بعض المراقبين يرون أن قيادة بريطانيا وفرنسا افضل من قيادة الولايات المتحدة

دعت دولة عربية واحدة على الأقل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى قيادة حملة دبلوماسية ضد سوريا بعد تعاون بريطانيا الناجح مع قوى عربية لخلع العقيد القذافي، كما علمت صحيفة الديلي تلغراف. وتلقت بريطانيا اتصالاً مباشرًا وتشجيعًا للعمل بوصفها quot;كابتن فريقquot; ينسق البحث في القيام بعمل اشد حزما ضد الرئيس السوري بشار الأسد والتخطيط لرحيله المحتوم.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر دبلوماسي عربي كبير قوله quot;إن على الغرب أن يقود وعلى المجتمع الدولي أن يبحث ما ينبغي عمله حين ينهار السد في سورياquot;. وأضاف المصدر أن لدى جيران سوريا العديد من وجهات النظر المختلفة بحيث لا يمكن التنسيق بينها تنسيقا فعالاً.

وأكد المصدر quot;أن ترك الأمور بيدنا سيؤدي إلى الكثير من الألاعيب. وإذا كنتَ تحتاج إلى كابتن فريق في هذا الشأن فعليك أن تتوجه إلى الغربquot;.

وجاء هذا الطلب إلى مقر رئيس الوزراء البريطاني في وقت هاجم منشقون عن الجيش السوري موقعا في دمشق لأول مرة باستهداف مجمع لاستخبارات القوة الجوية في ضواحي العاصمة. وأعلن متحدث باسم الجيش السوري الحر أن أضرارا مادية لحقت بمبنى إداري في الهجوم الذي وقع فجرا.

في هذه الأثناء أمهلت الجامعة العربية النظام السوري ثلاثة ايام لتوقيع بروتوكول بتعلق بتنظيم بعثة من المراقبين العرب وبخلافه سيتعرض إلى عقوبات اقتصادية.

ولاحظ محللون أن التدخل العسكري في سوريا ليس موضع بحث حتى الآن خشية أن يفتح الباب لمفاجآت لا تُعرف تداعياتها. ولكن هذا الموقف يمكن ان يتغير إذا استخدم الأسد السلاح الجوي مثلا ضد المحتجين. وقال المصدر الدبلوماسي العربي إن من سيفرض منطقة حظر جوي في هذا الحالة هو quot;حلف الأطلسي أو الأمم المتحدةquot;. وأشار المصدر إلى أن نجاح التدخل العسكري في ليبيا سيكون ماثلا في الأذهان لدى تدارس هذا الاحتمال.

وكان التدخل العسكري جرى في ليبيا بقيادة الغرب ولكن أيضا بمشاركة قطر والأردن والإمارات العربية وبدعم سياسي من الجامعة العربية.

وقالت صحيفة الديلي تلغراف إن هناك تأييدا في العالم العربي للفكرة القائلة بأن يتولى كاميرون أو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قيادة quot;مجموعة اتصالquot; دبلوماسية توفر منبرا للدول الغربية والعربية ذات العلاقة تبحث فيه إشكال التحرك.

ويرى المراقبون أن هناك اعتقادا في العالم العربي بأن بريطانيا وفرنسا توفران قيادة أفضل من الولايات المتحدة بسبب قربهما وفهمهما الأكبر للمنطقة. كما أن الرئيس باراك اوباما سيكون منشغلا خلال الأشهر الأثنى عشر المقبلة بحملته للفوز بولاية ثانية.

وفي حين أن الجامعة العربية أبدت حزماً لم يُعهد له نظير تجاه النظام السوري فان هناك قلقا متزايدا من عدم وجود تصور واضح لدى المجتمع الدولي بشأن مرحلة ما بعد الأسد بعدما بات في حكم المؤكد بأن الرئيس السوري راحل عاجلا أو آجلا.

وتبدو الحكومة البريطانية قانعة الآن بتصدر الجامعة العربية التحرك الدولي حول سوريا وقيام الغرب بدور قوي في الظل. ويقول المراقبون إن تقدم بريطانيا أو فرنسا إلى موقع الصدارة سيثير شبح التدخل الغربي في دولة عربية مهمة ذات جيش كبير وأصدقاء في إيران ومتعاطفين في موسكو. ولكن إذا لم يتوقف القتل فان قيام أوروبا بدور أكبر يمكن أن يصبح واقعًا لا مفر منه.