لميس فرحات من بيروت: بعد أربعة أعوام خلف القضبان، قضت هيئة محلفين إيطالية، مساء أمس الاثنين، ببراءة الطالبة الأميركية، أماندا نوكس من جريمة قتل الطالبة البريطانية، ميريديث كيرشر، في القضية التي جذبت الكثير من الأضواء.

ولحظة النطق بالحكم على الأميركية أماندا نوكس، كان العديد من أصدقائها والمدافعين عنها مجتمعين بمدينة سيتل الأميركية لسماع خبر انتظروه لأربع سنوات: براءة أماندا من جريمة قتل الطالبة ميريديث كيرشير.

وبرأ القضاء الايطالي في إحدى محاكم بلدة quot;بيروجياquot; أماندا التي غادرت السجن الى وجهة غير معروفة، بعد أن أفرج أيضا عن صديقها الايطالي quot;رافائيلو سوليسيتوquot;، المتهم في إطار القضية نفسها.

وانتهت معاناة عائلة أماندا التي هللت فور سماع الحكم ببراءة ابنتها، وأعلنت عن امتنانها لانتهاء الكابوس الذي كانت تعيشه quot;لقد عانت طيلة أربعة أعوام بسبب جريمة لم ترتكب، ونحن ممتنون لأولئك الذين ساندونا من كافة أنحاء العالمquot;.

وعثر على ميريديث كيرشير غارقة في دمائها في شقتها التي كانت تتقاسمها مع أماندا نوكس في مدينة بيروجيا الجامعية، وأظهرت التحقيقات ان الضحية تعرضت للإغتصاب وعلى جسمها آثار ما يزيد عن أربعين طعنة، وجاء قرار المحكمة بناء على تشكيك خبراء في دليل الحمض النووي المستخدم في القضية.

وكانت محكمة الاستئناف في بيروجيا قد طالبت بالحكم على المتهمة الاميركية بالسجن مدى الحياة وكذلك على صديقها السابق رافائيل بدلاً من السجن ستة وعشرين عاما وخمسة وعشرين عاماً على التوالي. وأدين شخص ثالث بقتل كيرشر وهو quot;رودي جيديquot;، تاجر مخدرات في الجامعة، والذي اختار أن تتم محاكمته بصورة منفصلة وصدر حكم بحقه في العام 2008 .

ووفقاً لحكم المحكمة الابتدائية فإن نوكس وصديقها رافائيل سددا الضربة القاتلة للضحية بينما تولى رودي غيدي، وهو من ساحل العاج ومحكوم عليه بالسجن لمدة ستة عشر عاما، الامساك بيدي الضحية كي لا تقاوم وذلك لانها رفضت المشاركة في العاب جنسية. كما أشار الحكم الى أن الجميع كانوا تحت وطأة الكحول والمخدرات.

ثم نقضت هيئة المحلفين قرار محكمة إيطالية بإدانة نوكس، وصديقها الإيطالي السابق، رافائيل سوليكتو، عام 2009، بتهم قتل واغتصاب كيرشر. كما أدين الاثنان بتهم حيازة سلاح والتلاعب والسرقة، وأنزلت المحكمة عقوبة بالسجن لمدة 26 عاماً على نوكس و25 عاماً لسوليستو.

من الناحية الأخرى، استقبل آخرون الحكم بتبرئة أماندا بالشجب والتنديد، وهتفوا quot;العار العارquot; لدى خروج نوكس من قاعة المحكمة، حيث خاطبت المحلفين قائلة: quot;أنا لست الشخص الذي يصفونه بالمنحرف والعنيف... لم أقتل ولم اغتصب ولم أسرقquot;.

وقال محامو رافائيل: quot;لا توجد صلة لرافائيل بمقتل الفتاة ميريدث كيرشرquot;، واستندوا على أن خبراء مستقلين رفضوا التصديق على دليل الحمض النووي (دي ان ايه) الذي اعتمده الادعاء لربط المتهمين بجريمة القتل، معتبرين بأن المحققين جمعوا أدلة الحمض النووي بطريقة عشوائية ولم يغيروا قفازاتهم الامر الذي أدى إلى انتشار الـ (دي ان ايه) على كل الأدلة التي جمعت.

ويشار إلى أن المحلفين أيدوا تهمة التشهير المقامة ضد نوكس من باتريك لوممبابا، وهو أحد المشتبهين بالقضية اتهمته الأولى بقتل الطالبة البريطانية، وتشمل دفع تعويض قدره 54 ألف دولار والسجن ثلاثة سنوات، تم إسقاطها مقابل السنوات الأربع التي قضتها الأميركية بالسجن.

وأثار النقض حفيظة أسرة الضحية التي قالت في بيان: quot;نحترم قرار القضاء، لكن استعصى فهمنا على كيفية نقض قرار المحاكمة الأولى بشكل بهذا الشكل الجذريquot;. ويضع القرار خاتمة لفصول محاكمة جذبت تفاصيلها المثيرة الأضواء في كل من إيطاليا وبريطانيا وأميركا، حيث من المتوقع أن تصل نوكس إلى مسقط رأسها في مدينة quot;سياتلquot;، اليوم الثلاثاء.

وأماندا نوكس اصبحت حرة طليقة ويمكنها العودة الى الولايات المتحدة بعد أن قال القضاء الإيطالي كلمته، ليبقى السؤال مطروحاً من قتل ميريديث كيرشير؟