يدور التساؤل في باكستان اليومان كان سيظهر بعدها حزب عمران خان كقوة ثالثة على الساحة السياسية،وهو الذي شكّل حزباًبعد تقاعده من لعبة الكريكت.
عمران خان |
إسلام آباد: في باكستان فسيفساء حزبي واستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ تحاول الاحزاب المعارضة تأجيلها لما بعدالانتخابات عامة. والأحزاب السياسية المختلفة يمكن اختصارها بـ:
حزب الرابطة الإسلامية وفئاته
يعتبر حزب الرابطة الإسلامية أكبر حزب يميني في باكستان إذ أنه الحزب المؤسس له؛ بيد أنه أيضا تعرض لانشقاقات جراء أسباب مختلفة؛ إلا أنه بقي سندا لجميع الأنظمة العسكرية في باكستان منذ البداية حتى انقلاب الجنرال مشرف على حكومة حزب الرابطة نفسه بقيادة نواز شريف عام 1999.
يذكر أن حزب الرابطة برز كأكبر حزب في البلاد بعد حزب الشعب وسبق له تشكيل الحكومة بأغلبية الثلثين في الأقاليم الأربعة إلى جانب الحكومة الفدرالية بقيادة نواز شريف؛ إلا أنه تمزق شر ممزق بعد انقلاب مشرف وتوزعت إلى كتل مختلفة احتشدت معظمها تحت لواء حزب الرابطة الإسلامية جناح القائد الأعظم بقيادة شودري شجاعت حسين قبيل انتخابات عام 2002 لتقدم السند السياسي لمشرف. وفيما يلي نبذة عن فئاته الحالية:
حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف
وهو أكبر كتلة لحزب الرابطة ويرى الشعب أنه حزب الرابطة الحقيقي. ويدير حكومة إقليم البنجاب أكبر الأقاليم الباكستانية سكانا، كما يشكل أكبر كتلة للمعارضة في البرلمان الفدرالي؛ بيد أن له تمثيل ضئيل جدا في الأقاليم الأخرى، في حين يتوقع المحللون أن كتلة نواز شريف قد يكتسح الانتخابات القادمة وإن لم يقم بدور فعال ضد الحكومة من أجل حل مشاكل المواطن العادي. كما أن حزب نواز شريف يمثل المنافس الأكبر لحزب الشعب في البلاد.
حزب الرابطة الإسلامية جناح القائد الأعظم
يقود رئيس الوزراء السابق شودري شجاعت حسين فئة القائد الأعظم من حزب الرابطة. وله تمثيل في المجالس الإقليمية والبرلمان الفدرالي. كما أنه انضم أخيرا إلى الحكومة مما أدى إلى نشوء المزيد من الانشقاقات فيه. إذ انفصل عنه أكثر من 30 نائبا في إقليم البنجاب، كما تم تشكيل كتلة ضغط منشقة عنه في مجلس الشيوخ، في حين يقال إن الكثير من نوابه على اتصال مع نواز شريف وعمران خان للانضمام إلى حزبيهما. ولا يرى المحللون دورا حيويا لحزب شجاعت خلال الانتخابات المقبلة، في حين يوجد غضب عارم بين صفوفه على انضمام الحزب إلى الحكومة بقيادة حزب الشعب.
حزب الرابطة الإسلامية جناح ضياء الحق
هذا الجناح يمثل فئة ضئيلة من حزب الرابطة ويقوده إعجاز الحق ابن الجنرال ضياء الحق؛ إلا أنه ليس له أي شعبية تذكر.
حزب الرابطة الإسلامية الشعبي
أنشأ هذه المجموعة وزير الإعلام والقطارات السابق شيخ رشيد أحمد بعد فشله في انتخابات عام 2008م وكان ينتمي إلى حزب الرابطة جناح نواز شريف من قبل. ولا تتجاوز شعبيته دائرته الانتخابية.
حزب الرابطة الإسلامية فئة بير بكارو
هذه المجموعة فئة قديمة من حزب الرابطة ويقوده الزعيم الروحي بير بكارو الذي يحظى بشعبية في إقليم السند ولحزبه تمثيل في البرلمان الفدرالي وبرلمان إقليم السند والبنجاب؛ بيد أنه لا يشكل أي تهديد سياسي للأحزاب الكبرى. وحزبه جزء من التحالف الحكومي في السند وعلى المستوى الفدرالي.
حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية
هو حزب جديد أنشأه الجنرال مشرف بعد مغادرة الحكم والبلاد إثر انتخابات عام 2008. ويجمع هذا الحزب بعض المقربين من مشرف إبان أيام حكمه وليس له أي تمثيل شعبي في البلاد ولا في البرلمان، في حين أعلن مشرف أكثر من مرة بأنه سوف يعود إلى البلاد في 23 من شهر مارس عام 2012م تحضيرا لانتخابات عام 2013م؛ لكن المراقبين لا يرون أي دور يذكر له في الانتخابات.
