قال أقرباء للإمام الأميركي اليمني المتطرف، أنور العولقي، أن ابنه الذي يبلغ من العمر 16 عاماً، وقُتِل هو الآخر في غارة أميركية يوم الجمعة الماضي، كان قد هرب من منزل العائلة في العاصمة اليمنية صنعاء قبل أيام من شن الغارة التي استهدفت والده، وذلك في محاولة من جانبه للعثور عليه. وجاء مقتل هذا الابن ليدفع بأفراد العائلة إلى التحدث لأول مرة مع الإعلام منذ شن تلك الهجمات، ونقلت في هذا الصدد صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن ناصر العولقي، وهو وزير زراعة يمني سابق وهو والد أنور العولقي، قوله :quot; أن تقتل صبياً مراهقاً فهذا أمر لا يمكن تصديقه حقاً، وهم يزعمون أنه كان أحد العناصر المسلحة في تنظيم القاعدة. وهذا بالتأكيد هراء. فكل ما يريدونه هو أن يبرروا مقتله، ليس أكثر أو أقلquot;.

هذا وقد قتل عبد الرحمن العولقي، نجل أنور العولقي، وهو مواطن أميركي ولد في دينفر عام 1995، إلى جانب ابن عمه، يمني الجنسية ويبلغ من العمر 17 عاماً، خلال تلك الغارة التي شنها الجيش الأميركي وراح ضحيتها 9 أشخاص في جنوب شرق اليمن.

ويعتبر عبد الرحمن هو ثالث مواطن أميركي يلقى حتفه في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، بعد وفاة سمير خان، أحد مسؤولي الدعاية للقاعدة وهو من كارولينا الشمالية، جنباً إلى جنب مع أنور العولقي خلال الغارة التي استهدفته قبل أسابيع قليلة.
وقال مسؤولون يمنيون إن من بين الأشخاص الذين راحوا ضحية هذا الهجوم شاب يدعى إبراهيم البنا، وهو مسؤول إعلامي مصري الجنسية كان يعمل لدى فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وكذلك أحد أشقاء فهد القوصو، أحد أبرز عناصر القاعدة الذي أدين في نيويورك بعد اتهامه بتفجير المدمرة الأميركية كول في ميناء عدن عام 2000.

أما المسؤولون الأميركيون فقالوا إنهم مازالوا يقيمون نتائج الهجوم لتحديد هوية الأشخاص الذين لاقوا حتفهم. ولفتت الصحيفة من جهتها إلى أن المسؤولين لن يناقشوا الهجوم بالتفصيل، بما في ذلك الهدف الذي كان مطلوباً، غير أن المعروف هو أن السي آي إيه والبنتاغون يركزان على شخصيات بارزة بتنظيم القاعدة في اليمن.

وقال من جانبه توماس فيتور، ناطق باسم مجلس الأمن القومي :quot; اطلعنا على تقارير صحافية تفيد بأن إبراهيم البنا، المسؤول البارز في القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قد قتل يوم الجمعة الماضي في اليمن، وأن آخرين من بينهم نجل أنور العولقي كانوا رفقة البنا في ذلك الوقت. وطوال العام الماضي، والخارجية الأميركية تحث المواطنين الأميركيين بصورة علنية على عدم السفر إلى اليمن، وطالبت المتواجدين بالفعل هناك بأن يغادروا، بسبب تواصل تهديد العنف وتواجد المنظمات الإرهابيةquot;.

فيما أشار مسؤول بارز بالكونغرس على دراية بالعمليات الأميركية في اليمن، بعد رفضه الإفصاح عن هويته، إلى أنهم إذا كانوا يعلموا بمكان تواجد هذا الصبي، لما كانوا استهدفوه quot; تحسباً للأضرار الجانبية التي قد تصاحب عملية كهذهquot;. وتابع هذا المسؤول بقوله إن السي آي إيه وقيادة العمليات الخاصة المشتركة بالجيش يحاولان ضمان عدم تعرض النساء والأطفال للقتل خلال الغارات التي ينفذونها في باكستان واليمن، وإن كان يتعذر في بعض الأحيان التمييز بين الصبية والأفراد المسلحين.