عبر سياسيون عراقيون في أحاديث منفصلة مع ايلاف عن تطلعاتهم لإمتداد ثورة الياسمين التونسية إلى بلدان عربية أخرى، مشددين على ضرورة الإستجابة لتطلعات الشعب العراقي ورغباته الحالية.


بغداد: تفاعل الشارع العراقي كثيرًا مع الاحداث الجارية في تونس مصحوباً بالقلق من محاولات التردي التي قد تصيب الواقع التونسي بعد اسقاط رأس النظام الحاكم، وهذا التفاعل صاحبته متابعة للسياسيين العراقيين الذين عبروا عن امنياتهم في استعادة الشعب التونسي لعافيته بسرعة فيما كانوا يقارنون بين الأحداث في تونس والعراق الذي ما زال يعيش تداعيات التغيير بعد أن كان للأرهاب حضور في واقعهم الحياتي، وأشاروا إلى تطلعهم لإمتداد ثورة الياسمين التونسية إلى بلدان أخرى مشددين على ضرورة الاستجابة لتطلعات الشعب العراقي ورغباته الحالية.

يشيرابراهيم بحر العلوم من التحالف الوطني العراقي إلى أن ما حدث في تونس هو حصاد لما زرعه العراقيون قبل نحو ثمان سنوات. وقال: quot;ما حدث في الشقيقة تونس هو انتصار للارادة الشعبية وانذار لكل الانظمة العربية الفاسدة، وهذا ما بذره العراقيون قبل ثمان سنوات، وستستمر الثورات، لذلك نتوقع أن يختار الشعب التونسي قيادته الوطنية السليمة، وهذه مناسبة أن نقول كفى للرؤساء العرب أن يتمسكوا بمقاليد السلطة لعقود طويلة، واعتقد أن النظام السياسي العربي فيه امراض كثيرة، وهو بحاجة الى علاجات شعبية عديدة، وما حدث في تونس يجب ان تكون له تأثيرات ايجابية على الدول العربية، وهذا هو حصاد ما زرعناه في العراق، أي أن الشعوب العربية تحصد الآن ما بدأ به العراق من اسقاط للدكتاتوريةquot;.

وحول إمكانية ان يكون لما حدث في تونس سيناريو عراقي شبيه قال: quot;اختلف معك، وأن ثورة الجوع والخبز التي اندلعت هي السبب في اسقاط الدكتاتورية، ولكن ما وراء ذلك من تراكمات كبيرة في ظل وضع سياسي جاثم على الصدور، هو الذي ادى الى قيام الثورة التونسية، وبالتالي قد تقوم انتفاضات شعبية في دول أخرى، أما في العراق فالتجربة وليدة، صحيح أن هنالك نقصا في الخدمات وعدم استتباب تام للأمن وبطالة، ولكن الحكومة تقوم بمعالجات لكل هذا، ولا زالت هذه فترة اختبار، لذلك ما حدث في تونس لا يمكن أن يحدث في العراق بسهولة، حيث إن الثورة التي قام بها الشعب التونسي صنعتها تراكمات استبداد انظمة عربية جاثمة وراثية وهذه غير موجودة في العراق الآن وأن كانت هنالك مشاكلquot;.

اما النائبة تانيا طلعت عن التحالف الكردستاني فقد لفتت انتباه السياسيين إلى ضرورة احترام مواطنيهم وتلبية مطالبهم، وقالت: quot;أولاً أن ما حدث في تونس هو شأن داخلي، ولكن نحن كعراقيين عندما نتحدث عن هكذا ثورات فهي مطالبات الشعب، ولم أر أي تأثيرات خارجية، لكننا نتمنى أن تتم السيطرة على الوضع في تونس، ويحضى الشعب التونسي بالامان والاستقرارquot;.