حركة الإنصاف بقيادة عمران خان
بعد تقاعده من لعبة كرة المضرب ndash; الكريكت- قرر عمران خان تشكيل حزب سياسي في البلاد وتمخضت جهوده في هذا الصدد عن حركة الإنصاف. وقد قضت الحركة نحو 15 سنة في الحقل السياسي بدون أن تكسب أي مكاسب سياسية برلمانية. ويقال إن عمران خان كان مقربا جدا إلى الجنرال مشرف بعد انقلابه على نواز شريف عام 1999؛ بيد أنه ابتعد عنه فيما بعد ولم يدخل التحالف المؤيد للجنرال خلال انتخابات عام 2002، علما أن مشرف قد أشار إلى أن عمران خان من أنزه السياسيين في باكستان.
وقد لعبت الحركة دورا فعالا في الحملة الشعبية ضد حكومة مشرف وحكومة حزب الشعب من أجل إعادة القضاة المقالين بعد عام 2007. وصعد نجمها بعد أن تبنى عمران خان موقفا صارما إزاء الحركة القومية المتحدة. كما أنه تمكن من عقد أكبر تجمع جماهيري خلال السنوات الأخيرة بمدينة لاهور أواخر الشهر الماضي، مما أدى إلى نشوء انطباع بأن حركة الإنصاف قد تكون القوة البديلة عن حزب الشعب وحزب الرابطة.
ومن المثير أن عمران خان يتبنى موقفا عدائيا ضد حزب الشعب وحزب نواز شريف معا؛ إلا أن حزب الشعب يبدي ارتياحه إليه بسبب موقفه المتشدد إزاء حزب نواز. رغم ذلك يستبعد أي تحالف بين حركة الإنصاف وحزب الشعب، في حين أوضح عمران خان أنه جاهز للتحالف مع حزب نواز إذا كشف الإخوة شريف عن ثرواتهم وأرصدتهم السرية؛ إلا أن الصراع يستمر بين الحزبين في الوقت الراهن ويستبعد المحللون تشكيل اي تحالف بينهما في الآجل القريب. كما أنهم يرون أن حزب الشعب يضخم الخلافات بين عمران خان ونواز شريف بهدف توزيع أصوات حزب نواز خلال الانتخابات القادمة.
موقف الجيش من الأحزاب السياسية
من المعروف أن المؤسسة العسكرية الباكستانية تحظى بنفوذ في شؤون الحكم. ويقال إن نجاح كل حكومة في باكستان يبقى رهينة إشارة الجيش. وقد أدى قائد الجيش الباكستاني الجنرال كياني دورا إيجابيا في حل الكثير من الأزمات التي نشأت خلال حكم زرداري للبلاد؛ بيد أن المؤسسة العسكرية قد أكدت أكثر من مرة بأنه لا تريد أي تدخل في النظام السياسي؛ لكن رغم ذلك يقال إن آراء المؤسسة العسكرية أقرب إلى حركة الإنصاف مقارنة بحزب الشعب وحزب الرابطة؛ لأن حزب الشعب قام بمحاولات فاشلة للتدخل في الشؤون العسكرية، بينما لا يرضى الجيش عن نواز شريف لتصريحاته العنيفة ضده وهي نابعة عما لاقاه شخصيا على أيدي الجنرال مشرف.
التحالفات المحتملة
يرى محللون أن الأشهر الثلاثة القادمة مهمة جدا للسياسة الباكستانية إذ أنها قد توضح ملامح التحالفات والائتلافات السياسية التي ستتشكل قبيل الانتخابات العامة القادمة. وذلك لأن شهر مارس القادم سيشهد انتخابات لمجلس الشيوخ، في حين تحاول أحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب نواز شريف تأجيل تلك الانتخابات حتى بعد الانتخابات العامة، علما أن نواب المجالس الإقليمية هم الذين يصوتون لمرشحي مجلس الشيوخ. وبناء عليه فإن أغلبية أي حزب في المجالس الإقليمية يؤكد فوزه في انتخابات مجلس الشيوخ. وإذا ما جرت انتخابات مجلس الشيوخ في الوضع الراهن، لن يمكن لأحد عرقلة طريق حزب الشعب لاكتساح تلك الانتخابات.
احتمال نجاح حزب عمران خان
السؤال المطروح على الساحة الباكستانية في الوضع الراهن هو هل سيبرز حزب عمران خان كقوة ثالثة نتيجة الانتخابات القادمة؟ ويرد عليه مراقبو الوضع السياسي أنه لا احتمال لذلك؛ بيد أنهم لا يرفضون احتمال كسبه لعدد من المقاعد يمنحه ثقلا في تشكيل الحكومة القادمة. يذكر أنه لم يتوقع ذلك من عمران خان قبل؛ إلا أن الأوضاع السياسية بدأت تتغير في الآونة الأخيرة بعد انضمام قيادات لحزب نواز والأحزاب الأخرى إلى حركة الإنصاف. ومن المعروف أن العملية السياسية في باكستان تبقى تحت أثر عوامل عديدة غير الأفكار السياسية. وبالتالي فإنه يمكن الفوز لأي مرشح يحظى بنفوذ في دائرته الانتخابية ولو لم ينتم إلى أي حزب سياسي.
الأحزاب الإسلامية والقومية
هذا وبقي الحديث عن الأحزاب السياسية الإسلامية والقومية في باكستان، وهي جزء من العملية السياسية في باكستان ولها نفوذها السياسي. وإن شاء الله سنلقي ضوء على هذا الموضوع في مادة أخرى.
التعليقات