يتوقع الخبراء والمحللون المزيد من التدهور نتيجة لرفض النظام السوري حل الأزمة التي يتخبط فيها من خلال الإسراع بتنفيذ مبادرة الجامعة العربية، وإصرار بشار الأسد على استعمال العنف ضد شعبه، وهو ما يفسح المجال أمام فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية لإجبار النظام على قبول الحوار أو التنحي عن السلطة.
22 قتيلا في quot;جمعة تجميد العضويةquot; في سوريا |
القاهرة: وصل عدد القتلى في سوريا إلى أكثر من مائة قتيل بعد طرح مبادرة الجامعة العربية، وإزاء هذا، يتوقع الخبراء والمتابعون فشل أية مساع سلمية لحل الأزمة، ولن يكون أمام المجتمع الدولي سبيلا لوقف عنف النظام السوري ضد شعبه سوى فرض العقوبات الاقتصادية ، وتضييق الخناق على النظام السوري لإجباره على قبول الحوار مع المعارضة أو التنحي عن السلطة.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور محمد منصور أستاذ العلوم السياسية لـquot;إيلافquot; إن الموقف في سوريا يزداد سوءا، فالنظام لن يتراجع عن استخدام العنف، مشيراً إلى أن العنف هو السبيل الوحيد أمامه الآن للاستمرار في السلطة بعد أن فقد التفاوض مع المعارضة وأصبح السبيل الوحيد أمام الشارع السوري هو تنحي الرئيس بشار عن الحكم بعد تزايد عدد القتلى من المعارضين للنظام السوري إلى درجة يصعب التسامح مع هذا النظام.
ويؤكد منصور أنّ خريطة الطريق التي قدمتها الجامعة العربية للنظام السوري هي المخرج والفرصة لحل الأزمة بشكل يحافظ على كبرياء النظام، ولكنه للأسف لم يستفد من هذه الورقة ، واستمرّ في حربه ضد المعارضة، وبذلك يكون قد فقد كل شيء لحل الأزمة، ويؤكد للعالم أجمع أن الرئيس بشار لن يتراجع عن استخدام العنف، ورفض أي حلول سلمية للأزمة، وبذلك لن يكون للجامعة العربية خلال الفترة القادمة أية مساع لحل الأزمة في ظل إصرار النظام السوري على استخدام العنف ورفض سحب الجيش من الشارع والعودة لثكناته.
وتوقع فرض عقوبات اقتصادية من خلال مجلس الأمن أو من خلال الدول العربية والولايات المتحدة، وقد بدأت بقرار الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات اقتصادية من خلال بنك الاستثمار الأوروبي على سوريا، وقد يصل الأمر إلى قيام دول عربية بقطع العلاقات الاقتصادية مع سوريا أو خفضها للحد الأدنى من التعامل، كما سيصل الأمر إلى اعتراف دول عربية بالمعارضة السورية كما حدث مع ليبيا، كما يتوقع أن تصل العقوبات الدولية إلى فرض عقوبات حظر الطيران جوا.
ويشير السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أنّ مبادرة الجامعة العربية ما زالت سارية وقائمة، ولم تعلن سوريا رفضها بشكل صريح، وسوف تدخل حيز التنفيذ خلال(48)ساعة ، ولكن ما حدث أن جامعة الدول العربية أعلنت عن تحفظها تجاه سلوك النظام السوري باستخدام العنف ضد الشعب السوري دون تمييز.
وأضاف الأشعل لـquot;إيلافquot; أن النظام السوري والجامعة العربية اتفقا على ضرورة نجاح المبادرة؛ لكونها السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة بسلام دون دخول سوريا في منعطف خطير سوف يجعل منها ليبيا جديدة، مؤكدا أن عدم نجاح المبادرة العربية، واتخاذ الجامعة قرارا بتجميد عضوية سوريا سوف يؤديان إلى تحول النظام السوري لدرجة أكثر قسوة من العنف ضد شعبه، والمعارضة، وبالتالي وصول الأزمة إلى مجلس الأمن، وصدور قرار بالتدخل العسكري من الناتو في ظل وجود تجهيزات عسكرية على الأراضي التركية، حيث تجرى تدريبات للاستعداد في حالة توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا.
وشدد على ضرورة استمرار الجامعة العربية في الحوار مع الحكومة السورية؛ لنجاح المبادرة العربية خاصة أنه جاء فيها إجراء انتخابات رئاسية في سوريا عام 2013 وعدم ترشيح بشار في هذه الانتخابات، كذلك تشكيل لجنة تقصي حقائق وتشكيل حكومة وحدة وطنية من المعارضة، وبالتالي فالمبادرة هي الحل الأمثل للأزمة، ولابد أن تلعب الجامعة العربية دورا بحيث تكون طرفا أساسيا في الأزمة بجانب الشعب السوري وألا تلعب دور الطرف المحايد للأزمة.
ولفت الأشعل إلى أن الحكومة السورية سوف تعمل لنجاح المبادرة العربية، لأنها تحقق لها كبرياءها بالفوز على المعارضة عسكريا، كما تحقق للحكومة السورية نهاية للأزمة بما يحافظ على استمرار النظام في السلطة ، فالنظام السوري يعلم جيدا أن رفض المبادرة العربية يعني اعتراف دول مثل فرنسا بالمجلس الانتقالي السوري وهذا يعني سقوط نظام بشار دوليا، وتحوّل سوريا إلى ليبيا جديدة.
ونبه إلى أن نهاية النظام السوري أوشكت، وهو يحتضر حالياً، بعد أن فقد شرعيته، ولابد من تسليم السلطة، وهذا هو مصير كل حاكم لا يأتي للسلطة عن طريق الانتخاب الحر من قبل شعبه.
ووفقاً لحديث السفير صلاح فهمي مساعد وزير الخارجية الأسبق لـquot;إيلافquot; فإن (تلكؤ) النظام السوري في تنفيذ مبادرة الجامعة العربية التاريخية سوف يؤدي إلى وضع هذا النظام نهايته بيده، كما حدث للنظام الليبي، وسيلقى نظام بشار مصير القذافي، ودخول البلاد في حرب أهلية للتخلص من النظام البعثي السوري بتأييد دولي وعربي، حيث فقد النظام أي تعاطف بسبب العنف المتوحش ضد الشعب هناك، والذي لا يميز بين الأطفال والشيوخ، فالدبابات تقتل دون تمييز.
وطالب صلاح فهمي الجامعة العربية بالوقوف مع الشعب والمعارضة السورية حتى النهاية، وعدم تسليم سوريا لمجلس الأمن والولايات المتحدة الأميركية والناتو لضربها عسكريا، لأن هذا يصب في صالح إسرائيل واستمرار احتلال الجولان لأجل غير مسمى.
ويتوقع فهمي نجاح المبادرة العربية في نهاية الأزمة في سوريا رغم تلكؤ النظام الذي فقد مصداقيته بالشارع ، وهو يسعى الآن إلى وسيلة للحفاظ على كرامته، ويعلم جيدا أن المبادرة العربية هي السبيل الوحيد لتحقيق أهدافه.
التعليقات