يُرجح أن تكون أجندة زيارة أمير قطر إلى المغرب، عشية الانتخابات التشريعية، تضمنت التركيز على ملفات دبلوماسية، وإعلامية، إلى جانب الملف الاقتصادي، الذي تميز بإطلاق مشاريع سياحية بقيمة تمويل من الصناديق السيادية لثلاث دول خليجية، هي قطر، والإمارات، والكويت.


الرباط: فيما يرى مراقبون أن هذه زيارة أمير قطر، الشيخ حمد بن خلفية آل ثاني،يوم أمس الخميس أتت في ظل تسجيل تقارب كبير بين الدوحة والرباط، خاصة فيما يتعلق بالتضامن مع الشعوب المطالبة بإسقاط أنظمتها، يؤكد آخرون أنها قد تكون مناسبة لإنعاش دور الوساطة المرتقبة لقطر بين المغرب والجزائر، بخصوص تسوية ملف الصحراء.

وقال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بالرباط، إن quot;هذه الزيارة تدخل في إطار العلاقات الجديدة التي تعرفها المملكة مع مجلس التعاون الخليجيquot;، مشيرا إلى أن quot;المغرب طلب منه أن يكون عضوا كامل العضوية في المجلس، غير أنه لوحظ أن الرباط اعتذرت عن هذه العضوية، على اعتبار أن مرجعيتها الجغرافية تفرض عليها الاندماج في إطار المغرب العربيquot;.

وأوضح تاج الدين الحسيني، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن هذا المعطى لم يمنع من quot;فتح مجال التعاون والشراكة الكاملة مع بلدان الخليج العربي، في كل المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافيةquot;.

وذكر الخبير في العلاقات الدولية أن quot;هناك نوع من التقارب الواضح بين السياسات العامة في المغرب وقطر، وخاصة في المجال الدبلوماسي، إذ أن الدولتين معا دعمتا، بكل الوسائل، المجلس الوطني في ليبيا مباشرة، كما لوحظ أن الدولتين معا كانتا وراء القرار الذي تم اتخاذه في إطار الجامعة العربية، فيما يتعلق بسوريا، وأكثر من هذا كانتا من بين الدول التي قدمت مشروع القرار المعروض على الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص النظام السوري وما يجري هناكquot;.

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية بالرباط أن quot;هذا التقارب شمل عدة مجالات، بما فيها حتى الميدان الإعلامي، الذي تراجعت فيه قناة الجزيرة عن مواقفها المسبقة ضد المغربquot;.

ملف آخر يمكن أن تتضمنه أجندة الزيارة ويتعلق، حسب تاج الدين الحسيني، بالدور الذي يمكن أن تلعبه قطر quot;في وساطة مرتقبة بين المغرب والجزائر في إطار تسوية قضية الصحراء، لأنه كانت محاولات من طرف قطر في الماضي، لكنها لم تصل إلى نجاح واضح، غير أن هذا الباب يبقى مفتوحا في ظل التطورات الراهنة التي أدى إليها الربيع العربي، إلى جانب نوع المصداقية التي أصبحت تحظى بها قطر في المنطقة العربية، بشكل عامquot;.

وترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، مع الأمير مولاي رشيد، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ مصطفى جاسم الشمالي، وزير المالية ممثل دولة الكويت، الخميس، مراسم التوقيع على عقد شراكة لإنشاء الهيئة المغربية للاستثمار السياحي.

وبهذه المناسبة، قدم طارق الصنهاجي، المدير العام للصندوق المغربي للتنمية السياحية، عرضا حول الشراكة في الميدان السياحي بين المملكة المغربية و قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت.