بغداد: لا تزال موجة العنف التي تضرب العراق منذ حوالى عشرة ايام مستمرة اذ شهدت بغداد يوما داميا الخميس عندما استهدفت سيارة مفخخة مجلس عزاء في احدى الضواحي الشيعية موقعة 48 قتيلا و121 جريحا، بالاضافة الى هجمات اخرى اوقعت خمسة قتلى و21 جريحا.
وقال مصدر في وزارة الداخلية ان quot;ما لا يقل عن 48 شخصا قتلوا واصيب 121 اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة متوقفة قرب مجلس عزاء في آخر شارع الستين في منطقة الشعلةquot; الشيعية شمال غرب بغداد.
وكانت حصيلة سابقة افادت عن مقتل 37 شخصا واصابة 78 آخرين. واضافت المصادر ان الانفجار وقع قرابة الساعة 14:00 (11:00 تغ). واكد مصدر في وزارة الدفاع الحصيلة ذاتها مشيرا الى نقل المصابين الى مستشفيات الشعلة والكاظمية المجاورة.
وذكرت مصادر امنية ان quot;المشاركين في عزاء رجل مسن من عشيرة السواعد توفي امس الاربعاء تجمعوا عفويا وانطلقوا في مسيرة رشقوا خلالها قوات الشرطة والجيش التي وصلت الى المكان بالحجارة واتهموها بالتقاعس ما ادى الى انسحابهاquot;.
وقالت المصادر ان quot;مسلحين استغلوا التجمع واندسوا في صفوفه مطلقين النار على القوى الامنية ما ادى الى الاستنجاد بالجيش الذي ارسل قوة من الفوج الثاني التابع للواء الثاني والعشرين فاطلق عناصره النار في الهواء لتفريق المتظاهرينquot;.
وتابعت ان الجيش فرض حظرا على التجول في المنطقة. واصدر رئيس الوزراء نوري المالكي امرا بquot;اعتقال قائد القوة الامنية المكلفة حماية منطقة الشعلةquot;، لاجراء تحقيق حول الحادث. لكن ضابطا رفيعا اكد ان منظمي مجلس العزاء لم يطلبوا من قوة الجيش المنتشرة في المنطقة تامين الحماية اللازمة.
وقد اغلقت المنطقة بفعل الازدحام نظرا لقطع بعض الطرقات الداخلية، بحسب مصادر في الشرطة. من جهتهم، قال شهود عيان ان quot;الهجوم كان بواسطة سيارة يقودها انتحاري فجرها على مسافة خمسة امتار من سرادق العزاء وفور انتهاء الحاضرين من تناول الغذاءquot;.
وقال حسين محمد الساعدي إن quot;ثلاثة من ابناء المتوفى قتلوا في الهجومquot; مؤكدا ان quot;قوة من الجيش حضرت قبل الظهر وحذرتنا من استهداف العزاء بواسطة سيارة مفخخة يقودها انتحاريquot;. واوضح ان السرادق اقيم على تقاطع طريقين مضيفا quot;اغلقت القوة الامنية الشارع الرئيسي لكنها ابقت اخر فرعيا مفتوحا وصل عبره الانتحاريquot;.
لكن لم يكن ممكنا التاكد من اقواله من مصادر امنية. ويطرح استمرار الهجمات الدامية سؤالا حول قدرة القوى الامنية العراقية على السيطرة على الاوضاع في ضوء انسحاب متوقع للقوات الاميركية نهاية العام الحالي.
من جهة اخرى، قتل خمسة اشخاص واصيب 21 اخرون بجروح في هجمات متفرقة ببغداد وفقا لمصادر امنية. وقال مصدر في الشرطة ان quot;شخصين قتلا واصيب سبعة اخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة داخل حافلة في حي الجهاد (غرب)quot; دون مزيد من التفاصيل.
كما قال مصدر في وزارة الداخلية ان quot;شخصا قتل واصيب سبعة آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة قرب محطة للوقود في منطقة الكرادة (جنوب)quot;. واضاف ان quot;عبوة ناسفة استهدفت موكبا تابعا لوزارة المالية في منطقة الوزيرية (شمال) ما ادى الى مقتل شخص واصابة اربعة آخرين من المارةquot;.
وفي هجوم ثالث، قتل شخص واصيب ثلاثة آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة في منطقة باب المعظم (شمال)quot;، بحسب المصدر الذي لم يحدد ما الذي استهدفه الانفجار. وهو اليوم الاكثر دموية في العاصمة العراقية منذ الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما قتل 63 شخصا واصيب حوالى 300 اخرين بسلسلة من الاعتداءات بواسطة سيارات مفخخة استهدفت بغالبيتها مناطق شيعية.
ومنذ 18 الشهر الحالي، قضى 181 شخصا على الاقل واصيب مئات اخرون بهجمات بعضها انتحاري استهدفت تجمعات للمدنيين ووقع اولها في مدينة تكريت قبل ان تمتد الى بعقوبة ومن ثم الى ضواحي كربلاء خلال احياء ذكرى اربعين الامام الحسين. وياتي التصاعد في اعمال العنف في ظل استمرار الخلافات حول الحقائب الامنية في الحكومة الجديدة التي تشكلت في 21 الشهر الماضي بعد تسعة اشهر من اجراء الانتخابات التشريعية.
التعليقات