أكد حاكم دبي ورئيس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن احتفالات بلاده بعيدها الأربعين له معان عدة، معدداً جملة من الوقائع والشواهد التاريخية التي مر بها الاتحاد طوال هذه السنوات التي أعطتها quot;نضجاًquot; وفق تعبيره.


الإمارات تعول على شريحة الشباب مستقبلا

دبي: أثارت جملة القرارات والمراسيم التاريخية التي أصدرها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الأربعاء بشأن المواطنين والمقيمين في الدولة، إضافة إلى القرارات التي أصدرها الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على مدار العام الجاري والتي هدفت إلى دعم المواطنين وخدمتهم في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية فضلا عن التخفيف من معاناة المحتاجين، موجة فرح وسعادة وبهجة عارمة في أوساط مواطني الدولة بصفة خاصة وسكانها بشكل عام، وذلك تزامنا مع احتفالات دولة الاتحاد باليوم الوطني الأربعين الذي يصادف الثاني من ديسمبر من كل عام والذي يتميز بنكهة خاصة هذا العام.

وتضمنت تلك القرارات والمراسيم التي أصدرها الشيخ خليفة أمس، زيادة رواتب جميع العاملين في الحكومة الاتحادية بزيادة تتراوح بين 35 و100%، وأن يتم معاملة أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب أسوة بالمواطنين، ومنح أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب الحق في التقدم للحصول على جنسية الدولة حال بلوغهم سن الثامنة عشرة، وإنشاء صندوق برأسمال 10 مليارات درهم يتولى دراسة ومعالجة قروض المواطنين من ذوي الدخل المحدود وإجراء تسويات للقروض الشخصية المستحقة عليهم. علاوة على زيادة قدرها 20 % من مخصصات الإعانات الاجتماعية لبعض الحالات التي تحصل على إعانات من وزارة الشؤون الاجتماعية. وإنشاء جائزة سنوية تسمى quot;جائزة رئيس الدولة التقديريةquot; وتكون في صورة وسام ومكافأة مالية.

محمد بن راشد وروح الاتحاد

ومن جهته تحدث الشيخ محمد بن راشد خلال لقائه جمعا غفيرا من الشيوخ والمسؤولين والمواطنين الإماراتيين ومئات الشباب من طلبة وطالبات الجامعات والكليات في الدولة في قاعة راشد في مركز دبي التجاري العالمي احتفالا باليوم الوطني الأربعين لدولة الامارات على مدى أكثر من ساعتين اليوم عن تاريخ الإمارات قبل وبعد قيام الاتحاد وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة وتجربته الشخصية ومعاصرته للأحداث ورؤيته حول هذا الموضوع.

واستهل ابن راشد اللقاء التاريخي بهذه النخب بقصيدة ترحيبية مختصرة عكست مشاعره الوطنية في هذا اليوم المجيد الذكرى الأربعين ليوم الدولة الوطني واعتزازه لتاريخ الثاني من ديسمبر الذي شكل نقطة تحول ومصير بالنسبة لشعب الإمارات وقيادتها.

وقال ابن راشد مخاطبا الحضور خاصة شباب وبنات الوطن الذين ولدوا بعد قيام الاتحاد بسنوات طويلة quot;إن الإنسان يبلغ رشده ويشتد عضده عند سن الأربعين وما فوق، ولهذا فإن الله أنزل الوحي والرسالة على النبي محمد وهو في عمر الأربعينquot;.

واعتبر ابن راشد أن احتفال شعب الإمارات بيوم دولته الوطني الأربعين بأنه ناضج كون الإمارات حققت الكثير من الإنجازات الوطنية والحضارية والإنسانية وباتت لا تنافس الآخرين بل ملاحقة من الدول الأخرى كي يقتدوا بها ويتعلموا من دروسها وتجربتها الطويلة التي لم تكن يوما طريقها مفروشة بالورود كما يتصور بعض الشباب الذين ينعمون اليوم بخيرات ومكتسبات دولتهم وحضارتها وتقدمها على غير صعيد، بل كانت تجربة شاقة ومحفوفة بالإرهاصات والعقبات المادية والمعنوية والتأثيرات الخارجية التي لولا الشيخ زايد والشيخ راشد وإصرارهما ووطنيتهما لما قام الاتحاد ولا يعيش الإماراتيون الآن في ظل دولة قوية وعصرية منفتحة على العالم بكل ثقافاته وانتماءاته.

وأشار ابن راشد إلى أهم وأعظم الإنجازات التي تحققت لدولة الإمارات في عهد زايد وراشد والآن في عهد الشيخ خليفة بن زايد هو الإنسان وخاصة شريحة الشباب من أبناء وبنات الوطن الذين يشكلون النسبة الأكبر من مواطني الدولة ذات الأربعين ربيعاً، وأردف قائلا quot;إن شريحة الشباب هم المستقبل ونحن كقيادة نعول عليهم كثيراً لأن المستقبل لهم وعليهم تقع مسؤولية أخذ زِمام المبادرة لصنع مستقبلهم ومستقبل الأجيال اللاحقة والوصول إلى الأهداف الوطنية وتحقيق آمال شعبنا وطموحاتهquot;.

كما أعرب عن تفاؤله بأن الإمارات في عمر الخمسين عندما تحتفل بيوبيلها الذهبي ستكون من الدول الأوائل وشعبنا سيكون وعزيمة شبابه ودعم قيادته هو الأول بين الشعوب.

وتحدث ابن راشد من ذاكرته عن الاتحاد ومسيرة الدولة قبل قيام الاتحاد ، مشيرا إلى أنه عايش الاتحاد وحضر جميع اجتماعات الشيخ زايد والشيخ راشد، موضحا أن الاتحاد تعثر اكثر من مرة ووصل الى حافة الهاوية لولا زايد وراشد.

