الجزيري في مونتريال العام 2007

ألقى حرس الحدود الأميركي القبض على الإمام التونسي سعيد الجزيري، الذي أعادته السلطات الكندية من مقره في مونتريال الى بلاده قبل ثلاث سنوات، بينما كان يحاول التسلل من المكسيك الى كاليفورنيا في خزانة سيارة quot;بي إم دبليوquot;.


تبعا لوثائق قضائية تداولتها الصحف الأميركية، فقد كان الإمام التونسي سعيد الجزيري مختبئا في خزانة السيارة التي كان يقودها رجل من سان دييغو، كاليفورنيا، بعدما أوقفتها وفتشتها دورية لحرس الحدود بالقرب من كازينو هندي الى الشرق من سان دييغو في الحادي عشر من الشهر الحالي.

ويُزعم أن الجزيري دفع 5 آلاف دولار لإحدى عصابات التهريب في مدينة تيخوانا المكسيكية الواقعة على الحدود مع الولايات المتحدة لنقله عبر الحدود قرب تيكاتي الى quot;أي مكان آمن داخل الولايات المتحدةquot;.
ويأتي اعتقال الجزيري (43 عاما) ليعيد الى الضوء معركته القضائية المطوّلة مع السلطات الكندية في العام 2007 لتجنب ترحيله الى تونس، وهي معركة صنعت عناوين الأخبار الرئيسية في كندا وقتها.

وقالت صحيفة quot;لوس أنجليس تايمزquot; إن السلطات نجحت في مسعاها بعدما أثبتت أنه حجب عنها معلومات مهمة تتعلق بأن له سجلا إجراميا في فرنسا عندما كان يحاول الحصول على وضع لاجئ إلى أراضيها في منتصف التسعينات.

لكن أتباعه يقولون إنه مستهدف في الغرب الذي يرى في آرائه تطرفا أصوليا. فقد كان من دعاة تطبيق قوانين الشريعة على المسلمين في كندا. كما قاد المظاهرات التي خرجت لإدانة رسوم الكارتون الشهيرة التي صورت النبي محمد إرهابيا على صحيفة quot;مرغينافيسن جيلاندز - بوستنquot; (أخبار الصباح) الدنماركية في العام 2006.

وتعتقل السلطات الأميركية الجزيري باعتباره quot;شاهدا مهماquot; لإدانة سائق السيارة quot;بي إم دبليوquot;، كينيث روبرت لولر، الذي وجهت اليه تهمة تهريب البشر الى البلاد. ويقول محاميه، تشارلز ميار، إنه محتجز في quot;مركز سان لويسquot; بالقرب من يوما، أريزونا، وإن الكفالة المالية اللازمة للإفراج عنه تبلغ 25 ألف دولار.

وقد برز الجزيري وسط الجالية الإسلامية الكندية بسبب آرائه التصادمية. ورغم أنه كان يؤم المصلين في مسجد صغير بمونتريال، فقد اجتذب اهتمام وسائل الإعلام الكندية بسبب quot;تأويله المتشددquot; لتعاليم القرآن على حد قولها. وكان يطالب الحكومة الكندية ببناء مسجد كبير لمسلمي المدينة، لكنه أثار عداء الإعلام بشكل خاص عندما وصف الشذوذ الجنسي بأنه quot;خطيئةquot;.

ورغم أن آراء الجزيري ساعدت على إثارة المشاعر المعادية للهجرة وسط الكنديين، فقد عاد اليه دفعه بأن ترحيله الى تونس سيعرضه للتعذيب على يد سلطاتها بتعاطف المنظمات الإسلامية وأيضا منظمة العفو الدولية. ولا يُعرف ما حدث له بعد إعادته الى بلاده وما إن كان ظهوره الأخير في الولايات المتحدة ذا علاقة بأحداث ثورتها الأخيرة.

ووفقا للوثائق القضائية الأميركية فإن دليلا مكسيكيا قاد الجزيري مع مهاجر مكسيكي عبر الحاجز الحدودي في منطقة خلاء قريبة من تيكاتي وسار بهما على الأقدام طوال الليل في مناطق وعرة حتى وصل بهما الى طريق للسيارات يُعرف عنه أنه يعج بسائقين على استعداد لتهريب المهاجرين المحتملين الى سان دييغو.

ولسوء طالع الجزيري فقد شاهده رجال إطفاء وهو يدخل الى خزانة السيارة مع المهاجر الآخر قرب كازينو quot;غولدن آكومquot;، حوالي 80 كيلومترا الى الشرق من سان دييغو، ونبهوا دورية حرس الحدود الى السيارة ومستقليها.

وتقول الوثائق إن الجزيري أخبر المحققين بأن رحلته كانت جد طويلة. فقد سافر من افريقا الى أوروبا ثم الى أميركا الوسطى، قبل وصوله الى تشيتومال على حدود المكسيك مع بيليز، ومن ثم الى تيخوانا حيث اتفق على تهريبه مع عصابة وعدته بإيصاله الى سان دييغو.