يُقال إن لكل ثورة ساحرتها الغاوية. فالفيليبن كان لديها اميلدا ماركوس الشغوف بالأحذية، ورومانيا كانت لديها ايلينا تشاوشيسكو التي ادعت بأنها عالمة، وفرنسا ارتبطت ثورتها بوضع رقبة ماري أنطوانيت البضة تحت المقصلة.


لكل ثورة ساحرتها الغاوية، فقد كان للفيليبين اميلدا ماركوس الشغوف بالأحذية، ورومانيا كانت لديها ايلينا تشاوشيسكو التي ادعت بأنها عالمة، وفرنسا ارتبطت ثورتها بوضع رقبة ماري أنطوانيت البضة تحت المقصلة.

وإذ تتوالى فصول ثورة الياسمين في تونس، تعود اللعبة الفرنسية على قاعدة quot;إبحث عن المرأةquot; بكل سماتها المألوفة. والهدف هذه المرة هو ليلى الطرابلسي سيدة تونس الأولى في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وزوجته الثانية.

تقول المعلقة كيم ويلشر في صحيفة الغارديان أن كثيراً من التونسيين كانوا ناقمين على بن علي في حين أن ليلى الطرابلسي كانت مكروهة كراهية حقيقية على ما يبدو. فإن زوجات الزعماء المخلوعين يكن مذمومات عادة لإستغراقهن في الترف وولعهن بالملابس أو الأحذية الفاخرة، كما في حالة اميلدا ماركوس التي كان لديها 2700 زوج من الأحذية، لكن ليلى الطرابلسي، الأنيقة إبنة الثالثة والخمسين، ذهبت حتى أبعد من نظيراتها بعد ما أشارت تقارير لم تتأكد إلى أنها فرت من تونس ومعها سبائك ذهب تزيد قيمتها على 50 مليون دولار.

وقالت الكاتبة الفرنسية كاترين غراسييه التي شاركت في تأليف كتاب عن سيدة تونس الأولى، انه سواء أكان ما تردد عن ليلى الطرابلسي صحيحاً أو غير صحيح فهو قابل للتصديق، لأنه من الأمور التي لا تتورع ليلى الطرابلسي عن الإقدام عليها بلا وازع، بحسب الكاتبة الفرنسية.

مصففة الشعر.. زوجة الرئيس

نشأت ليلى الطرابلسي مع 10 أشقاء في وسط تونس العاصمة. إبنة بائع فاكهة ومكسرات. كانت تدير صالوناً للحلاقة عندما إلتقت زوج المستقبل وأنجبت منه ابنتهما الأولى حين كان لم يزل متزوجاً من عقيلته الأولى.

حين تسلم بن علي مقاليد السلطة في عام 1987 طلق زوجته الأولى وعقد قرانه على ليلى الطرابلسي التي يُقال انها شرعت في توزيع أفراد عائلتها على المناصب الحساسة. وفي العقود التي تلت أصبح اسم ليلى الطرابلسي رديفا للفساد الذي ينخر المجتمع وعالم المال والأعمال التونسي، وعنواناً للجشع والبذخ الفاحش. وتردد أن أحد أقاربها كانت لديه نمور في حديقته يطعمها قطعاً من لحم البقر الممتاز.

ويكيليكس.. وليلى

وكشفت برقية رسمية أميركية سُربت مؤخراً على موقع ويكيليكس أن كل ما يملكه التونسي سواء أكان نقداً أو خدمات أو أرضاً أو حتى يختاً تطمع به عائلة بن علي، كما يُشاع، وأنها تحصل على ما تريد عادة.

تتحدث برقية أخرى عن تشبيه الأسرة الحاكمة بالمافيا. وتقول إن نصف أصحاب المصالح والشركات التونسيين تربطهم على ما يبدو صلة قربى ببن علي، وان الكثير من هؤلاء الأقارب إستغلوا العلاقة أبشع إستغلال. وتلاحظ البرقية أن ليلى الطرابلسي وأفراد عائلتها عموما يستثيرون أقوى مشاعر السخط بين التونسيين.

وتقول غارسييه التي بدأت إعادة طبع كتابها في حديث لصحيفة الغارديان أن ليلى الطرابلسي وأفراد عائلتها يستحقون صيتهم السيء، quot;فهي كانت شديدة السطوة في إدارة عائلتها والتوثق من إمتداد أيديهم الى قطاعات واسعة من الإقتصاد. كما كانت تتخذ قرارات سياسية في تعيين الوزراء وإقالتهم.
وتصف غارسييه ليلى الطرابلسي بأنها quot;شخصية ماكيافيلية.. ذكية، طموح، مخططة، استغلالية وبلا أي وازع أو أخلاق. إنها بإختصار كانت شخصية ساحرةquot;، على حد قول الكاتبة الفرنسية.