تركمان يتظاهرون في كركوك

اتهم نائب تركماني في الكتلة العراقية الكتل الكبيرة بالتآمر على مكونات البلاد السياسية والعرقية الصغيرة، وأكد أن التركمان يدرسون تشكيل قوات خاصة منهم، تتولى حمايتهم من استهداف كفاءاتهم العلمية والفكرية بالاغتيال والاختطاف، ومن محاولات إبعادهم عن مناطقهم الأصلية.


حمل النائب التركماني نبيل حربو في حديث مع quot;إيلافquot; من أسماها بشخصيات كردية وعربية مسؤولية الضلوع في تصفية الكفاءات والعقول النيرة لأبناء الشعب التركماني، ملقيًا باللائمة على الحكومة العراقية في استمرار مسلسل الاغتيالات وعمليات التهجير، التي يتعرض لها التركمان، لعدم استجابتها لنداءات توفير الحماية الامنية لهم .. وفي ما يلي نص الحديث:

** من هي الجهات التي تتهمونها بتنفيذ الاغتيالات ضد الكفاءات والشخصيات التركمانية؟
... القضية التركمانية قضية مهمة داخليًا، على اعتبار أن التركمان يمثلون ثالث قومية في العراق،وهم معادلة التوازن في البلاد ومنذ تأسيس الدولة العراقية والى الآن هم معروفون بإخلاصهم الى الوطن، والدليل على ذلك أن التاريخ العراقي لم يذكر شائبة بحقهم.. ومسلسل الاغتيالات يحدث في محافظة كركوك حصرًا، وفي الموصل وتلعفر وفي قضاء الطوس في محافظة صلاح الدين، وفي محافظة ديالى، وتحديدًا في المناطق التي يقطنها التركمان بكثافة سكانية عالية.

وهناك عمليات أخرى، منهاإثارة الفتن الطائفية والمذهبية ما بين التركمان الشيعة والسنة،والحقيقية أن هناك ترابطًا وثيقًا ما بين بعض الأحزاب السياسية التي تعمل على تذويب القضية التركمانيةفي داخل العراق وعدم إعطاء فرصة للشعب التركماني لأخذ مكانتهم الطبيعية، سواء في الحكومة العراقية أو على مستوى مجلس النواب أو حتى على مستوى القضاء العراقي،خشيةمنظهور التركمان قوة فكرية، تعمل على ربط وإعادة نسيج العراق الواحد من الشمال الى الجنوب.

اننا نوجّه أصابع الاتهام إلى بعض الأطراف السياسية من شخصيات كردية وعربيةبالعمل على قتل الكفاءات والعقول النيرة من ابناء الشعب التركماني، ولو كانت هذه الجهات التي تنفذ عمليات الاغتيال لشخصيات عامة غير منظمة وغير مدعومة سياسيًا لكانت تعمل بشكل عشوائي، ولكن هذه الجهات تعمل بشكل منظم، وتختار شخصيات علمية وسياسية، وهذا دليل واضح على أن هناك تمويلاً سياسيًا منظمًا من قبل بعض الجهات لضرب الإنسان التركماني، وبالنتيجة ضرب الفكر التركماني.

النائب نبيل حربو

** هل تعتقدون بأن جهات خارجية وراء تلك الاستهدافات من أجل خلق فتن بين طوائف وقوميات الشعب العراقي؟
... إضافة الى الأجندة الداخلية هناك أجندة خارجية لبعض دول الجوار تشارك في هذه الاستهدافات، وليس فقط دول الجوار، وإنما هناك بعض الدول الأوروبية مرتبطة مع بعض الأحزاب السياسية داخل العراق، ومتورطة بذلك ولدينا إثباتات وأدلة على ذلك، لكون بعض الأحزاب ينقل معلومات بأن تركمان العراق لديهم علاقات وطيدة مع تركيا، وهذه الدول الأوروبية لديها علاقات سيئة مع تركيا.

ولكن نحن نقول لهذه الأجندات ولتلك الدول إن عليهم عدم خلط الاوراق فالشعب التركماني وطني.. صحيح هناك علاقات طيبة تربطنا مع تركيا وتركمانستان وأذربيجان وروابط القومية الواحدة والعرق الواحد، ولكن نحن أناس وطنيون، ولم نكن في يوم من الأيام جسرًا يتم العبور من خلاله للإضرار بالعراق.

