في جلسة اليوم من مؤتمر quot;الخليج والعالمquot; دعا الرئيس السابق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل الاثنين إلى احتمال أن تسعى المملكة إلى امتلاك أسلحة نووية، لأن العالم فشل في اقناع إسرائيل وإيران بالتخلي عنها، مبينًا أن دول مجلس التعاون الخليجي يجب أن تكون فاعلة وقوية فيكل التفاعلات الدولية حول قضايا المنطقة.

الأمير تركي الفيصل


الرياض: في جلسة اليوم من مؤتمر quot;الخليج والعالمquot;، التي حضرها الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية السعودي، والأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف، وعدد من السفراء في السعودية، ألمح الرئيس السابق للاستخبارات السعودية الامير تركي الفيصل الاثنين إلى احتمال أن تسعىالسعودية إلى امتلاك أسلحة نووية، لأن العالم فشل في إقناع إسرائيل وإيران بالتخلي عنها.

وقال تركي الفيصل أمام المشاركين في مؤتمر quot;الخليح والعالمquot; في الرياض quot;فشلت جهودنا وجهود العالم في إقناع اسرائيل بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل، وكذلك بالنسبة إلى تسلح إيران بالاسلحة نفسها (...) فلا بد لنا، بل من واجبنا تجاه أوطاننا وشعوبنا أن ننظر فيكل الخيارات المتاحة، ومن ضمنها حيازتنا تلك الأسلحةquot;.

وأضاف أن quot;أمن أي منا هو أمن لنا كلنا، واستقرار أيّ منا هو استقرار للجميع، وأي مصيبة تصيب أيًا منا هي بلاء على الجميعquot;.

إلى ذلك، قال الفيصل إنه quot;علينا الالتفات أيضًا إلى أوضاعنا الداخلية في دولنا، والتفكير في مستقبلها، وإجراء ما تتطلبه المرحلة من إصلاحات علىكل الأصعدة لتحصين داخلناquot;، مؤكدًا أنه quot;لن تكون هناك فاعلية خارجية من دون داخل فاعلquot;.

وقال الفيصل quot;إن دول مجلس التعاون الخليجي يجب أن تكون فاعلة وقوية فيكل التفاعلات الدولية حول قضايا المنطقة، وألا تكون مُرتهنة لتقلبات السياسة الدوليةquot;.

وأضاف في الكلمة التي ألقاها اليوم خلال الجلسة السادسة والأخيرة من جلسات منتدى الخليج quot;الخليج والعالمquot; تحت عنوان quot;التوقعات والنظرة إلى المستقبلquot;، إننا، وبعد أكثر من ثلاثين عاماً من تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مطالبون بإعادة التفكير في أهدافنا للتكامل والتنسيق بين دولنا للارتقاء بها وبدورها في العالم؛ ولاسيما أنَّ الظروفَ والتطوراتِ المحليةَ والإقليميةَ والدوليةَ تفرض ذلكquot;.

ولفت الفيصل الإنتباه إلى أهمية قراءةَ منطقتنا لمتغيراتِ عالمنا المعاصر وما شهده من تحولات جذرية على الصعد كافة: الفكرية، والإعلامية، والسياسية، والاقتصادية، والمالية، والاجتماعية، والأمنية، لأنها بمثابة التحديات للجميع، إلى جانب قراءة التعاملِ معها وتوجيهها نحو الخير إن كانت خيراً، وتجنُّب شرِّها إن كانت شرّاً.

وأفاد أن دول المجلس ملتزمة بإقامة منطقة في الشرق الأوسط محظورة الأسلحة ذات الدمار الشامل، مشيراً إلى أنه يجب على دول المجلس أن تتقدم في مسيرتها كتكتلٍ إقليميٍّ متحدٍ، يسير بثقة ليكون قوةً مكتملةَ العناصرِ، وتعمل للخير في هذا العالم، وإجراءُ ما تتطلبه المرحلةُ من إصلاحاتٍ على الصعد كافة.

وأبرز المتحدثون في كلماتهم أهمية دور دول مجلس التعاون في استقرار المنطقة، والتحديات التي تواجهها في المستقبل، وكيفية مواجهتها.

وكان منتدى الخليج (الخليج والعالم) الذي ينظمه معهد الدراسات الدبلوماسية في وزارة الخارجية السعودية في الرياض بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث في دبي في جلسته الرابعة ناقش أمس الأحد موضوع (تحولات القوى العالمية ودور القوى الصاعدة)، برئاسة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله.

واستعرض مستشار الأمن القومي في جمهورية الهند شيفشنكار مانون خلال الجلسة التحولات السياسية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، ودور الدول النامية في آسيا كقوة ناشئة في تأثيرها على الاقتصاد.

وبيّن مانون أن النمو الاقتصادي في الهند يبلغ 14 % من الدخل القومي،مشيراً إلى أن عدد الهنود في دول مجلس التعاون الخليجي يبلغ أكثر من 6 ملايين هندي، يقومون بتحويلات مالية تبلغ أكثر من بليون دولار سنوياً.

فيما تحدث مساعد وزير خارجية جمهورية سنغافورة في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة التحديات الاقتصادية والسياسية وتأثيرها على دول شرق آسيا، مبيناً أن التوازن الاقتصادي في أي دولة لا بد أن يمر بمنظومة عمل دقيقة تتناسب مع سياسة التوازن.

ويركز المنتدى خلال أعماله على أهمية ومستقبل علاقات دول المنطقة مع بقية دول العالم، ورصد المستجدات والتطورات التي تشهدها الساحة الدولية، وتقويمها، وإبراز موقفها منها، إلى جانب تسليط الضوء على علاقات دول مجلس التعاون الخليجي مع المؤسسات الدولية المختلفة، والدور الذي يتعيّن على دول المجلس أن تضطلع به في المرحلة المقبلة.