مسيحيون في عنكاوا يحتفلون بأحد أعيادهم

لجأت فعاليات شعبية إلى مهاجمة الأندية الليلية ومحلات الخمور ومراكز التدليك، وإحراقها بعد التحدث عن آثارها الأخلاقية على المجتمع. وقال مواطنون من بلدة عنكاوا إن أراضي البلدة تتعرض إلى نهب منظم وطالبوا بوقف أعمال التشويه والإنتهاكات في المنطقة.


أسامة مهدي : في موجة اعتراضات على ما يقولون إنه انتشار لمحلات الخمور والأندية الليلية المشبوهة ومراكز التدليك في مدن اقليم كردستان العراق، فقد لجأت فعاليات شعبية إلى مهاجمة هذه المراكز وتحطيم بعضها وحرق الآخر، الأمر الذي أدى إلى تأزم الأوضاع إثر اعتقال قيادات في الإتحاد الإسلامي الكردستاني اليوم السبت لاتهامهم بالوقوف وراء الهجومات، فيما طالب مواطنون في مذكرة إلى رئاسة الإقليم وحكومته بالعمل على وقف عمليات استيلاء مسؤولين وانصار لهم على مساحات واسعة من الاراضي من دون حق.

وقال مواطنون من بلدة عنكاوا في محافظة اربيل عاصمة اقليم كردستان وخارجها في مذكرتهم التي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منها، إن أراضي البلدة تتعرض إلى نهب منظم ومشين من قبل المسؤولين والمحسوبين عنهم، حيث يجري توزيع عشوائي للأراضي إلى آلاف من غير المستحقين بينما هناك كثيرون من أهل البلدة لم يستفيدوا من أرض آبائهم وأجدادهم حتى أن كثيرين منهم خارج العراق وليسوا من أهل عنكاوا استملكوا قطع أراض سكنية كونهم محسوبين على هذا المسؤول أو ذاك.

وأشاروا إلى أنه بمجرد حلول المساء تجتاح مئات السيارات القادمة من خارج عنكاوا المدينة قاصدة محلات الخمور والكافتريات quot;التي جرى نشرها بشكل غير حضاري ومتخلف داخل المناطق السكنية ما يسبب خناقاً حاداً لحركة المرور وشلها بشكل كاملquot;. ومن جهتهم أكد سكان عنكاوا المغتربون تأييدهم مع الحركة المطلبية التي يقودها شباب المدينة ومنظمات المجتمع المدني، من أجل الوقف الفوري والعاجل للإنتهاكات المختلفة التي تتعرض لها المدينة باسم quot;التمدنquot; وquot;العلمانيةquot;.

وقالوا إنهم في الوقت الذي يعبرون فيه عن دعمهم للحركة الإصلاحية التي أعلن عنها رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وتأييدهم لنظام ديمقراطي علماني تعددي يسوده القانون في إقليم كردستان فإنهم يرفضون بشدة التشويه الإجتماعي والعمراني والبيئي الذي يطال عنكاوا حيث افتتح خلال السنوات القليلة الماضية العشرات من البارات والنوادي الليلية المشبوهة، والكازينوهات داخل المناطق السكنية، وبين البيوت، وقرب دور العبادة، في تحد صارخ للقانون ولكل الأعراف والقيم، دون أن يكترث أحد، بالمعاناة التي تسببها للمواطنين الذين يعانون الصخب والضجيج الذي تُحدثه، والاعتداءات المتكررة من قبل مريديها المسلحين بأغلبهم، علماً أن الأكثرية من أصحابها وزبائنها، ليسوا من سكان المدينة.

وعنكاوا بلدة تقع شمال العراق ضمن منطقة إقليم كردستان في محافظة أربيل، و يبلغ تعداد سكانها حوالى 20 الف نسمة معظمهم من الكلدان الآشوريين من أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. وتتميز المدينة بوجود العديد من الكنائس الحديثة والقديمة إضافة إلى المطاعم والمرافق السياحية المتنوعة. وتحولت عنكاوا إلى مركز جذب للمهجرين المسيحيين من المناطق الساخنة في العراق بعد دخول القوات الأميركية إلى البلاد عام 2003 وذلك للاستقرار النسبي الذي تتمتع به البلدة ولتركيبتها السكانية المتميزة حيث إن الغالبية العظمى من سكانها مسيحيون.

