لاهاي: أعلنت المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء ان على النيجر ان تتعاون مع المحكمة لاعتقال سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمّر القذافي الذي قتل في ظروف غامضة، ورئيس الاستخبارات الليبية السابق عبدالله السنوسي.

سيف الإسلام القذافي (على الشمال) ورئيس الاستخبارات الليبية السابق عبدالله السنوسي

وقال فادي العبدالله المتحدث باسم المحكمة لوكالة فرانس برس quot;ان على النيجر بدون ادنى شك واجب التعاون، نظرًا الى انها دولة موقعة على معاهدة روماquot;، التي تمثل النص التاسيسي للمحكمة الجنائية الدولية.

لكن المتحدث رفض بعض الادعاءات التي اوردتها وسائل إعلام بأن الرجلين ينويان تسليم نفسيهما الى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا انه لم يتلق quot;اي معلومة او تأكيدquot; في هذا المعنى. وافاد مسؤول من الطوارق أن سيف الإسلام وعبدالله السنوسي توجّها الثلاثاء الى حدود النيجر بحثًا عن ملجأ.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في 27 حزيران/يونيو مذكرات توقيف بحق معمّر القذافي الذي قتل الخميس في ظروف لا تزال غامضة بعد اسره في سرت، وابنه سيف الإسلام وصهره عبد الله السنوسي الملاحقين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. والثلاثة ايضًا مطلوبون للانتربول.

وحتى الآن، استقبلت السلطات في النيجر البلد المجاور لليبيا، 32 شخصًا من المقرّبين للزعيم الليبي المخلوع، من بينهم ابنه الساعدي، وذلك لأسباب quot;إنسانيةquot;.

وكان مسؤول عسكري رفيع في المجلس الوطني الانتقالي الليبي قال اليوم الاربعاء إن سيف الاسلام القذافي ورئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي الهاربين يعرضان تسليم نفسيهما إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وأضاف المسؤول عبد المجيد مليقطة من ليبيا أنهما يقترحان طريقة لتسليم نفسيهما للمحكمة في لاهاي.

وقال المتحدث باسم المحكمة فادي العبد الله quot;ليس لدينا تأكيد في هذا الشأن الآن. نحاول الاتصال بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي للحصول على مزيد من المعلوماتquot;. وسيف الإسلام مطلوب بموجب مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة مثلما كان الأمر بالنسبة إلى والده الراحل. كما اصدرت المحكمة أيضا مذكرة باعتقال السنوسي.

وسيف الاسلام هارب منذ سيطرة القوات الليبية على مدينة سرت مسقط رأس والده في أواخر الأسبوع الماضي. ويعتقد انه في مكان ما قرب الحدود الجنوبية لليبيا مع النيجر. وقال مليقطة انه استقى معلوماته من مصادر مخابرات ابلغته بأن سيف الإسلام والسنوسي يحاولان التوصل الى اتفاق للاستسلام للمحكمة عن طريق دولة مجاورة لم يحددها.

وخلص الاثنان الى انهما لن يكونا في مأمن إن بقيا في ليبيا أو ذهبا إلى الجزائر أو النيجر، اللتين لجأ اليهما بالفعل أفراد من أسرة القذافي. وقال مليقطة انهما يشعران بأنهما لن يكونا في أمان إن بقيا حيث هما أو ذهبا الى اي مكان اخر. وقد قالا على اي حال ان النيجر تطلب مبلغًا ضخمًا للسماح لهما بالبقاء.