تؤكد وثيقة جديدة ان شركة طيران كندا عندما سعت إلى الدخول في صفقة من أجل الحصول على مكاسب مادية من طيران الإمارات قامت بتسهيل كافة الأمور لها، ولكن بعد فشل ذلك قامت اير كندا باجهاض مساعي شركتا طيران الامارات، وذلك كعقاب عن رفض العرض.


دبي: كشف الكاتب الكندي في صحيفة quot;ذا تورونتو ستارquot; هارون سيدديقي، النقاب عن وثيقة تعود لعام 2006 تبين كذب شركة quot;اير كنداquot; بشأن منح حقوق الهبوط اليومي لشركة طيران الإمارات. موضحاً أنه بعد فشل شركة طيران كندا في استغلال شركة طيران الإمارات تجاريًا عملت على افشال المفاوضات ونسفها تمامًا، كما أنها تعد السبب الرئيسي وراء توتر العلاقات الاماراتية الكندية.

ويشير الكاتب الى ان الوثيقة تضمنت عرضاً قدم من شركة طيران كندا الى طيران الامارات بحيث يتم السماح لطيران الامارات بتسيير رحلة يومية بين دبي وتورونتو في البداية على أن يتم زيادة الرحلات بعد ذلك من خلال التوسع في تسيير رحلات اضافية إلى مدن كندية اخرى. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اقترحت الشركة الكندية على طيران الإمارات مواعيد الرحلات. وكان ذلك في مقابل حصول شركة طيران كندا على 50% من الأرباح الناتجة عن تشغيل تلك الخطوط من طيران الامارات. وذلك على الرغم من عدم تحمل الشركة الكندية لاية مصروفات او مخاطر او خسائر، حيث سعت إلى أن تكون شريكا في الربح فقط.

ولكن رفضت طيران الامارات هذا العرض المقدم من شركة quot;اير كنداquot; واستمرت هي وطيران الاتحاد في التفاوض مع الحكومة الكندية في محاولة للحصول على رحلة يومية من الامارات إلى كندا والعكس، وعدم اقتصار رحلاتها الاسبوعية على ثلاث فقط. اضافة الى طلبها تسيير رحلات الى فانكوفر وكالغاري في ظل الحصول على دعم مقاطعات بريتيش كولومبيا والبرتا وانتاريو.

وفي المقابل عملت شركة quot;اير كنداquot; على افشال المفاوضات التي استمرت زمنا طويلا بين الامارات وكندا بحجة ان عدد المسافرين لا يبرر تسيير عدد اضافي من الرحلات بين البلدين، مضيفة ان السماح لشركات طيران الامارات باغراق كندا سيكون له اثار سلبية على سوق الوظائف الكندي حيث سيعمل ذلك على خسارة آلاف الوظائف. وهذا تصور مخالف تماما لدراسة أجرتها شركة طيران الامارات توضح أن الرحلات الجديدة لو تم الموافقة عليها ستوفر 1900 وظيفة اضافة إلى تحصيل الحكومة الكندية لضرائب تصل الى 26 مليون دولار.

وتشير الدلائل الى أن شركة طيران كندا عندما سعت إلى الدخول في صفقة من أجل الحصول على مكاسب مادية من طيران الإمارات قامت بتسهيل كافة الأمور لها، ولكن بعد فشل ذلك قامت اير كندا باجهاض مساعي شركتا طيران الامارات، وذلك كعقاب عن رفض العرض الكندي.

وبالتالي كانت شركة quot;اير كنداquot; الشرارة التي اشعلت التوتر بين حكومتي الامارات وكندا، مما اسفر عن قيام حكومة الامارات بعدة مواقف كان أهمها طرد القاعدة العسكرية الكندية من دبيـ ورفض منح الطائرة التي كانت تستقل وزير الدفاع الكندي من الهبوط على اراضيها واخيرًا قامت بفرض تأشيرات دخول برسوم مكلفة على الكنديين الراغبين في زيارة الامارات. وفي المقابل تدرس كندا اتخاذ عدة تدابير رداً على ذلك منها الغاء حق الهبوط الذي تتمتع به حاليًا شركتا طيران الامارات وطيران الاتحاد ومنع الشركتان من التحليق في المجال الجوي الكندي وتعطيل اجراءات منح التاشيرات للاماراتيين.

وكانت الإمارات قد وجهت مؤخرًا انتقادا حادا لكندا بسبب تصريحات رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر شديدة اللهجة ضد الامارات حول اغلاق القاعدة العسكرية الكندية في دبي. حيث قال بأن الاسلوب الذي تتعامل به الامارات مع كندا ليس أسلوب التعامل مع الحلفاء، مضيفا quot;أنه من الأفضل أن نختار أصدقاءنا بعناية في المستقبلquot;.

وردت الحكومة الاماراتية على ذلك بأن quot;الإمارات قدمت لكندا إشعارا قبل أربعة شهور من أجل إغلاق قاعدة ميراج العسكريةquot;. ومن ثم طالبت أبوظبي أوتاوا بتقديم اعتذار رسمي عن تلك التصريحات.

والجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الكندي هاربر كان قد رفض طلبا اماراتيا بأن يتم التعامل بالمثل مع المواطنين الإماراتيين وأن يسمح لهم بدخول كندا دون الحصول على تاشيرة. كما قام باتهام الإمارات بتعطيل الحرب على الإرهاب جراء اصرارها على ربط قضايا تجارية بتلك المهمة، على حد قوله.

وجاءت زيارة بوب راي مسؤول شؤون السياسة الخارجية في الحزب الليبرالي الكندي الى الامارات مؤخرا في محاولة لرأب الصدع بين الدولتين وقال راي إن هاربر وحزب الإصلاح القديم في كندا أصبحا مؤيدين لإغلاق الأجواء واتباع سياسة حمائية هدفها الدفاع على اير كندا، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن الموقف الذي تتخذه كندا تجاه الامارات حاليًا هو موقف خاطئ.

وتشير تقارير اعلامية كندية إلى أن التوتر بين الامارات وكندا كلف كندا ما يزيد عن 300 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب بسبب اغلاق القاعدة العسكرية الكندية التي كانت تقدم الدعم اللوجيستي للقوات الكندية في افغانستان. كما أن حجم التجارة البينية بين الطرفين البالغ 1.5 مليار دولار سنويًا قد يتأثر سلباً جراء التدهور المستمر في العلاقة، حيث إن الامارات أكبر شريك تجاري لكندا في منطقة الشرق الأوسط، وشمال افريقيا. كما أن هناك 200 شركة كندية تتخذ من الامارات مقرًا ثانياً لها.