واستطرد موقعو المذكرة قائلين إنه في إطار الإصلاح الذي أعلن عنه بارزاني، فقد جرت بعض التغيرات الأدارية في عنكاوا، دون أن تصل إلى مستوى طموح الناس، لأنها شكلية، لذلك فإن معيار الجدية في الإصلاح هو أن يجري محاسبة كل المسؤولين الفاسدين على أرض الواقع وليس شكليا. وطالبوا بالإغلاق الفوري والعاجل لجميع البارات والكازينوهات الواقعة داخل المناطق السكنية، وقرب المدارس، وليس فقط قرب دور العبادة والأماكن العامة، وتوفير السكن لشباب عنكاوا وضمان مستقبلهم في أرضهم وبلدتهم ومسقط رأسهم، ووقف التجاوزات والمساطحات لما تبقى من أراضي وعقار عنكاوا و استرجاع ما وهب منه بغير حق. كما شددوا على ضرورة ايقاف عمليات التغيير السكاني لمجتمع المدينة وتعويض أهالي عنكاوا وفلاحيها عن أراضيهم التي تم إطفاؤها سواء لانشاء مطار أربيل الدولي، أو غيرها من المشاريع ومحاسبة المسؤولين المقصرين، ممن الحقوا اضرارا مادية وادبية ومعنوية بعنكاوا واهلها وتقديمهم للقضاء العادل.

كما دعوا إلى تطوير اداء الأجهزة الأمنية في عنكاوا والتشديد على مهنيتها وكفاءتها وحياديتها، ومحاسبة العناصر الحالية المتورطة بحماية المعتدين في اكثر من حادثة والحد من وضع أبراج الاتصالات بين البيوت السكنية لما تسببه من أضرار مستقبلية جسيمة ومراجعة مواقع ما نصب منها إضافة إلى العمل على تشريع القوانين التي تشجع المغتربين على العودة إلى الوطن، والمساهمة في بنائه بشكل صحيح. ووقع المذكرة مسؤولو نادي بابل الكلداني في اسكلستونا في السويد والنادي العنكاوي الشقلاوي في ستوكهولم ونادي عنكاوا الاسترالي وشباب جمعیه zwnj;عنکاوا الکندیهzwnj; وشباب جاليتنا في هولندا وفي المانيا.

وعلى الصعيد نفسه تعرض عدد من مراكز التدليك ومحال بيع المشروبات الكحولية في قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك في إقليم كردستان أمس إلى هجوم من قبل متظاهرين بعد صلاة الجمعة بعد ان تحدث عدد من خطباء الجمعة عن الآثار الأخلاقية والدينية السيئة لمراكز التدليك، وانتشارها في الإقليم معتبرين ذلك مخالفة لتعاليم الإسلام وبعد انتهاء الصلاة توجه عدد من المصلين إلى مراكز التدليك في المدينة.

وقذف المتظاهرون هذه المراكز بالحجارة ثم توجهوا فيما بعد إلى محال بيع المشروبات الكحولية ايضاً وأحرقوا عشرة منها وسيارتين لأحد الأندية السياحية في المدينة. وقد أصيب عدد من رجال الشرطة خلال عمليات هجوم المتظاهرين على هذه المراكز.

وإثر ذلك قامت القوات الأمنية الكردية اليوم السبت باعتقال عدد من قيادات الإتحاد الاسلامي الكردستاني ومنهم رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد النائب نجيب عبدالله لاتهامهم بالوقوف وراء مهاجمة محلات بيع الخمور ومراكز التدليك. وقد هدّد الإتحاد بالخروج من الكتلة الكردستانية في مجلس النواب التي تضم الأحزاب والقوى الكردية الفائزة في الانتخابات.

وزاخو مدينة تقع في كردستان العراق قرب حدود الإقليم الشمالية مع تركيا ويمر عبر مدينة زاخو نهر الخابور الذي يأتي من تركيا. ويعيش في المدينة اليوم خليط من الأكراد المسلمين وهم يشكلون غالبية سكان زاخو ومسيحيين ينقسمون إلى كلدان كاثوليك وسريان أرثوذكس وأرمن كما أن هناك بعض القرى من الأكراد اليزيديين بالقرب من المدينة.

وتعتبر زاخو من المدن المحافظة إسلاميا ويعد جسر دلال (العباسي) من أبرز معالم المدينة التاريخية كما يوجد في المدينة تمثال السياسي الكردي المعروف الراحل صالح اليوسفي. ويطل على مدينة زاخو جبل بيخير الذي تكثر حوله الروايات عن طوفان النبي نوح، ومن النواحي التابعة لقضاء زاخو: هيزاوا ودركار عجم وباتيفا.