دمشق: توقع مدير مركز البحوث والتوثيق في دمشق نبيل السمان أن تنتهي الأزمة الإيرانية - الأميركية المتصاعدة على حساب سورية حيث قال: laquo;هناك شيء يطبخ الآن لعزل إيران، وسيكون السوريون كبش فداءraquo;، وناشد السلطة السورية الجلوس على طاولة المفاوضات مع المعارضة لإيجاد حل للأزمة بعد أن انتهت مرحلة الحوار من أجل الحوار.
وقلل السمان في لقاء خاص مع laquo;الرايraquo; من فرص نجاح المبادرة العربية، وقال إن النظام لن يرضى بالذهاب إلى القاهرة للتفاوض مع المعارضة لأن ذلك يشكل نوعا من الضعف، والمعارضة لن تأتي إلى سورية وهي مازالت مهددة بالاعتقال، ولابد من وجود طرف ثالث ضامن، مقترحا أن يكون هذا الطرف روسيا التي لم يستبعد حصول تبدل في موقفها بمجلس الأمن، معتبرا أن laquo;الإخوان المسلمينraquo; أدركوا أن لا وجود لنفوذ لهم في الشارع بعد القضاء عليهم في العام 1982، لكن هناك حركة إسلامية تقدمية منفتحة في سورية لا علاقة لها بهم ربما ستلعب دورا في المستقبل.
وعبر السمان عن قناعته بأن الأمور تسير نحو التدهور وبدأت البلاد تدخل مرحلة جديدة وقال: laquo;بالطبع الوضع بدأ يتفاقم الآن وبدأنا نسير نحو نفق مظلم الآن وخصوصا بعد سبعة أشهر من الاحتجاجات الداخلية وعدم اعتراف السلطة بالمطالب المشروعة للمحتجينraquo;.
وأضاف: laquo;صحيح أنه ظهرت بعض المراسيم الجيدة ولكن لم توضع موضع التنفيذ، ومنها رفع حالة الطوارئ، وقانون الأحزاب الذي لا قيمة له ولا معنى طالما أن هناك مادة في الدستور السوري تقول إن حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمعraquo;.
وشدد على أن الأزمة السورية بدأ تدويلها، ففي وقت يتجه فيه المجلس الوطني المعارض نحو الغرب، تتجه السلطة نحو روسيا وشرق آسيا للحصول على دعم كبير، وتابع: إن laquo;العلاقة السورية - الإيرانية تلقي بظلالها أيضا وخصوصا التطور الأخير المرتبط بأزمة محاولة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة، فسواء كانت صحيحة أم لا، وأنا أرجح أن تكون مختلقة، لكنها تدل على أن هناك شيئا يطبخ الآن وذلك لعزل إيران، وسيكون السوريون كبش فداء للأزمة الإيرانية في حال تصاعدها، وأعتقد أن هناك شيئا متفجرا على المدى القريب من الخارج أكثر من الداخلraquo;.
وردا على سؤال عما إذا كانت السلطة قادرة على تجاوز الأزمة وفق آلية عملها الحالية، قال السمان إن laquo;الفائز في نهاية هذه الأزمة سيكون هو الخاسر أيضا، لأنه لا يمكن أن تحكم البلاد في جو من الكراهية والاحتقان الشعبي، ولا يمكن للدولة أن تستمر في هذا الوضع حتى لو كانت هناك سيطرة أمنية لها، والمخرج من الأزمة يتم ليس عبر الحوار الذي أثبت فشله بعد أن انتهت مرحلة الحوار من أجل الحوارraquo;.
وتابع: laquo;إذا كانت السلطة تريد أن تنهي هذه المرحلة فعليها أن تجلس على طاولة المفاوضات وليس على الحوار، ومازال هناك بريق أمل لدى السلطة لإنهاء الأزمة لأن الدستور السوري وخصوصا المادة 213 تتيح لرئيس الجمهورية استعمال سلطات مطلقة دون الرجوع إلى مجلس الشعبraquo;.
وأضاف ان laquo;تشكيل لجنة لإعادة صياغة الدستور خلال أربعة أشهر هو أمر ليس بمصلحة البلاد ولا حتى النظام، ولا نستطيع الانتظار أربعة أشهر لتذهب مسودة الدستور بعد ذلك إلى مجلس الشعب ومن ثم تطرح على الاستفتاء العام، في وقت تتسارع الأمور وبات الوقت فيه يتداركناraquo;.