مقاتل من حركة الشباب الصومالية

كشف مسؤولون عسكريون أميركيون النقاب عن أن سلاح الجو الأميركي يستعين سراً بطائرات آلية مسلحة من طراز ريبر في مهام خاصة بمكافحة الإرهاب من مطار مدني بعيد يقع في جنوب إثيوبيا، كجزء من حرب بالوكالة تقودها الولايات المتحدة بصورة موسعة على نحو سريع ضد فرع تنظيم القاعدة الناشط في منطقة شرق أفريقيا.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن سلاح الجو استثمر ملايين الدولارات في تحديث مطار أربا مينش بجنوب إثيوبيا، حيث أنشأ مبنىً إضافياً صغيراً لاستضافة أسطول من الطائرات الآلية التي يمكن تزويدها بصواريخ هيلفاير وقنابل موجهة بالأقمار الصناعية.

وتمت الاستعانة مطلع العام الجاري بتلك النوعية من الطائرات لشن هجمات على مناطق معينة في الصومال، حيث تستهدف الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بالقاعدة. وبأخذه في الحسبان الحادثة التي أسفرت عام 1993 عن سقوط مروحتين عسكريتين أميركيتين في العاصمة الصومالية مقديشو ومقتل 18 أميركياً، سعت إدارة أوباما لأن تتجنب نشر قوات أميركية هناك.

ونتيجة لذلك، بدأت ترتكز الولايات المتحدة على هجمات الطائرات الآلية المميتة والتواجد النشط للسي آي إيه في مقديشو والمهام محدودة النطاق التي تنفذها القوات الأميركية الخاصة. بالإضافة لقيام واشنطن بزيادة الحصة المخصصة لتمويل وتدريب قوات حفظ السلام الإفريقية المتواجدة في الصومال وتحارب حركة الشباب.

وقد أكد سلاح الجو يوم أمس تنفيذه تلك العمليات عبر الطائرات الآلية من مطار أربا مينش. وقال الرقيب جيمس فيشر، المتحدث باسم الفرقة رقم 17 التابعة للقوات الجوية، التي تشرف على العمليات في إفريقيا، إن عدداً غير محدد من أفراد سلاح الجو يعملون في المطار الإثيوبي لتوفير الدعم الفني والعملياتي لبرامج مساعدتهم الأمنية.

وأضاف فيشر أنه وبالرغم من عدم اكتمال البناء في المطار، إلا أن سلاح الجو بدأ في نشر طائرات من طراز ريبر هناك مطلع العام الجاري، مشيراً إلى أن الهجمات بتلك الطائرات ستستمر طالما أن إثيوبيا ترحب بالتعاون بشأن تلك البرامج الأمنية المنوعة.

وبالاتساق مع نفي وزارة الخارجية الإثيوبية الشهر الماضي لوجود طائرات آلية في البلاد، قال تيسفاي يلما، رئيس قسم الدبلوماسية العامة في السفارة الإثيوبية لدى واشنطن quot;هذا هو موقف الحكومة. فنحن لا نستضيف قواعد عسكرية أجنبية في إثيوبياquot;. بيد أن مقاولين وموظفين عسكريين أميركيين شوهدوا على نحو متزايد خلال الأشهر الأخيرة في مدينة أربا مينش التي يسكنها 70 ألف شخص جنوب البلاد.