يرى الكاتب السعودي يوسف الكويليت أن بلاده اتخذت quot;موقفا شجاعاquot; برفع اليد عن لبنان، بينما اعتبر رئيس تحرير صحيفة الأنوار اللبنانية رفيق خوري أن السعودية لا تزال وستبقى مهتمة بالوضع اللبناني. ويأتي القرار الرسمي السعودي في ظل أحداث عدة تشهدها الساحة اللبنانية.


تباين في المواقف غداة إعلان السعودية رفع اليد عن لبنان

الرياض: للمرة الأولى في تاريخ العلاقات العتيقة بين السعودية ولبنان يصدر قرار علني من أحد كبار مسؤولي الحكومة السعودية، يوضح فيه أن الرياض quot;رفعت يدهاquot; في التوسط لحل مشاكل لبنان.

القرار الصادر من شرم الشيخ حيث تعقد القمة العربية الاقتصادية جاء على لسان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي قال في حديثه على هامش القمة للتلفزيون السعودي إن العاهل السعودي الملك عبدالله هو من يقود الملف اللبناني وأوضح أن الملك عبدالله quot;اتصل مباشرة، الرأس بالرأس، بالرئيس السوري، فكان الموضوع بين الرئيسين للالتزام بإنهاء المشكلة اللبنانية برمتها ولكن عندما لم يحدث ذلك أبدى خادم الحرمين الشريفين رفع يده عن هذه الاتفاقاتquot;.

القرار السعودي الرسمي يأتي في وقت تحيط بلبنان تحديات عدة تنبئ باحتمالية انفجار بؤرة اعتادت الخصام بين أحزابها، لعل أبرزها قرب الإعلان الظني للمتهمين في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وكذلك الفراغ الذي يحيط بالشأن الحكومي والسياسي اللبناني، في ظل وميض لا يكاد يطفأ يطغى على الكيان اللبناني يمثله انتشار عناصر حزب الله عبر العاصمة من حين لآخر.

الكويليت: لبنان quot;دكانquot; يبيع ويشتري فيه السياسيون

نائب رئيس تحرير جريدة الرياض السعودية والكاتب السياسي يوسف الكويليت أجاب لـquot;إيلافquot; عن قراءته للقرار السعودي الذي يأتي مع قرب إعلان المتهمين quot;ظنياquot; في قضية اغتيال الحريري، أجاب بأن السعودية اتخذت موقفها بشجاعة كونها عملت ما تستطيع عمله في لبنان.

وأضاف الكويليت أن لبنان هو البؤرة الأصعب من الداخل ومن الخارج، معتبرا أن السعودية لا تستعجل أبدا في قراراتها حيث إنها تحاول دائما أن تعالج القضايا من النتائج وليس من المبررات على وصفه. مؤكدا أن بلاده تعاونت مع سوريا في إصلاح وحل مشاكل لبنان وعجزت كما عجزت من قبل حين فتحت حوارا مع حزب الله وكافة الأطراف اللبنانية.

وأشار الكويليت صاحب الرأي السياسي المتابع في السعودية إلى أن لبنان أشبه ما يكون بـquot;دكانquot; يقوم سياسيوه فيه بالبيع والشراء، معتبرا أن تلك هي المأساة الحقيقة لبلدهم، وأضاف أن الدخول في تلك الساحة مغامرة لأن لبنان لا يفهمه سوى اللبنانيين. مختتما حديثه بأن تداعيات السياسة اللبنانية هي السبب في الانسحاب السعودي وأن بلاده رأت أنه quot;من المستحيل معالجة مريض آيل للسقوطquot;.

خوري: السعودية لا تزال مهتمة بالوضع اللبناني

المحلل ورئيس تحرير صحيفة الأنوار اللبنانية رفيق خوري أوضح خلال حديثه لـquot;إيلافquot; أن إعلان الانسحاب غير معقول خصوصا وأن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ذكر أثناء لقائه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في شرم الشيخ أن الرياض والقاهرة لديهما رؤية مشتركة على الصعيد اللبناني وأنهما يحذران من التدخل الإقليمي غير العربي فيه.

واعتبر خوري أن السعودية لا تزال وستبقى مهتمة بالوضع اللبناني، مؤكدا أن الوفد الثلاثي القطري والسوري والتركي جاؤوا للمباحثات حول المحور السعودي-السوري أو ما يعرف بـ(س س) الذي يعتبر حاضرا بقوة وفق ما ذكره خوري.

خلاف عربي لأجل لبنان

وكانت جلسة وزراء الخارجية العرب التي عقدت أمس الثلاثاء في شرم الشيخ قبل عقد القمة العربية الاقتصادية شهدت خلافا بين وزير الخارجية المصري ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بعد اقتراح أبو الغيط بتشكيل لجنة عربية عاجلة لحل الأوضاع والمشاكل اللبنانية، إلا أن المقداد رأى أن أي لجنة أو دور عربي لابد وأن يقوم على أساس مبادرة (س س) المشتركة، إلا أن القرار تم ترحيله إلى قمة القادة العرب المزمع عقدها في بغداد أوائل شهر آذار/مارس القادم.

وعلى الرغم من الدور النشط الذي تقوم به قطر وسوريا مع تركيا لاحتواء الأزمة اللبنانية إلا أن الدور السعودي يظل هو الأساس في دعم ذلك خصوصا وأن اللجنة الثلاثية تتبع مسار السعودية وسوريا فيه، على الرغم من وصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في حديثه اليوم الذي أعلن quot;رفع اليدquot; عن خوض بلاده مجددا في الملف العربي الشائك، وصف الوضع بلبنان بالخطر.

واعتبر الفيصل أن لبنان الدولة ستنتهي إذا وصلت الأمور إلى الانفصال وتقسيم البلد الذي يحتوي على نمط من التعايش السلمي بين الأديان والقوميات والفئات المختلفة، معتبرا أن ذلك سيكون خسارة للأمة العربية كلها.