تكشف رسالة سربتها إذاعة ايرلندية عن نية الفاتيكان عدم إبلاغ السلطات والتستّر على وقوع اعتداءات جنسية ضد أطفال.
لندن: كشفت الإذاعة الايرلندية عن رسالة إلى اساقفة ايرلندا الكاثوليك يوجههم الفاتيكان فيها إلى حجب الأدلة ذات الصلة بالاعتداء الجنسي على أطفال عن الشرطة، على النقيض مما دأب الفاتيكان على قوله. وتوثق الرسالة التي يعود تاريخها إلى عام 1997 رفض الفاتيكان مبادرة قامت بها الكنيسة الايرلندية عام 1996 لمساعدة الشرطة في التعرف على قساوسة منحرفين.
وتحمل الرسالة توقيع الأسقف لوسيانو ستوريرو مبعوث البابا يوحنا بولص الثاني إلى ايرلندا، الذي يخاطب فيها أساقفة ايرلندا قائلا إن سياستهم الجديدة في فرض الإبلاغ عما يُشتبه بأنها جرائم بوصفه واجبا إلزاميا quot;تؤدي إلى تحفظات شديدة ذات طبيعة أخلاقية وشرعيةquot;.
وأكد ستوريرو ضرورة الالتزام الصارم بالقانون الكنسي الذي يحصر معالجة الاتهام والعقاب في إطار الكنيسة محذرا من أن أي أسقف يحاول الخروج عن القانون الكنسي سيواجه quot;موقفا محرجا للغايةquot; يتمثل بنقض موقفه في روما.
وأشارت صحيفة الغارديان إلى أن تقريرا رسميا أصدرته الحكومة الايرلندية عام 2009 توصل إلى أن هذا ما حدث مع القس توني وولش، الذي كان منحرفا سيء الصيت في دبلن مستغلا دوره في تقليد الفيس بريسلي للتقرب من الأطفال.
ففي عام 1993 طُرد وولش بعد محاكمة سرية أجرتها الكنسية الايرلندية ولكنه قدم استئنافا إلى محكمة في الفاتيكان نقضت قرار طرده وأُعيد إلى عمله قسا في عام 1994. وقام باغتصاب صبي في دورة مياه إحدى الحانات في العام نفسه.
وصدرت بحق وولش منذ ذلك الوقت سلسلة أحكام بالسجن بينها حكم صدر في كانون الأول/ديسمبر الماضي بسجنه 12 سنة. ويقول محققون انه اغتصب أو اعتدى على أكثر من 100 طفل. وقال كولم اوغرمان مدير القسم الايرلندي في منظمة العفو الدولية أن الرسالة تتسم بأهمية دولية بالغة مضيفا أنها تبين نية الفاتكيان في منع إبلاغ السلطات الجنائية بوقوع اعتداءات.
وقال اوغرمان انه إذا كانت هذه التوجيهات إلى القساوسة بعدم الإبلاغ تسري في ايرلندا فإنها تسري في أماكن أخرى. وأفادت وكالة اسوشيتد برس أن مسؤولين كاثوليك في ايرلندا والفاتيكان رفضوا التعليق على الرسالة التي كتُبت عليها عبارة quot;سري للغايةquot; فيما قالت الإذاعة الايرلندية إنها حصلت على الرسالة من اسقف ايرلندي.
التعليقات