بات من شبه المؤكد ان تشكيل حكومة في لبنان سيتطلب وقتاً طويلاً بغض النظر اذا ما جاء نجيب ميقاتي او سعد الحريري رئيسًا لها، ماذا يعني فعليًا ان يبقى لبنان بلا حكومة، وماذا لو تم تعيين رئيسًا للحكومة غير سعد الحريري هل يبقى هذا الاخير على رأس حكومة تصريف اعمال في حال عدم تشكيل حكومة بوقت قريب؟

بيروت: بغض النظر اذا ما كانت الاستشارات النيابية الملزمة ستفضي الى تعيين سعد الحريري او نجيب ميقاتي رئيسًا للمجلس الوزراء، الا ان الثابت والمعروف هو ان تشكيل الحكومة سيتطلب وقتًا طويلاً، وهذا ما يتفق عليه كل من قوى 14 و 8 آذار، الذين اعلنوا ان تشكيل حكومة لبنان تتطلب جهدًا وصبرًا حتى يتم الامر، ماذا يعني فعليًا ان يبقى لبنان بلا حكومة وتديره حكومة تصريف اعمال، وماذا لو تم تعيين رئيسًا للحكومة غير سعد الحريري هل يبقى هذا الاخير على رأس حكومة تصريف اعمال في حال عدم تشكيل حكومة بوقت قريب؟

يقول الخبير في القانون الدولي النائب السابق الدكتور صلاح حنين لإيلاف انه بالمبدأ لا وجود لبلد بلا حكومة، لأنها تدير شؤون الناس وترعاها من النواحي كافة، المالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية، وبلد بلا إدارة يذهب بكل الإتجاهات، وفي لبنان، لسوء الحظ، نشهد تشنجات منذ فترة طويلة، اذ مررنا بحرب وباحتلال وبمرحلة اغتيالات، ومررنا بمنطق غير منسجم مع الآخر يريد السيطرة على الدولة، كل هذه المحطات السابقة التي مر بها لبنان، من حرب تموز/يوليو، الى 7 أيار/مايو، كلها جعلت الناس يشعرون بانزعاج كبير واحتقان، وهذا كله يجب ان يعالج بعمق من خلال سياسيين قادرين، وإدارة واضحة لشؤون الناس، كي نضع البلد على طريق بناء الدولة.

ويتابع:quot; اليوم في هذه المرحلة، بلد من غير حكومة، لا يجوز الامر، لكن في بلجيكا مثلاً تمر فترات تكون فيها بلا حكومة، ولكن لديهم الإيمان بالديموقراطية، ولا يحملون سلاحًا ولديهم إيمان بالحلول السياسية، صحيح لديهم اليوم وجهات نظر مختلفة جدًا، ولكن من خلال السياسة والديموقراطية، من خلال تمسكهم بالقيم الأساسية، اليوم لدينا في لبنان لسوء الحظ سلاح قسم منه بيد الدولة والقسم الاكبر خارجها، وهذا بالتحديد، مع وجود حكومة تعالج المواضيع وتتواصل مع كافة الافرقاء، من خلال إدارة جيدة، بحال الحكومة اليوم تأخرت كي تبصر النور، فان هذا السلاح خارج الدولة قد تصبح له إدارة كما شاهدنا في 7 أيار/مايو ويتجه باتجاهات عدة.

وردًا على سؤال اذا ما انتخب نجيب ميقاتي او سعد الحريري رئيسًا للحكومة وتأخر الامر في تشكيل الحكومة هل تبقى الحكومة الحالية حكومة تصريف اعمال؟ يجيب:quot; طبعًا تبقى، اما مهماتها فتكون تصريف الاعمال بالمعنى الضيق بمعنى كل الامور اليومية العادية لتسيير شؤون الناس، وكل امر يحتاج إلى قرار وزير أو مرسوم وزاري مثلا من خارج تصريف الاعمال، لا تستطيع القيام بها.

ولدى سؤاله في حال انتخب ميقاتي رئيسًا للحكومة هل يبقى سعد الحريري على رأس حكومة تصريف الاعمال في حال تأخر تشكيل الحكومة؟ يجيب:quot; هذه الحكومة كما هي تبقى من دون رئاسة سابقة، وليست موجودة بهيئة مجلس الوزراء، وتبقى بهيكليتها لكن دون فاعليتها، ورئيس الحكومة لن يبقى فيها فعليًا.

وردًا على سؤال هل تحتاج المرحلة الحالية رئيس حكومة توافقي، رغم ان قوى 14 آذار /مارس ترفض اعتبار ميقاتي توافقيًا وتعطيه صفة مرشح حزب الله؟ يجيب:quot; بالمرحلة الحالية وبالمطلق لبنان بحاجة إلى رئيس حكومة وسياسيين لديهم الجرأة والإيمان والإرادة والرؤيا والأخلاق والجهد حتى نضع لبنان على طريق إقامة الدولة وبنائها، واليوم في هذه الحال، المطلوب سياسيون لديهم القدرة والإيمان والاخلاق والرؤيا والجرأة كي يضعوا لبنان على الطريق الصحيح، هل هذا المطلوب يمكن الحصول عليه اليوم او غدًا، اذا حصل ذلك قريبًا فهذا جيد، اما إذا تأخر الامر فيجب العمل عليه.