صالحي مجتمعا مع زيباري |
أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بلاده لن تسمح لأي دولة أخرى محاولتها ملء فراغ انسحاب القوات الأميركية بنهاية العام الحالي فيما قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد اليوم إن بلاده لن تتدخل في شؤون العراق رافضاً تحذيرات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بهذا الخصوص وقالquot; العراق وايران غصنان لشجرة واحدةquot; في وقت اعتبرت القائمة العراقية زيارة الوزير الإيراني غير بريئة ولا مرحب بها.
قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إنه بحث مع صالحي علاقات البلدين في مختلف المجالات والتطورات الاقليمية والدولية حيث تم التأكيد على الرغبة في حل المشاكل بين بغداد وطهران في مجال أمن الحدود وحقول النفط والأنهار المشتركة.
وأضاف ان الانسحاب الأميركي من العراق سيتم في نهاية العام الحالي وليست هناك اي جهة غير العراقيين وقواتهم المسلحة بقادرة على ملء الفراغ الأمني للانسحاب مشددا على ان العراق قادر لوحده على ذلك.
وحول مدى استعداد الحكومة العراقية لغلق معسكر أشرف لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في شمال شرق بغداد الذي يضم 3400 من عناصرها فقد اوضح زيباري انه بحث الامر مع صالحي مؤكدا تصميم حكومته على تنفيذ قرارها بهذا الخصوص. وأشار إلى أنّ بلاده قد أبلغت الامم المتحدة والمفوضية الدولية لشؤون اللاجئين والاتحاد الاوروبي باغلاق المعسكر مع نهاية العام مراعاة لجميع الالتزامات الانسانية بهذا الخصوص.
وقال انه ليس هناك دولة في العالم تقبل بوجود جماعة معادية لها على أراضيها وتعتبر معسكرها ارضا محررة لان هذا الامر مخالف لكل الاعراف والقوانين الدولية. وأشار إلى أنّه تم الطلب من السلطات الإيرانية إصدار عفو عن سكان المعسكر او قبول عودتهم الى بلدهم او ترحيلهم الى بلد ثالث.
وأضاف أن موضوع حزب العمال الكردستاني في إيران جناح quot;بيجاكquot; قد بحث أيضا موضحا وجود لجان إيرانية عراقية مشتركة تبحث هذا الموضوع توصلا الى معالجته انطلاقا من عدم السماح لاي مجموعات بالاعتداء على دول الجوار انطلاقا من الاراضي العراقية.
وأشار زيباري الى إن إيران التزمت بشكل صريح وواضح مع الجانب العراقي ببحث موضوع الأنهر وضمان حقوق العراق من المياه معربا عن أمله في أن يكون هذا الموقف مثلا ونموذجا في التعامل مع الدول الأخرى. وقال إن quot;الجانب الإيراني أبلغنا أيضا أن هناك خطا للطاقة الكهربائية بين الكرخة والعمارة سيزود العراق بـ500 ميغا واط إضافي من الكهرباءquot;... أوضح أن هذا الخط سيرفع كمية المستورد إلى ألف وثلاثمائة ميغا واط من إيران. وأضاف ان هناك أيضا تعاونا لاستيراد المشتقات النفطية من النفط الأبيض والكازquot;، لافتا إلى أن quot;حركة التجارة بدأت تنشط بين البلدين.
ومن جانبه أشار صالحي إلى أنّ العراق يعود الان الى مكانته المرموقة في العالم ليكون مصدرا للديمقراطية والحرية والرفاه الاجتماعي.. مؤكدا عزم بلاده على حل جميع المشكلات العالقة مع العراق وخاصة ما يتعلق منها بأمن الحدود وحقول النفط والانهار المشتركة.
وقال إن القواسم المشتركة بين العراق وإيران كثيرة جدا quot;وهما غصنان لشجرة واحدة يرتبط احدهما بالاخرquot;. وأضاف انه اتفق مع زيباري اليوم على تبادل أكثر للاراء بين البلدين حول التطورات الحاصلة في المنطقة quot;لنكون واعين لاؤلئك الذين لا يريدون التحام البلدين أكثر فأكثرquot;.
