بكين: ذكرت وكالة الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية للانباء ان راهبة تيبتية توفيت بعد ان اشعلت النار في نفسها في جنوب غربي الصين الخميس، في الحادث الحادي عشر من نوعه الذي يشعل فيه رهبان وراهبات بوذيون النار في انفسهم في المنطقة المضطربة.

واكدت quot;الحملة الدولية للدفاع عن التيبتquot; وفاة الراهبة التي قالت ان اسمها كيو تشيانغ وكانت تبلغ الخامسة والثلاثين من عمرها، حيث قالت انها فعلت ذلك مطالبة بالحرية الدينية وعودة الدلاي لاما الزعيم الروحي للتيبت بينما اضرمت النار في نفسها.

كما اكدت منظمة quot;حرية التيبتquot; التي تتخذ من لندن مقرا لها الحادث. وقالت شينخوا ان كيو اضرمت النار في نفسها في الساعة 13:00 (05:00 تغ) في منطقة داوو في دائرة غانزي باقليم سيشوان وان السلطات المحلية فتحت تحقيقا في وفاة الراهبة.

ورفضت الشرطة المحلية التعليق على الحادث حينما حاولت فرانس برس الاتصال بها. واحرق ثمانية رهبان بوذيين تيبتيين وراهبتين انفسهم في المناطق التي يقطنها التيبتيون في سيشوان منذ احرق راهب شاب نفسه في دير كيرتي في دائرة ابا في اذار/مارس ما ادى لاحتجاجات كبيرة ردت عليها الحكومة بالقمع.

وتقول المجموعات الحقوقية ان خمسة رهبان على الاقل وراهبتين توفوا نتيجة اضرام النار في انفسهم. وقالت كيت سوندرز المتحدثة باسم الحملة الدولية للدفاع عن التيبت مستشهدة بمصادر من المنطقة quot;بلغنا انها دعت للحرية الدينية ولعودة الدلاي لاما الى التيبتquot;.

واضافت انه من المعروف عن التيبتيين في غانزي quot;قوة معتقدهم الدينيquot; وان تلك المنطقة quot;مضطربة منذ فترة وخصوصا منذ تموز/يوليوquot;. ويشعر الكثير من التيبتيين في الصين بالغضب لما يعتبرونه هيمنة من جانب عرق الهان الغالب في الصين.

وجرت معظم محاولات الانتحار حول دير كيرتي الواقع في سيشوان والذي اصبح بؤرة اشتعال للغضب المتصاعد بسبب التدمير الذي تتعرض له ثقافة التيبت. ووقعت كافة الحوادث ما عدا اثنتين في ابا بعد حبس السلطات الصينية في اواخر اب/اغسطس ثلاثة رهبان لمدد تراوحت بين 11 و13 عاما بعد ان اتهمتهم بالضلوع في حادث الوفاة في كيرتي في اذار/مارس.

وقال الرهبان في دائرة ابا المتاخمة لغانزي لفرانس برس الشهر الماضي ان موجة الانتحارات ترتبط برفض بكين الانخراط مع الدلاي لاما والسماح له بالعودة الى موطنه التيبت. وكان الدالاي لاما فر من التيبت بعد انتفاضة فاشلة ضد الحكم الصيني في 1959، حيث شكل حكومة في النفى في بلدة دارامسالا بشمال الهند بعد منحه اللجوء هناك.

ومازال الدلاي لاما يحظى باحترام كبير في المناطق التيبتية من الصين غير ان السلطات الشيوعية الصينية تعتبره عنصرا انفصاليا رجعيا. وينفي الدلاي لاما منذ امد طويل سعيه لاستقلال التيبت، مؤكد على رغبته في حكم ذاتي اوسع لوطنه في ظل الحكم الصيني.