رأى محلّلون في المقال الصادر عن القاعدة الذي يقدم تبريرًا إسلاميًّا للمتطرّفين بسرقة غير المسلمين لتمويل نشاطاتهم هو دليل على نجاح أميركا في تجفيف مصادر تمويل الإرهاب.



اعتبر محللون أن المقال الذي ورد في الإصدار الأخير للمجلة الإلكترونية لتنظيم القاعدة وقدَّم تبريرًا إسلاميًا للأشخاص المتطرفين بأن يقوموا بسرقة غير المسلمين لتمويل نشاطاتهم، بمثابة الدليل الذي يُظهِر أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها قد نجحوا في تجفيف مصادر تمويل الإرهاب.

وقام بكتابة هذا المقال المكون من خمس صفحات في مجلة quot;انسبايرquot; التابعة للتنظيم باللغة الإنكليزية الإمام الأميركي- اليمني المتشدد أنور العولقي، الذي يعتبره مسؤولو مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة واحدًا من أخطر زعماء القاعدة، بسبب قدرته على إلهام المتطرفين المحليين في البلدان الغربية. وقال العولقي في مقاله: quot;بدلًا من أن يقوم المسلمون بتمويل أنشطتهم الجهادية من أموالهم الخاصة، عليهم أن يقوموا بتمويلها من أموال أعدائهم. فلا يمكن لجهادنا أن يعتمد بصورة كلية على التبرعات التي يُقدِّمُها المسلمون. فالجهاد حول العالم بحاجة ماسة إلى الدعم الماليquot;.

وعلى الرّغم من أن هذه تعد عناصر راسخة للفكر المتطرف، وأن الكثيرين من عناصر تنظيم القاعدة قاموا بتمويل أنفسهم من جرائم بسيطة، إلا أن صحيفة واشنطن تايمز الأميركية نقلت اليوم عن بعض العلماء تأكيدهم على أن توقيت نشر المقال من الأهمية بمكان. ونقلت في هذا الشأن عن توماس جوسلين، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله: quot;مما له دلالته أنه استغل الوقت والمساحة لتقديم هذا التبرير الآن. كما أن هذا الأمر يحظى بمزيد من الدلالات لأنه وضع سرقة الأموال جنبًا إلى جنب مع التبرعات. واعترف العولقي في مقاله بأن أعداء القاعدة قد نجحوا في إبطاء عمليات تدفق التبرعات المالية التي سبق لها أن ساعدت في تمويل أنشطتهاquot;.

كما لفتت الصحيفة إلى أن العولقي استند في مقاله إلى مفهوم quot;دار الحربquot; أو quot;أرض الحربquot; الموجود في اللاهوت والفقه الإسلامي، أي تلك المناطق التي يكون فيها المسلمون وغير المؤمنين في حالة من الصراع، ليقول إن المسلمين غير ملزمين بمواثيق المواطنة في الدول الغربية. ونقلت الصحيفة عن العولقي، قوله quot;يُجمِع علماؤنا على أن ممتلكات الكفار في دار الحرب تعتبر حلالًا (أي أنه من المسموح للمؤمنين أن يستخدموها) كما أنها هدف مشروع بالنسبة إلى المجاهدينquot;.

ماضٍ إجرامي للكثير من المتطرفين

من جهته، قال بيتر بيرغين، الخبير البارز في شؤون تنظيم القاعدة، إن المقال لم يبدُ quot;موضوعًا جديدًاquot; في الفكر المتطرف، وأكد أن كثيرين من المنتمين للجيل الأول من المتطرفين المحليين، مثل ريتشارد ريد وخوسيه باديلا، كان لهم ماض إجرامي، قبل أن يتم تجنيدهم لصالح تنظيم القاعدة، وأنهم كانوا مجرمين صغار في المقام الأول.

وأشارت الصحيفة أيضًا إلى مقال آخر نشر في الإصدار الأخير نفسه لمجلة quot;انسبايرquot;، حث المتطرفين المتواجدين في الغرب على نسف المباني باستخدام الغاز الطبيعي. حيث ربط محللون كلتا المقالتين بتأكيدهم من جديد على إستراتيجية التنظيم من أسفل إلى أعلى التي تنتهجها القاعدة، والتي تستعين عبرها الشبكة الإرهابية بالإنترنت لبث التطرف في نفوس المسلمين الصغار، فرادى أو في مجموعات صغيرة، ومن ثم تحريضهم على ارتكاب هجمات فردية أو في مجموعات صغيرة.

وختمت الصحيفة بتأكيدها على أن استخدام مواقع التواصل الإجتماعي يعتبر جزءًا مهمًا من إستراتيجية التنظيم من أسفل إلى أعلى. وعلى الرغم من أن موقع الفايسبوك لا يعلق على أي قرارات متعلقة بصفحات الأفراد، إلا أن أحد مسؤولي الموقع التنفيذيين أخبر الصحيفة، دون أن يكشف عن هويته، بأن الشركة قامت بإزالة إحدى صفحات مستخدميه التي خصصها لإتاحة النسخة الجديدة من المجلة، بسبب إنتهاكها لشروط الخدمة. وقال أندرو نويز، الناطق بإسم فايسبوك، إنهم لا يعطون الفرصة للأشخاص الذين يروجون للعنف، وأنهم يتصدون لمن يحاول إساءة استغلال الخدمة.