وحول تحذيرات وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لإيران بعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية بعد انسحاب قوات بلادها منه قال وزير الخارجية الإيراني ان بلاده قد تعودت على مثل هذه التصريحات الأميركية المعادية لها مؤكدا ان إيران ملتزمة بالمواثيق الدولية في عدم التدخل بشؤون الاخرين لكن الأميركيين هم الذين يخرقون ذلك ويتدخلون في شؤون الاخرين.
وأضاف ان العراق ليس بحاجة لمن يدافع عنه او يتدخل في شؤونه لانه قادر على حكم بلاده وتسيير شؤونه فهو ليس بحاجة إلى قوة عظمى تحميه. وحذر واشنطن من تداعيات الاوضاع في المنطقة التي قال إنها تسير باتجاهات غير معروفة النتائج لحد الان.
ومباحثات بين صالحي وطالباني
وقبل ذلك، بحث الرئيس جلال طالباني مع صالحي علاقات بلديهما في النواحي السياسية والجغرافية والدينية والثقافية والمصالح المشتركة quot;مشددا على ضرورة الحفاظ على هذه العلاقات والروابط المشتركة وبما يخدم المنفعة المتبادلة للشعبين العراقي والإيرانيquot; كما قال بيان صحافي رئاسي.
وأكد اهمية العمل المشترك من اجل تطوير العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون المستقبلي في الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية quot;لاسيما في هذه الظروف الحساسة التي تمرّ بها المنطقةquot;. وفي ما يتعلق بقضايا أمن الحدود والاستقرار في المناطق الحدودية أشار طالباني إلى أنّ موضوع الأمن هو قضية مشتركة بين الطرفين مؤكدا رغبة العراق في حل جميع القضايا العالقة عن طريق الحوار البناء والتفاهم المشترك مضيفا quot;سنواصل جهودنا لجعل الحدود منطقة آمنة ومستقرة بين البلدين quot;.
من ناحيته، أكد الوزير الإيراني quot;استعداد بلاده لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في جميع المجالات والعمل على معالجة جميع القضايا عن طريق الحوار الاخوي معبرا عن تفاؤله بإمكانية حل جميع المسائل العالقةquot;.
وعن مدى المخاوف من مطالبات الاكراد في العراق بدولة مستقلة على تحرك اكراد إيران بهذا الاتجاه ايضا أشار زيباري إلى أنّ الاكراد العراقيين قد حسموا أمرهم وقرروا العيش ضمن العراق الاتحادي الفيدرالي وهو حال الاكراد ايضا المصممين على العيش ضمن إيران الموحدة.
ومن جهته، كان صالحي التقى في طهران السبت رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني حيث أعلنا ان مسألة حزب بيجاك أكبر حركات التمرد الكردي الإيراني quot;قد سويتquot;. وشنت القوات الإيرانية في تموز (يوليو) الماضي سلسلة عمليات ضد حزب بيجاك شملت قصفا لمعسكراته في العراق ما أدى الى وقوع عشرات القتلى من الجانبين بينهم الرجل الثاني في الحزب. وتبنى حزب بيجاك مسؤولية العديد من العمليات العسكرية والهجمات التي تستهدف القوات الإيرانية في شمال غرب البلاد خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال صالحي quot;بفضل الادارة الجيدة لبارزاني تمكنا من التعامل مع مسألة مجموعة بيجاك الارهابية، وباتت حدودنا مع كردستان العراق آمنةquot;. وأضاف ان quot;بارزاني يرغب في حدود اكثر أمنا لكي يتمكن الناس من السفر بسهولة وأمان ونعتبر ان هذه المسألة قد سويتquot;. ومن جهته قال بارزاني quot;لقد سويت مسألة مجموعة بيجاك الارهابية ونأمل في ان يستتب الأمن بشكل كامل على حدودناquot;.
ويشكل الانسحاب الأميركي من العراق قضية اساسية بالنسبة لإيران التي ظلت ترى فيه تهديدا لأمنها حيث يربط عشرات الالاف من الجنود الأميركيين بالقرب من حدودها. واعتبر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز أبادي اليوم خروج القوات الأميركية من العراق بداية لخروج كافة العسكريين الأميركيين من المنطقة مشدداً على ان quot;انسحاب العسكريين الأميركيين من العراق مطلب تتمناه جميع شعوب المنطقةquot;.
