مدريد: دعا محللون في اجهزة الاستخبارات التابعة لقوات امن الدولة الاسبانية اليوم الى توخي الحذر الشديد في التعامل مع اعلان المنظمة (ايتا) اعتزالها النشاط المسلح محذرين من ان المنظمة لم تحل تنظيمها حتى اللحظة ولم تسلم اسلحتها.

ونقلت وسائل اعلام محلية عن المحللين قولهم ان (ايتا) لن تتخذ قرارا حقيقيا بهذا الشان الى ما بعد الانتخابات الاقليمية المقبلة في اقليم الباسك المقرر اجراؤها عام 2013 مشيرين الى ان ذلك قد يتوقف ايضا على التاييد الذي سيحظى به الحزب اليساري القومي في تلك الانتخابات والذي من المتوقع ان يحصل على تاييد شعبي واسع. ولم يستبعد المحللون استئناف (ايتا) النشاط المسلح للمطالبة بسيادة الاقليم وحرية تقرير المصير مشيرين في الوقت نفسه الى ان ذلك لن يكون على المدى القصير في ضوء الضعف الشديد الذي تعانيه المنظمة والانقسامات الداخلية التي شهدتها في الفترة الاخيرة.
واعتبروا ان الطرفين سيواجهان في المرحلة المقبلة عددا من الصعوبات تتمثل اهمها في بحث مستقبل اعضاء المنظمة السريين ومستقبل ما يزيد عن 700 سجين موزعين على السجون الاسبانية.

وكانت الشرطة الاسبانية كثفت حملاتها ضد المنظمة في الفترة الاخيرة وتمكنت من اعتقال 45 من عناصرها بالتعاون مع السلطات الفرنسية منذ اعلان (ايتا) وقف اطلاق نار شامل ودائم في 10 يناير الماضي فيما كانت صادرت كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر والاموال ساهمت في اضعاف شوكة المنظمة والحد من نشاطاتها.
ونشرت (ايتا) أمس بيانا أعلنت فيه الوقف الكامل للنشاط المسلح داعية السلطات الاسبانية والفرنسية الى فتح قنوات الحوار لايجاد افضل الحلول للنزاع الذي دام نحو نصف قرن.(