طائرة من طراز آر كيو - 170

أوضح مسؤولون أميركيون أن الطائرة التي أسقطت في إيران كانت في مهمة للسي آي ايه، وسط مخاوف من استغلال تقنياتها من قبل الإيرانيين. كما إنه لم يعرف ما إن كانت مهمة الطائرة قد جعلتها تمرّ من هناك أم أنها ضلّت طريقها.


القاهرة: قال مسؤولون أميركيون كبار إن الطائرة الآلية المراوغة لأجهزة الرادار التي أُسقِطت قبل عدة أيام في إيران كانت في مهمة تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية السي آي إيه.

وهو الأمر الذي جاء ليثير مخاوف من أن التكنولوجيا المتطورة لتلك الطائرة التي تعمل من دون طيار قد تُستَغل من جانب طهران أو يتم تقاسمها مع منافسين آخرين للولايات المتحدة. وأوضح المسؤولون أنه لم يعرف ما إن كانت مهمة الطائرة قد جعلتها تمر فوق إيران أم أنها ضلّت طريقها هناك مصادفةً بسبب عيوب تقنية.

ونقلت في هذا السياق اليوم صحيفة quot;لوس أنجلوس تايمزquot; الأميركية عن أحد هؤلاء المسؤولين، الذي رفض الكشف عن هويته نظراً للسرية، قوله إنه رغم تكليف الطائرة بتنفيذ مهمة للسي آي إيه، إلا أن موظفي الجيش الأميركي شاركوا في تشغيل الطائرة.

وتابعت الصحيفة بقولها إن تلك الطائرة النفاثة، من طراز آر كيو - 170 / سينتينال، تعتبر واحدة من أكثر القطع تطوراً في ترسانة الأسلحة الأميركية، فهي مزوّدة بتكنولوجيا التسلل ومجموعة من الأنظمة الحاسوبية المتطورة التي تمكّنها من الاختراق في أعماق الأراضي التي تتبع الأعداء دون أن يتم الكشف عنها. وقد تم استعراض قدراتها خلال الغارة التي استهدفت المجمع السكني الذي كان يقيم فيه زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، حيث قامت برصد ومراقبة للعملية بأكملها.

ومضت quot;لوس أنجلوس تايمزquot; تقول إن الإمكانات الكاملة لتلك الطائرة كانت سراً من الأسرار المفروض عليها رقابة شديدة، ولم يكشف البنتاغون عن سعرها، أو حجمها، أو سرعتها القصوى. لكن مسؤوليه اعترفوا بأنها قد تكون الآن في أيدي الإيرانيين.

وقال جون كيربي، ناطق باسم البنتاغون يوم أمس:quot;أعتقد أننا نشعر دائماً بالقلق عندما تكون هناك طائرة، سواء كانت مزودة بطيار أو كانت آلية، ونفقدها، خاصة إن كانت المواجهة تحدث في مكان يتعذر علينا الوصول إليهquot;. بينما قال بيتر سينغر، مؤلف كتاب quot;Wired for Warquot; الذي يتحدث عن الحرب الروبوتية، إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرات داخل أراضي الأعداء، بل إن طائرة آر كيو ndash; 170 تمثل الجيل القادم من الطائرات التي تعمل من دون طيار.

وأضاف سينغر quot;تلك الطائرة مزوّدة بمجموعة من النظم التي لن تفيد إيران كثيراً، لكنها قد تكون بمثابة منجم ذهب بالنسبة إلى حلفاء لها مثل الصين وروسياquot;. ومقابل ذلك، أبدى خبراء آخرون في مجال الطيران شكوكهم حيال هذا الأمر. ونقلت الصحيفة هنا عن لورين طومبسون، محلل متخصص في السياسات الدفاعية لدى معهد ليكسينغتون في أرلينغتون، قوله:quot; لا أظن أن ذلك يشكل خنجراً موجهاً نحو قلب الديمقراطية. فمسؤولو الاستخبارات العسكرية الأجنبية يعلمون الكثير عن تلك الطائرةquot;.

وكانت القوات الإيرانية المسلحة قد أعلنت أول أمس عن إسقاطها طائرة أميركية من طراز آر كيو ndash; 170 انتهكت أجواءها بطول الحدود الشرقية. بينما قالت القوة التي تقودها أميركا في حلف شمال الأطلسي في الجارة أفغانستان إن السلطات الإيرانية ربما كانت تتحدث عن طائرة استطلاع آلية أميركية ضلت طريقها خلال تنفيذها مهمة في غرب أفغانستان نهاية الأسبوع الماضي، لكنها لم تؤكد نوعية الطائرة التي أُسقِطَت.

ونوهت الصحيفة من جهتها إلى أن بيان قوات الناتو بهذا الخصوص كان غامضاً في ما يتعلق بهوية الجهة التي كانت تشغِّل الطائرة. وفي غضون ذلك، رفض ناطقون باسم السي آي إيه والبيت الأبيض والبنتاغون ولجان الإشراف الاستخباراتي في الكونغرس، أن يدلوا بتعليقات على تلك الواقعة. ورغم حالة السرية التي حاولت أميركا فرضها على ما تتمتع به تلك الطائرة من قدرات، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أنها مزوّدة بأحدث أجهزة الاستشعار والكاميرات المتطورة التي يمكنها التنصت على محادثات تتم عبر الهواتف المحمولة وهي تحلق على بعد أميال فوق الأرض أو استنشاق الهواء وتحديد أعمدة الدخان الكيماوية التي قد تنبعث من مختبر نووي تحت الأرض.

هذا وقد اعترف مسؤول أميركي على دراية بقطاع الاستخبارات أن فقدان طائرة من تلك النوعية يعتبر اختراقاً أمنياً كبيراً. ولم يكشف هذا المسؤول، غير المخول له بالتحدث علناً عن المعلومات الموجودة لديه بهذا الخصوص، عن الطريقة التي سقطت من خلالها الطائرة في أيدي الإيرانيين، وإن أكد أنها (الطائرة) سليمة إلى حد كبير.