ساهم كل من الإهمال الإعلامي، والأزمة المالية المستمرة في العالم منذ أكثر من سنة، بالتقليل من تمويل عمليات الإغاثة لمنكوبي الفياضانات في باكستان.

الفياضانات في باكستان

إسلام آباد:ربما كانت هناك العديد من الأسباب التي وقفت وراء النقص الذي حصل في تمويل عمليات إغاثة منكوبي الفيضانات في باكستان خلال العام الجاري. وأفادت في هذا السياق صحيفة التلغراف البريطانية بأن السبب الأول هو الاهتمام المحدود الذي تعاملت به وسائل الإعلام الدولية مع الأزمة، وذلك ربما لأنه للعام الثاني على التوالي، كان العنوان هو quot;فيضانات في باكستانquot;، ما أوحى بأن هذا الخبر ما هو إلا خبر قديم.

وتابعت الصحيفة بقولها إنه لولا الفيضانات الكبرى التي حصلت العام الماضي، لكانت ستشكل فيضانات هذا العام الكارثة الأكبر في تاريخ باكستان من حيث أعداد الأشخاص المضارين. وبدلاً من ذلك، ركزت وسائل الإعلام على قضايا عالمية أخرى، بما في ذلك كوارث أخرى مثل المجاعة بالغة الخطورة التي وقعت في شرق إفريقيا.

ومضت التلغراف تؤكد على جدوى وفاعلية الاهتمام الإعلامي، الذي لا تعرف الشعوب حول العالم بدونه تلك الفيضانات أو مدى ضخامتها، وأن ذلك يخفف من الضغوطات الملقاة على كاهل الحكومات المتبرعة لكي تبادر بالمساهمة في تقديم الإغاثة.

أما السبب الثاني، وفقاً للصحيفة، فهو المتعلق باستمرار الأزمة المالية التي استحوذت على قدر كبير من الاهتمام السياسي في العواصم المتبرعة ومددت بعض ميزانيات الدول. وربما توسعت أيضاً ميزانيات إغاثة بعض الدول استجابةَ لحالات الطوارئ في وقت مبكر من العام، بما في ذلك المجاعة التي شهدتها منطقة شرق إفريقيا.

مع ذلك، فإنه في الوقت الذي بدأت تضخ فيه الاقتصادات الأغنى في العالم مليارات اليوروهات والدولارات في العديد من البنوك وسندات الخزانة، فلا يتوجب عليها أن تنسى الاقتصادات الأفقر في العالم والعائلات الأكثر ضعفاً. ثم أوضحت الصحيفة أنه قد يكون هناك بعض القلق إزاء الفساد أو الحكم السيئ ndash; لكن هذه لا تعتبر مشكلات جديدة في باكستان ولم يمنع الناس أو الحكومات من التبرع بشكل أكثر سخاءً في الماضي.

ولم يوضح أيضاً أسباب نقص التمويل الذي تعرضت له وكالة الإغاثة المُرَاجَعة والمُنَظّمة تنظيماً جيداً مثل أوكسفام أو سيف ذا تشيلدرن أو كير، في الوقت الذي كانت تحاول أن تبقي فيه على عمليات الإغاثة الخاصة بها في باكستان. وعلى أية حال، رغم أن الفساد يمثل دائماً مبعث قلق، إلا أن النهج الصحيح هو ألا تسير بعيداً عن المشكلة وأن تترك الضحايا يعانون، بل ينبغي معالجة المشكلة مباشرةً، ومراقبة إنفاق المساعدات بعناية، والتأكد من أن الأشخاص الذين لا يعتبرون جزءً من المشكلة لا يعانون.