أكد تونسيون لـ quot;إيلافquot; أنهم مستعدون لقضاء ليالي لمواصلة الاحتجاج لولا فرض حظر التجول ابتداء من الساعة السادسة مساء.


قرابة الساعة الثالثة ظهراً بساحة ابن خلدون وسط العاصمة التونسية، كان طفل صغير وشيخ اشتعل الشيب في لحيته يحملان لافتات تطالب بحل الحزب quot;الدستوري الديموقراطيquot;. ظلا يتحركان في تحد كبير لعشرات رجال الأمن، قبل أن ينسل أحدهم يرتدي زياً مدنياً ويخطف الشعارات اللتي كتبت على ورق مقوى.

حاول الشيخ أن يسترجع لافتته فاقترب منه رجل يرتدي سترة عليها كلمة quot;رجل أمنquot;، وبدأ يخاطبه بأسلوب يجمع بين الترجي والتهديد المبطن: quot;أنت مثل بويا، سير خلي لعباد تشتغل على روحها. خلي لعباد تاكل الخبزquot; (أنت في مقام والدي. اترك الناس تعمل، اتركهم يكسبون قوت يومهم).

طأطأ الرجل الستيني رأسه وانزوى في زقاق قريب من الساحة رفقة الطفل الصغير. استمر الشرطي السعيد بإقناعه للكهل يحادث شخصا آخر كان يراقب المشهد في ترديد نفس العبارات. هذا الشرطي مثل عدد من أفراده يرون أن المسيرات المتواصلة تعطيل لعجلة الاقتصاد وأن المشكلة الحالية الآنية هي كسب كسرة خبر.

هذه العقلية هي التي ثار عليها التونسيون وأطاحوا بزين العابدين بن علي، لذا ورغم أن الشيخ تنازل عن لافتته وغادر، فإن عشرات الشباب استمروا في الاحتجاج على حكومة محمد الغنوشي المعينة أمس الاثنين، فقد رفع متظاهرون شعارات تؤكد أن لا تراجع على الديموقراطية ولا على الحريات.

المثير في هذه المسيرات الاحتجاجية التي ازدادت في الساعات الأخيرة حماسة هو أن غالبيتها من الشباب والشابات الذين لا تتجاوز أعمارهم 30، هؤلاء كانوا أكثر إصرارا على مواصلة المسيرات الاحتجاجية.
أكدوا أن quot;لا أحد يستطيع سرقة الانتفاضةquot; وأنهم مستمرون في الاحتجاج إلى حين مغادرة الوزراء السابقين مواقعهم، كما طالب المتظاهرون أمام quot;متحف الماليةquot; بشارع روما رجال الأمن بالالتحاق بهم لأنهم هم الآخرون متضررون من النظام الفاسد، وطالبوا بquot;نظام جديدquot;. لم يكترث هؤلاء الشباب الحديث العهد بالانتماء إلى quot;الاتحاد العام التونسي للشغلquot; بالخبز، يريد ديموقراطية كاملة لا معطوبة أو ناقصة.

هؤلاء قالوا لـ quot;إيلافquot; إنهم مستعدون لقضاء ليلة كاملة لولا فرض الدولة لحظر التجول ابتداء من الساعة السادسة مساء. هذا الحضر قد يزيد في عمر حكومة الغنوشي ساعات إضافية. لكنه لن يثني هؤلاء على تحقيق رغبتهم في تونس ديمقراطية تحترم الحريات، بلوغ هذا المآل يستحق التضحية بالخبز في الوقت الحالي.