** هل استجابت الحكومة المركزية لمطلبكم بتوفير الأمن؟ وما هو حجم تفاعلها معكم؟
... لا يوجد أي تجاوب من قبل الحكومةتجاه مطلبنا وهو توفير الحماية لأبناء الشعب التركماني، فقد قدمنا طلبات متكررة بشكل رسمي، ومن خلال اللقاءات الخاصة مع رئيس الوزراء نوري المالكي ومسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية العراقية،تحدثنا عنمعاناة الشعب التركماني في مناطق كركوكونينوى وديالى، إلا أننا لمنجد أذانًا صاغية، لذا فإن هناك قرارًا شعبيًا تركمانيًابضرورة تشكيل قوى تركمانية وفرضها علىالحكومة كأمر واقع، فيما لو استمر هذا التجاهل.

** هل طلبتم مساعدات لتوفير الحماية والأمن للتركمان من دول تربطكم بها أصول عرقية؟
... لم نطلب مساعدات من هذه الدول لتوفير الحماية لنا، بل طلبنا ذلك ولأكثر من مرة من الحكومة العراقية بضرورة توفير الحماية لأبناء الشعب التركماني، ولكن ليس هناك اهتمام لمطالبنا المتكررة،لذا نحنندرس وبشكل جدي تشكيل قوة تركمانية خاصة بنا، يتم دعمها من قبل التجار والعشائر التركمانية، لتعمل هذه القوة على توفيرالأجواء الأمنية وحماية الشخصيات التركمانية وأصحاب الكفاءات العلمية والفكرية.

**هل تعتقد أن المسؤولين الأمنيين لم يوفروا الحماية للتركمان وانهم غير قادرين على حمايتهم؟
... هنالك شك، وخاصة في محافظة ديالى وكركوكبشكل خاص، نجد أن هناك إهمالاً متعمدًا ومقصودًا، حيث يتم ترك فراغ أمني واسع لارتكاب هذه الجرائم ضد الشعب التركماني، لان حالات كهذهتكررت أكثر من مرة، وهناك من ستة الى سبعة أطباء تم اختطافهم، اضافة الى الكثير من الشخصيات، التي تتعرض الى محاولات الاغتيال.. إذنفهنالك تجاهل مقصود في تعريض الشعب التركماني الى مثل هذه التصفيات.

** هل تفكرون بإقامة إقليم تركماني خاص بكم؟
... نحن كشعب تركماني لا نفكر بإقامة إقليم خاص بنا،لأننا نرى أن إقامة الأقاليم يؤدي بالنتيجة الى تفتيت العراق وتجزئته وإضعافه، وهذا يخدم أجندة الدول الخارجية، فنحن نرفض رفضًا قاطعًا إقامة الأقاليم، ولكن إن أقتنع الشعب العراقي بضرورة إقامة أقاليم، فمن حقنا كتركمان أن نقيم إقليمًا في المناطق التي نوجد فيها.. ولكن أن نكون سببًا في أقامة أقاليم وتجزئة العراق فهذا ما لا نفكر فيه إطلاقًا.

**هل ترى أن هناك اتفاقًا في الخفاء بين قوى سياسية لتصفية الشخصيات التركمانية؟
... الأمر هذا محتمل ووارد جدًا، لأن هنالك سؤال يطرح نفسه فيمدينة كركوك: لماذا لا يتعرّض الإنسان العربي أو الكردي أو حتى المسيحي الى مثل هذه الاغتيالات، وان التركمان لهم النصيب الأكبر منها، ولهذا نحن نرى بأن هناك اتفاقات سياسية حول هذه القضية.

** هل تعتقد أن هذه التصفيات تقف وراءها الخلافات حول المادة 140؟
... ان المادة 140 تعني المناطق المتنازع عليها، وهنالك رابط قوي بين هذين الأمرين، لان عملية الاغتيال لهذه الكوادر والشخصيات تهدف الى تخويف الشعب التركماني، وإجباره على ترك مناطقه، والهجرة الى مناطق أخرى داخل العراق، او الهجرة الى خارجه، لذا فإن هذه الاغتيالاتمسيسة أكثر من كونها جرائم جنائية عادية.

** ما هو رد فعل التركمان في تلك المناطق حول موجة الاغتيالات؟
... هنالك الكثير من الأحياء السكنية في كركوك قد خلت من ساكنيها التركمان، وتم استغلالها من قبل قوميات أخرى.. كما إن هناك أحياء في منطقة ديالى تم تهجير التركمان منها، ليحلّ محلهم ساكنون من قوميات اخرى.