واضافت: quot;أن أي ثورة في أي بلد تنبع من قلب هذا الشعب، ومن قلب الشارع حينما يكون هناك حاجة لها بعد الشعور بالاقصاء والتهميش، وهذه الثورة دلالة على أن الشعب التونسي عاش في السنوات الماضية في وضع غير جيد، وها هو الآن يريد أن يمسك بزمام الامور بيده، وقد كانت الحكومة لا توفر للناس ما يطالبون به، انا آراها ظاهرة صحية عندما يبحث الشعب عن حريته وحياته، ولكن من المهم الحفاظ على ارواح الابرياء، ويجب أن تتحقق مقومات الدولة ويستطيع ان ينهض بها مرة أخرىquot;.

وعما اذا كان الشعب العراقي يمكنه الآن أن يقوم بثورة قالت: quot;هذا يجب ان نسأل عنه الشعب العراقي، ولكن لا اتوقع ان تكون هناك الطريقة نفسها، لكنني ارى ما حصل في تونس يجب أن ينظر اليه السياسيون العراقيون وان يحترمون مطالب الشعب والا سيحدث لهم ما حدث لزين العابدين بن علي وعائلته، من المهم جدًا ان يعمل السياسيون العراقيون على تلبية طلبات الشعب واسعادهquot;.

أماشاكر كتاب، الناطق باسم القائمة العراقية فلم يجب عن السؤال المتعلق بالظروف العراقية ومقارنتها بالتونسية ولكنه قال: quot;اعتقد ان ما حدث في تونس هو نتاج طبيعي للضغط الهائل الذي مارسته الدكتاتورية ضد الشعب والتي تسببت في السياسات الاقتصادية الفاشلة والكثير من السلبيات التي ادت الى أن يحدث ما حدث، وما حصل هو تعبير عن تراكم خزين من الغضب لدى الشعب التونسي ساهمت في تثويره حالة الفقر الشديد التي يعيشها المواطنون التونسيونquot;.

واضاف: quot;أن ما حدث يمكن أن نتوقعه في كل مكان تكون فيه دكتاتوريات مستبدة وظالمة لشعوبها، ويجب ان لا نستبعد ان تمتد هذه الثورات الى الدول التي تعيش الفقر والحرمان والتي لم ينتبه رؤساؤها لشعوبهم . وعما اذا كان السيناريو التونسي من الممكن تكراره في العراق، قال كتاب: quot;السؤال صعب ولايمكنني الاجابة عنه الانquot;.

اما النائب المستقل سابقا وائل عبد اللطيف فلم يخف حماسه لأن تمتد الثورات الشعبية لكل الانظمة العربية الفاسدة، قائلاً: quot;اتمنى ان يحصل الذي حصل في تونس في دول أخرى وأن يمتد الغضب الشعبي إلى الدول العربية ويطيح بالقادة المتخلفين الذين يظلمون شعوبهم ويغمطون حقوق الانسان ويزيدونها فقرا ويتمسكون بالسلطة ويعدلون الدساتير من اجل ان يبقوا مدى الحياة على كراسيهم ولا يحترمون مواطنيهم ، انا اتمنى ان تزحف ثورة تونس على جميع الظالمين لشعوبهم وتقوض اركان كل الانظمة الشموليةquot;.

واضاف: quot;العصر الذي نعيشه وتعيشه اوربا يطلقون عليه عصر الديمقراطية، الكثير من دول العالم غادرت النظم الشمولية بعد الحرب الكونية الثانية، واصبح الانسان محترما وازيل خط الفقر واصبح للمواطن في العالم احترام كامل اينما يكون وفي جميع المجالات الحياتية، ولكن المواطن العربي لايجد في عالمه العربي هذا العصر الذي يوصم بالديمقراطيةquot;.

وتابع حول نظرته الى التشابه بين الواقعين العراقي والتونسي: quot;كل شيء متوقع، فلا يستطيع الحاكم اليوم ان يقول عملت كذا وكذا ان لم يكن الشعب راضيا عنه وسوف يتخذ اجراءات وقد تنبهوا الى قوة الجياع والفقراء والمستضعفين، والان يعاني العراقيون الامرين، الارهاب من جانب والجوع من جانب آخر، واعتقد أن لهؤلاء صرخة مدوية تهز العروش في هذا البلد وغيرهquot;.