جدّد نيوت غينغريتش، المرشح الأوفر حظًا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية مساء السبت، وصف الفلسطينيين بأنهم مجموعة إرهابيين وشعب تم اختراعه، ليهدد بذلك حلّ الدولتين، ويوجّه ضربة إلى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.


تصريحات الجمهوريّ نيوت غينغريتش حول الفلسطينيين تخلّف جدلاً واسعًا

دي موين: أكد نيوت غينغريتش المرشح الأوفر حظًا للفوز بترشيح الجمهوريين لانتخابات الرئاسة الأميركية في 2012، مساء السبت المواقف التي أطلقها حول الفلسطينيين، معتبرًا أنهم quot;إرهابيونquot;.

وكان غينغريتش، الذي يحمل شهادة جامعية عليا في التاريخ، صرّح أمس quot;نحن أمام شعب فلسطيني تم اختراعه، هو في الواقع جزء من العالم العربي، وينتمي تاريخيًا إلى المجتمع العربيquot;.

وردًا على سؤال عن هذه التصريحات المثيرة للجدل، قال غينغريتش في مناظرة للجمهوريين السبت quot;هل ما قالته صحيح في الواقع؟ نعمquot;. وأضاف إن quot;أحدًا ما يجب أن يملك الشجاعة لقول الحقيقة السبت. إنهم إرهابيون، ويعلّمون الإرهاب في مدارسهمquot;.

وامتنع المرشحون الخمسة الآخرون عن الموافقة على هذه التصريحات، لكنهم أكدوا دعمهم لإسرائيل.

وقال ميت رومني quot;أعتقد أننا نتمتع بالحكمة لدعم حليفتنا إسرائيل، وعدم الذهاب أبعد من ذلك معهمquot;، متهمًا غينغريتش بالسعي quot;إلى إجراء مفاوضات بدلاً من الإسرائيليينquot;.

أما رون بول المؤيد بشدة لانعزال الولايات المتحدة، فقد رأى أن تصريحات غينغريتش تقود بطبيعتها الولايات المتحدة إلى quot;متاعبquot;.

وأثار نيوت غينغريتش جدلاً حادًا بوصفه الفلسطينيين بأنهم quot;مجموعة إرهابيينquot; وشعب quot;تم اختراعهquot;، ليهدد بذلك حل الدولتين، وليوجّه ضربة إلى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

وتتبنى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط منذ التسعينات، وفي عهد مختلف الرؤساء، أكانوا ديموقراطيين أو جمهوريين، فكرة قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل لحل قضية الشرق الأوسط.

إلا أن رئيس مجلس النواب السابق سخر من جهود إدارة الرئيس أوباما لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وذلك في مقابلة أجرتها معه محطة quot;جويش تشانلquot; اليهودية، معتبرًا أن أوباما وإدارته quot;واهمانquot; بشأن الوضع في الشرق الأوسط.

وقال غينغريتش، الذي يحمل شهادة جامعية عليا في التاريخ، quot;نحن أمام شعب فلسطيني تم اختراعه هو في الواقع جزء من العالم العربي، وينتمي تاريخيًا إلى المجتمع العربيquot;.

والسبت، أكد ار سي هاموند المتحدث باسم غينغريتش في بيان أن المرشح quot;يدعم سلامًا تفاوضيًا بين إسرائيل والفلسطينيين، يشمل بالضرورة اتفاقًا بين إسرائيل والفلسطينيين على حدود دولة فلسطينيةquot;.

وأضاف هاموند quot;لكن، لفهم ما هو مطروح، ويتم التفاوض عليه، عليكم فهم عقود من التاريخ المعقد. هذا بالضبط ما كان يشير إليه غينغريتشquot; في مقابلة الجمعة.

واعتبر غينغريتش في تصريحاته أيضًا أن الفلسطينيين quot;كان بإمكانهم الذهاب إلى أي مكان. لكننا، ولعدد من الأسباب السياسية، أبقينا على هذه الحرب ضد إسرائيل منذ الأربعينات، وأنا أجد أن هذا أمر مأساويquot;.

وقد أثارت هذه التصريحات استنكارًا شديدًا لدى الجانب الفلسطيني. ودعا رئيس الوزراء سلام فياض غينغريتش إلى الاعتذار عن هذه الأقوال، التي اعتبرها quot;قمة في الإسفاف والترخصquot;.

وقال فياض quot;على المرشح الأميركي نيوت غينغريتش وأمثاله أن يراجعوا التاريخ، لأنه يبدو أن ما يعرفه عن التاريخ هو تاريخ الحقبة العثمانية، وهذا بكل تأكيد إنكار لحقائق تاريخية، وهو مرفوضquot;.

وقد اعتبر غينغريتش، الذي سينافس باراك أوباما في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 إذا فاز في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، التي تنظم في كل ولاية في النصف الأول من السنة، أن رؤيته للعالم quot;قريبة جدًاquot; من نظرة رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو.

وحتى الثمانينات، كان العديد من القادة الإسرائيليين، وخاصة رئيسة الوزراء غولدا مائير (1969-1974) ينكرون وجود شعب فلسطيني، وهو موقف لم يعد يتبناه حاليًا سوى اليمين الأكثر تطرفًا.

زيادة في التنكيل، وصف غينغريتش الفلسطينيين بـquot;الإرهابيينquot;. وقال إن quot;الحياد بين ديموقراطية تحترم دولة القانون ومجموعة إرهابيين تطلق صواريخ كل يوم ليس حيادًا، بل تشجيع للإرهابيينquot;.

لكن السناتور الديموقراطي كارل ليفين أعرب عن أسفه لتصريحات غينغريتش، التي quot;لا تقدم حلولاً - بل وقود ونارquot;.

وقال ليفين، وهو يهودي، إن quot;الغالبية العظمى من اليهود الأميركيين والحكومة الإسرائيلية نفسها يلتزمون بحل قائم على دولتين، يحيا بمقتضاه الإسرائيليون والفلسطينيون جنبًا إلى جنب كجيران في سلامquot;.

واعتبر أن quot;غينغريتش يسعى عبر التهكّم إلى جذب الانتباه إليه، من خلال إطلاق تصريحات تشيع الانقسام، وتترك آثارًا مدمّرةquot;.

وخلال ندوة نظمها quot;الائتلاف اليهودي الجمهوريquot; في واشنطن خلال هذا الأسبوع، ندد المرشحون الجمهوريون، ومن بينهم غينغريتش، بنقص في دعم إدارة الرئيس باراك أوباما لإسرائيل.

إلا أن أحدًا منهم لم يشكك بهذه الطريقة المباشرة، كما فعل غينغريتش في شرعية رغبة الفلسطينيين في إقامة دولتهم.