وأوضح أن اكثر عدد من المواطنين في دولة الامارات هم أقل من 25 سنة ما يعني انهم ولدوا في الاتحاد.

كلمة مستحيل لم تعد مدرجة في أجندة دولة الإمارات

طالبة إماراتية تسأل ابن راشد: هل كنت تتوقع ذلك التطور يا محمد؟

واستطرد ابن راشد قائلا quot;كنت مع أخي نهيان بن مبارك في جامعه زايد فسألتني إحدى الطالبات سؤالا جميلا: يا محمد لما أنت كنت طالبا كنت تتوقع اللي احنا وصلنا له هذا.. وقفت وقلت نعم أنا عندي أحلام وأحلامي كبيرة فكنت أحلم.. هل سيكون عندنا شوارع وهل سيكون عندنا وزارات وهل سيكون لدينا علم في الأمم المتحدة وهل سيكون لينا كيان واحد؟. كنت دائما أتمنى وكان طموحي دائما كبيرا، وكان لما الواحد يبني مدرسة أو مستوصفا كان هذا حلما كبيرا ذات يومquot;.

مضيفا أنه كان لديهم دائما الإصرار والبصمة الوراثية التى صنعها أهل الإماراتيين واجدادهم وامهاتهم ايضا، وأنه كان لهؤلاء تأثير كبير على حركة التطور في الدولة منذ القدم عبر البصمة الوراثية والعزيمة القوية.

ووجه ابن راشد كلامه للشباب الحضور قائلا quot;أقول لكم إن الانسان عليه ألا ييأس من العمل وعليه أن يظل صامدا وطموحا دائما، وأن يسيروا على درب البصمة الوراثية نفسها التي ورثها الشعب الاماراتي من أجداده وأمهاته.

ولفت ابن راشد إلى أن بعض الغربيين يتهمون الإماراتيين بأن الدولة لا تمتاز إلا بالنفط، قائلا إن هناك دولا كثيرة سبقتنا بالنفط لكن لم تحقق ما وصلنا إليه، مبينا ان الاماراتيين حققوا كل ذلك التطور والتقدم من خلال العمل والجهد والصبر، وأن النفط عنده يشكل وسيلة من ضمن عدة وسائل ساهمت في الوصول لتحقيق هذه التنمية، وأن العمل والاخلاص وحب الوطن هو الذي أوصل الدولة لهذه المرحلة المذهلة.

وقال في ختام حديثه quot;إن الأمل في الشباب لاستكمال تلك المسيرة الرائعة لدولة الإمارات في المستقبل، والسير بها نحو الأمامquot;.

الاحتفال لا يقتصر على رفع الشعارات والزينة

إنجازات دولة الاتحاد

في كلمته اليوم الخميس بمناسبة اليوم الوطني الأربعين قال الشيخ محمد بن راشد إن 40 عاما من الإنجازات الوطنية الشاملة التي تحققت لشعب الإمارات ولدولة الاتحاد التي باتت باعتراف القاصي والداني دولة التميز والريادة في شتى الميادين، لم يتحقق ولا يمكن تحقيقه دون رؤية صائبة وبعيدة المدى معززة بالعزيمة والإرادة التي تقهر المستحيل لأن كلمة مستحيل لم تعد مدرجة في أجندة دولة الإمارات.

مضيفا أن أربعين عاما ومنذ بزوغ فجر الثاني من ديسمبر عام 1971 لم تتوقف عجلة التنمية التي أدارها الراحل الشيخ زايد بدعم ومؤازرة الراحل الشيخ راشد، وأكد أن المسيرة مستمرة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبطاقات أبناء وبنات شعب الإمارات في كل مواقع العمل والإنتاج، وصولا إلى ما يطمح إليه من مستقبل مزدهر حافل بالآمال والتطلعات التي ستترجم إلى حقائق وإنجازات على الأرض تقطف ثمارها أجيال شعبنا اللاحقة.

وأضاف ابن راشد quot;نحن سنترك لهذه الأجيال الوطنية الواعدة إرثا حضاريا وثقافيا وإنسانيا ليس من السهولة بمكان التفريط بهذا الإرث العريق، لأنه في صلب ذاكرة شعبنا، وعلى الجميع إحياء هذه الذاكرة من خلال الاحتفال بمناسباتنا الوطنية وعلى رأسها يومنا الوطني المجيد نظرا لما ينطوي عليه هذا اليوم من معان وطنية سامية أهمها الولاء للوطن وقيادته التي أجزلت العطاء في الماضي وما انفكت تحرص وتعمل على كل ما من شأنه توفير الأمن والإستقرار والحياة الكريمة لأبناء وبنات شعبنا على امتداد حدود الوطن الغاليquot;.

وأشار إلى أن احتفالات شعب الإمارات بيوم دولتهم الوطني كل عام يرافقها إضافة لبنة أو لبنات جديدة إلى بنيان الدولة الشامخ، مبينا أن الاحتفال لا يقتصر على رفع الشعارات والزينة وتعطيل العمل في الوزارات والمؤسسات الوطنية، بل هو احتفال بما تم انجازه من مرافق إنسانية وعمرانية وثقافية وخدمية وصحية وتعليمية كلها توظف في خدمة المواطن وإسعاده لأن الوطن لا يبنى بالعمارات، بل يبنى ويعلو بناؤه بالإنسان المستقر المتعلم القادر على حماية وطنه والحفاظ على سمعته وإنجازاته والدفاع عن مكتسباته الوطنية ليس بقوة السلاح أو بإرادة القوة بل بالعلم والإبداع والتفوق.