وأشار الى ان quot;العسكريين الأميركيين مجبرون على الانسحاب من العراق لأن الشعب العراقي لا يمكنه أن يرى سفراء الموت والاستعمار والنهب فوق أرضهquot;. ومن جهته، رحّب الزعيم الإيراني الاعلى آية الله علي خامنئي أمس بالانسحاب المزمع للقوات الأميركية من العراق المجاور واصفا اياه بانه انتصار quot;ذهبيquot; حيث يعتزم الرئيس الأميركي باراك اوباما سحب قواته البالغ قوامها 40 الفا من العراق بحلول نهاية العام الحالي بعد فشل مفاوضات حول بقاء بعض القوات فيما يقول بعض الساسة الاميركيين إنه يمكن أن يعطي طهران مساحة أكبر لتأكيد نفوذها.
وقال خامنئي بعد اجتماع مع بارزاني إن quot;الموقف الموحد لكل القبائل والديانات في العراق بشأن الضغط الأميركي للحصول على حصانة قضائية لجنودها المحتلين وإكراه أميركا في نهاية الامر على الخروج من العراق يمثل صفحة ذهبية في تاريخ هذا البلد.quot;
العراقية: زيارة صالحي ليست بريئة ولا مرحب بها
وعلى هامش زيارة الوزير الإيراني لبغداد فقد اعتبرتها القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي غير بريئة وتحمل أجندات وسط أزمة سياسية قائمة في العراق مبينة أن البعض يحاول تعويض خسارة إيران للنظام السوري كحليف لها من خلال احتواء العراق وتصدير مشاكلها إليه.
وقال النائب عن القائمة أحمد العلواني إن زيارة صالحي لبغداد غير مرحّب بها quot;وكان من الأولى على الحكومة عدم استقبال أي مسؤول إيراني بسبب الجرائم التي ترتكبها إيران في العراقquot;. وقال ان quot;هذه الزيارة غير بريئة على الإطلاق وتحمل أجندات في هذا الظرف العصيب الذي يمرّ به العراق والأزمة السياسية القائمةquot; كما نقلت عنه وكالة السومرية نيوز العراقية. وأضاف أن quot;إيران متورطة باغتيال الكفاءات وتمويل الإرهاب وقصف الأراضي العراقية، وقطع المياه عنه، وبالتدخل السلبي في مؤسساته وجوانب حياة الشعب العراقيquot;، لافتا إلى أن quot;زيارة صالحي لبغداد تأتي في وقت، أغلب المشاكل التي يعانيها العراق تأتي من إيران، وهذا منطق غريبquot;.
وأشار العلواني إلى أن quot;إيران تمر بأزمة كبيرة نتيجة تهاوي حليفها في المنطقة النظام السوري الذي بدأ يترنحquot;. وقال إن quot;البعض يحاول تعويض خسارتها لسوريا من خلال احتواء العراق وتصدير مشاكلها إليهquot;. وأكد أن quot;إيران تحاول أن تكون خلال الفترة القادمة صاحبة يد طولى في البلادquot;، موضحا أن quot;هناك جوًّا مناسبًا لها من خلال علاقاتها ببعض المسؤولين في الحكومةquot;.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون حذرت إيران الجمعة الماضي من التدخل في شؤون العراق عقب انسحاب قوات بلادها من العراق بحلول نهاية العام الحالي. وأكدت أن بلادها ستواصل التعاون مع العراق على الرغم من سحب قواتها من أراضيه وحثت دول الجوار على تبني سياسات مماثلة وبنّاءة إزاء العراق.
وقالت كلينتون مخاطبة دول المنطقة وخاصة الدول المجاورة للعراق quot;إننا نريد أن نؤكد أن أميركا ستقف مع حلفائها وأصدقائها بما في ذلك العراق دفاعا عن مصالحنا وأمننا المشترك. وأضافت قائلة إن الولايات المتحدة ستستمر في التواجد في المنطقة والتي يجب أن تكون خالية من التدخلفي شؤونها لاستمرار سعيها من أجل تحقيق الديمقراطية.
ومن جهتها، قالت صحيفة نيويورك تايمز امس إن الولايات المتحدة تعتزم تعزيز وجودها العسكري في الخليج بعد أن تسحب ما تبقى من قواتها من العراق. وأضافت أن الولايات المتحدة تريد أيضا توسيع علاقاتها العسكرية مع دول مجلس التعاون الخليجي وهي المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
التعليقات