يبدو أن بعض المنتديات الفكرية الأميركية لا تفعل ما يكفي على سبيل البحث في سير اولئك الذين تستضيفهم لإلقاء محاضرات على منابرها. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص في حالة عالم الأحياء البريطاني رتشارد دوكينز الذي laquo;فاجأraquo; مضيفيه بأنه ليس مثل الغالبية المعتادة.


دوكينز (اليسار) ضيفا على بيل أورايلي الأسبوع الماضي

يبدو أن البقر تشابه على منتدى فكري في ميشيغان، أميركا، فوجه الى عالم الأحياء البريطاني رتشارد دوكينز دعوة لتشريف أعضائه بإلقاء محاضرة من اختياره عليهم. لكن المنتدى سحب الدعوة في اللحظات الأخيرة بعدما تبيّن بما لا يدع مجالا للشك أن الضيف المحتفى به لا يؤمن في الواقع بأي خالق للكون... أو laquo;ملحدraquo; بكلمة واحدة.

وكان مقررا لبروفيسير الأحياء البريطاني أن يلقي محاضرته في منتدى laquo;ويندغيت كونتري كلوبraquo; أمسية الأربعاء، وذلك في مناسبة رعاها laquo;سنتر فور إنكوايريraquo; (مركز الاستفسار)، وهو هيئة غير ربحية تسعى للترويج الى المجتمع العقلاني عبر التعليم والبحوث وندوات النقاش المفتوحة للرأي والرأي المضاد.

لكن القائمين على شؤون المنتدى شاهدوا حلقة لمقدم البرامج الشهير بيل اورايلي استضاف فيها دوكينز الأسبوع الماضي. وعندها فقط أحاطوا علما بآرائه الحقيقية خاصة في ما يتصل بموقفه الرافض للخلق والدين جملة وتفصيلا. وعندها فقط اتضح أن وقوفهم وراء شعارات laquo;مركز الاستفسارraquo; عن المجتمع العقلاني وقبول الرأي والرأي المضاد كانت للاستهلاك الفكري لا أكثر. فقد سارعوا الى سحب الدعوة المقدمة لدوكينز باعتبار أن أفكاره laquo;لا تلائم نوع المنبر الذي نفخر به هناraquo;! ولهذا السبب فقد اضطر مسؤولو laquo;مركز الاستفسارraquo; لنقل المحاضرة الى مكان آخر هو فندق laquo;رويال بارك هوتيلraquo; على مبعدة كيلومترات قليلة ولكن بتكلفة مالية عالية.

وفي ما بعد قال البروفيسير دوكينز لصحيفة laquo;ديترويت فري برسraquo;، وهي الأوسع انتشارا في عموم ميشيغان، إن سحب الدعوة بهذه الطريقة laquo;تشخيص للتعصب الأعمى، وأسوأ ما فيه أنه يأتي من مؤسسة عريقة تزعم أنها تدعم هيئة فكرية تنادي بسيادة الفكر العلمانيraquo;.

وأضاف دوكينز قوله: laquo;لو قالوا إن سحب الدعوة هو أنني يهودي أو أسود أو مثلي لثارت في وجوههم عاصفة لا مثيل لهاraquo;. ومن جهة laquo;مركز الاستفساراتraquo; نفسه قال مديره التنفيذي جيف سيفر: laquo;من المهم للجميع ان يدركوا أن التمييز القائم على معتقدات الانسان الدينية أو على غيابها إنما هو مساو في كل شيء للتمييز بسبب اللون أو العرقraquo;.