** هل لديكمأي شعوربأن هناك مؤامرة تحاك ضد الشعب التركماني تحديدا؟
... في بعض المناطق المتنازع عليها يوجد التركمان بكثافة سكانية أكثر من العرب والاكراد، لهذا نجد أن هناك مؤامرة لإخراج التركمان من تلك المناطق وإخلائها لكي تكون في المستقبل القريب مناطق غير متنازع عليها، وخاضعة لسلطة جهة معينة أو قومية معينة أو حزب معين.

** هل تمتلكون إحصاءات عن الكفاءات التي استهدفت؟ ام إن الاستهداف موجّه للشعب التركماني بشكل عام؟
... في مناطق استهداف الكفاءات، وخاصة في محافظة كركوك، يتم التركيز على استهداف الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات، وحتى الموظفين الذين يعملون في دوائر العقارات والجنسية.. هذه الدوائر المهمة في مناطق أخرى التي يكون فيها منافسة ما بين الوجود التركماني والوجود العربي او الكردي، كما نجد أن عامة الشعب التركماني مستهدف، والغاية من ذلك هو إخراجه من تلك المناطق.

**هل تعتقد ان هذه التصفيات مسؤول عنها تنظيم القاعدة والمجاميع الإرهابية الأخرى؟
... إن تنظيم القاعدة وغيره هو أداة تنفيذية بيد بعض الأحزاب، حيث يدعمونهم سرًا، ويقومون بضرب من يريدون التخلص منه.. نحن لا ننزه تنظيم القاعدة من الضلوع في هذه القضية، ولكن هناك جهات أخرى مشتركة مع تنظيم القاعدة في تنفيذ تلك العمليات.

ونحن نعلم أن تنظيم القاعدة يستهدف الجميع،ولكن لماذا يكون الاستهداف لمناطق معينة؟، وللشعب التركماني حصرًا؟، فالغاية من هذا الاستهداف هو إحداث خلل سكاني في مناطق وجود التركمان بشكل مكثف، وإذا استمرت هذه الحالة لعام او اثنين، فأعتقد أن الكثير من المناطق سوف تخلو من التركمان، الذين سيضطرون الى الرحيل لمناطق أخرى.. لذا نحن مصرّون على إيجاد الحل الأنسب في إعادة المهجرين الى مناطقهم وتوفير الحماية للشعب التركماني.

**ماهي المناطق التي تستقطب الشعب التركماني في ما لو حدثت هجرة جماعية لهم؟
... قد يتجهون الى وسط العراق في محافظة صلاح الدين وبغداد والانبار والشيعة التركمان يتجهون الى مناطق النجف وكربلاء.

**هناك من يدعو الى إجراء تعديلات على الدستور .. هل تعتقد أن هذه التعديلات ستتعلقبالمناطق المتنازع عليها، مثل كركوك، وتشكل حلاً ناجعًا لإيقاف مسلسل الاغتيالات؟
... في الوقت القريب كلا .. لأن السياسة العراقية بشكل عام، وعمل الحكومة ومجلس النواب،مرتبط باتفاقات سياسية، تتم بين الكتل الكبيرة، وناتج هذه الاتفاقات هو الذي ينفذ، وطالما أن هناك عدم اتفاق بين القوى الكبرى على هذه التعديلات، لانها تعتقد ان التعديلات ستضرب مصالحها الحزبية او القومية، فإنه لايتوقع إجراء اي تعديل في الدستور حاليًا، ولا أتوقع أي مكسب لخير الشعب التركماني خلال الفترة الراهنة.

**هل ترى أنالشعب التركماني وقع ضحية الخلافات السياسية بين الكتل الكبيرة؟
... نعم لأن الخلافات السياسية بين الكتل الكبيرة ترغمها في النهاية على التراضي والتوافق في ما بينها على حساب الكتل او القوميات الصغيرة .. وعندما يحدث خلاف ما بين التحالف الوطني والكتلة العراقية، يضطر التحالف الوطني في بعض الأحيان الى محاباة التحالف الكردستاني، وإعطاء بعض الحقوق له، وهذا يضرّ بمصالح القوميات الأخرى، ومنها الشعب التركماني،ومكونات أخرى، مثل المسيحيين واليزيدية وغيرهم.