الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي غادر البلاد تحت الضغط بعد نحو شهر من احتجاجات دامية في الشارع.وقال احمد بن جعفر زعيم التكتل الوطني للعمل والحريات (معترف به) quot;بن علي لن يعود انا على يقين انه رحل نهائيا، المهم الان هو مصلحة البلد وان يتوقف نزيف الدم وان يتم تحقيق مطالب الشعبquot;.
واعتبر ان من الضروري عدم التأخر في الاصلاحات والتغيير على رأس الدولة لان الفصل الدستوري الذي اعتمد يلمح الى ان بن علي لم يتخل نهائيا عن الحكم. واضاف ان quot;ما حدث هو سيناريو يناسبني في نهاية الامرquot;، مضيفا انه اقترح تشكيل quot;لجنة وطنية للخروج من الأزمة يمكن ان تفضي الى حكومة وحدة وطنيةquot;.
من جانبه، تحدث احمد نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي (معارضة معترف بها) عن quot;اخراج دستوري ليس مثاليا لتغيير سياسيquot;. وقال quot;على الغنوشي ان يعمل على تشكيل حكومة تمثل كافة المكونات والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية حرة وديمقراطية بإشراف مراقبين اجانبquot;.
وكان مصدر رسمي اعلن في وقت سابق ان الغنوشي quot;سيعقد ابتداء من يوم غد السبت (...) مشاورات يدعو اليها كافة الاحزاب السياسية والاطراف الاجتماعية حول تجاوز الاوضاع الراهنة في البلاد والاصلاحات السياسية المقبلةquot;. واضاف quot;ستشمل هذه المشاورات في مرحلة ثانية مكونات المجتمع المدني والحساسيات الفكرية في البلاد وعددا من الشخصيات الوطنيةquot;.
هذا وأوردت وكالة تونس افريقيا للانباء مساء الجمعة ان الرئيس التونسي بالانابة الغنوشي تولى مهامه بناء على امر من سلفه زين العابدين بن علي. واوضحت الوكالة في برقية تممت بها برقية سابقة انه quot;بناء على امر تفويض صادر عن رئيس الجمهورية بتاريخ 14 كانون الثاني/يناير تولى السيد محمد الغنوشي مهام رئاسة الجمهوريةquot;.
ولم يكن هذا التوضيح واردا في برقية سابقة بثتها الوكالة. وكان الغنوشي اعلن مساء اليوم عبر التلفزيون توليه مهام الرئاسة quot;بصفة وقتيةquot; بموجب الفصل 56 من الدستور التونسي الذي ينص على انه في صورة تعذر على رئيس الجمهورية القيام بمهامه بصفة وقتية يفوض سلطاته الى رئيس الوزراء.
وقال قانونيون ان الاعتماد على هذا الفصل من الدستور الذي يتعلق بحالة quot;تعذر على رئيس الجمهورية القيام بمهامه بصفة وقتيةquot; ليس صحيحا لانه قد يفترض ان بن علي لم يتخل نهائيا عن السلطة.
النص الحرفي لاعلان تولي محمد الغنوشي رئاسة تونس بالانابة
وفي ما يأتي النص الحرفي للإعلان الذي تلاه مساء الجمعة الغنوشي عبر التلفزيون التونسي:
quot;بسم الله الرحمن الرحيم
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
طبقا لأحكام الفصل 56 من الدستور الذي ينص على انه في صورة تعذر على رئيس الجمهورية القيام بمهامه بصفة وقتية ان يفوض سلطاته الى الوزير الاول. واعتبارا للتعذر على رئيس الجمهورية ممارسة مهامه بصفة وقتية اتولى بداية من اليوم ممارسة سلطات رئيس الجمهورية.
وادعو كافة ابناء تونس وبناتها من مختلف الحساسيات السياسية والفكرية ومن كافة الفئات والجهات الى التحلي بالروح الوطنية والوحدة لتمكين بلادنا التي تعز علينا جميعا من تخطي هذه المرحلة الصعبة واستعادة امنها واستقرارها.
واتعهد خلال فترة تحملي هذه المسؤولية احترام الدستور والقيام بالاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تم الاعلان عنها وذلك بدقة وبالتشاور مع مختلف الاطراف الوطنية من احزاب ومنظمات وطنية ومكونات المجتمع المدني.
والله ولي التوفيقquot;.
واوضحت وكالة تونس افريقيا للانباء الحكومية في وقت لاحق لهذا الاعلان ان الغنوشي تولى مهام رئاسة الجمهورية بناء على الفصل 56 من الدستور وquot;بناء على امر تفويض صادر عن رئيس الجمهورية بتاريخ اليوم 14 كانون الثاني/ينايرquot;.
ووضع الجيش التونسي في تصرف المواطنين رقم هاتف للتبليغ عن هجمات، في حين بثت مروحيات عبر مكبرات للصوت نداءات تطلب من المواطنين الهدوء والبقاء في منازلهم. وقال التلفزيون الحكومي ان مستشفى شارل نيكول في العاصمة يتعرض الى هجوم، مضيفا ان قوات من الجيش تتجه اليه لحمايته.
وعزا العديد من الشهود اعمال العنف هذه الى ميليشيات الحزب الحاكم، التجمع الدستوري الديمقراطي، الغاضبين من فرار بن علي، وذلك بهدف زعزعة استقرار البلاد. ويتحرك اشخاص ملثمون في عصابات بعضها مسلح بهراوات وسيوف بغرض بث الرعب، بحسب شهود.
وإزاء هذا الوضع تدخل الرئيس بالانابة محمد الغنوشي عبر محطتي تلفزيون تونسيتين للتوضيح بأن تعزيزات من الجيش ستنشر سريعا لتأمين الاحياء وحماية الاهالي. وبحسب اتصالات من المواطنين وردت على التلفزيون فقد تعرض العديد من احياء الضاحيتين الجنوبية والغربية من العاصمة الى اعمال العنف هذه.
كما سجلت اعمال مماثلة في مدن في الشمال (بنزرت) والوسط (القيروان) والجنوب (قفصة) التي تحدث سكانها عن اجواء من انعدام الامن وحالة رعب تسود الاهالي وحالات نهب يقوم بها ملثمون في غياب قوات الامن.
وقال علي احد سكان مدينة القيروان quot;نعرفهم جيدا انهم من عناصر الحزب (الحاكم) الذين يتحركون بسيارات وهم منظمون ويقومون باعمال تكسير ويبثون الفوضىquot;. وقد خلت المدينة من قوات الشرطة ويطلق عناصر الجيش النار في الهواء في محاولة لتفريق اللصوص في حين تجند الاهالي للدفاع عن انفسهم، بحسب الشاهد ذاته.
التعليقات