ارتفعت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وباكستان

لندن: عقد مسؤولون اميركيون في صيف هذا العام اجتماعات سرية مع قياديين من شبكة حقاني التي تربطها علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة في محاولة لجرهم الى المشاركة في محادثات حول انهاء الحرب في افغانستان.

ودأبت واشنطن في مواقفها المعلنة على ادانة الجماعة المتهمة بتصعيد العنف في افغانستان الى مستوى جديد. وكانت شبكة حقاني احد اسباب التوتر الذي اعترى العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان. وقال مسؤولون اميركيون وباكستانيون ان محاولة استدراج شبكة حقاني الى المحادثات لم تسفر عن نتائج تُذكر.

وتتهم الولايات المتحدة شبكة حقاني بالمسؤولية عن هجوم الشهر الماضي الذي استمر 20 ساعة مستهدفا السفارة الاميركية ومقر حلف شمالي الأطلسي في كابل. ويرى مسؤولون اميركيون ان شبكة حقاني جماعة دموية اجرامية لا رجاء في صلاحها، ترتبط بتنظيم القاعدة وتحظى بدعم الاستخبارات الباكستانية. وكثيرا ما يكون مقاتلو حقاني هدفا لغارات الطائرات الاميركية بدون طيار في باكستان.

ولكن التحرك الاميركي من وراء الكواليس يعكس ادراكا متزايدا بأن العمل العسكري وحده لن يدجن شبكة حقاني وان المطلوب صفقات ومساومات وصولا الى انهاء التدخل الاميركي في افغانستان. وكان مسؤولون اميركيون توصلوا الى هذا الاستنتاج بشأن حركة طالبان قائلين ان الخسائر على ارض المعركة ستدفع قادة طالبان الى طاولة المفاوضات.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول اميركي كبير انه ليس لدى الولايات المتحدة اوهام عن طبيعة شبكة حقاني في نهاية المطاف ولكن quot;الحرب ستنتهي بصفقة وهذا ما نحاول ان نجعله حتميا. وكلما زاد عدد الأطراف المشاركة في التحادث زادت فرص التوصل الى صفقة أفضلquot;.

وامتنع المسؤول عن التطرق الى المحادثات مع الحقانيين واصفا هذه الاتصالات بأنها quot;مبكرة وليست محدَّدة المعالم بصورة واضحةquot;. وهذه، بحسب وول ستريت جورنال، هي قصة المجهود الأوسع لتحقيق السلام الذي كانت مسيرته متعثرة خلال العامين الماضيين دون تحقيق تقدم يُعتد به. وكان الرئيس الافغاني حامد كرزاي نفض يده من جدوى التفاوض مع طالبان بعد اغتيال مبعوث السلام والرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني في كابل.

وقال المسؤول الاميركي الكبير ان اجتماعا واحدا على الأقل عُقد في الصيف بين مسؤولين اميركيين وممثلين عن حقاني. وعُقد الاجتماع بوساطة الاستخبارات الباكستانية. وهي حقيقة يقول الاميركيون انها تؤكد شكوكهم في الارتباطات الباكسانية بشبكة حقاني، بحسب وول ستريت جورنال.

وعُقد الاجتماع قبل هجوم حقاني على السفارة الاميركية الذي بدأ في 13 ايلول/سبتمبر متسببا في تعقيد محاولة التحادث مع الجماعة ولكن المجهود الرامي الى اطلاق عملية سلام لم يتوقف، كما قال مسؤولون اميركيون.

وامتنعت وزارة الخارجية الاميركية عن التعليق مباشرة على هذه المحادثات. وقال الناطق باسم الوزارة مارك تونر مشيرا الى تصريحات سابقة لوزيرة الخارجية هيلاري كلنتون ان لدى الولايات المتحدة quot;طائفة واسعة من الاتصالات في عموم افغانستان والمنطقة.... وان هذه الاتصالات تمهيدية في طبيعتهاquot;.

وقال مسؤول باكستاني ان اسلام آباد بدأت تيسير الاتصالات مع الحقانيين منذ اواخر العام الماضي وقامت بترتيب لقاء هذا الصيف في دولة خليجية. ولم تكن الحكومة الافغانية طرفا في الاجتماع.

ورفضت الولايات المتحدة كشف هوية المشاركين ولكن صحيفة وول ستريت نقلت عن المسؤول الباكستاني ان المتمردين كانوا ممثلين بأحد اشقاء الزعيم الرئيسي للشبكة هو سراج الدين حقاني.

وقال حقاني في مقابلة مع بي بي سي يوم الاثنين ان دولا مسلمة وغير مسلمة بينها الولايات المتحدة اتصلت بالشبكة وما زالت تتصل، وليس باكستان وحدها. واشار تقرير البي بي سي الى ان شبكة حقاني رفضت طلب الولايات المتحدة قطع علاقاتها بزعيم طالبان ملا عمر والمشاركة في حكومة كرزاي.

ويقف التحرك الدبلوماسي الاميركي على طرفي نقيض مع الضربات التي تنفذها الطائرات بدون طيار والقوات الخاصة الاميركية ضد الحقانيين منذ نحو ثلاث سنوات. وانتقد مسؤولون اميركيون باكستان لامتناعها عن استهداف ملاذات الحقانيين في المنطقة القبلية على الحدود الافغانية فيما تقول اسلام آباد انها لا تملك الموارد اللازمة لذلك.