تؤيّد شخصيات بارزة دعوة القيادي الشيعي مقتدى الصدر القوى السياسية العراقية إلى توقيع ميثاق شرف لمرحلة ما بعد الإنسحاب، على اعتبار أنها محاولة لإنقاذ العملية السياسية، ومواجهة التحديات التي سيخلّفها خروج الجيش الأميركي، وكذلك لمواجهة التطورات الإقليمية.
علاوي والصدر في النجف |
بعد يوم من إطلاق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعوته القوى السياسية إلى توقيع ميثاق شرف لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي، فقد بدأت هذه الدعوة تلقى دعمًا واسعًا من هذه القوى وشخصياتها، التي اعتبرتها محاولة لإنقاذ العملية السياسية بعد الانسحاب ومواجهة التطورات الإقليمية وإدارة العراق بروح الشراكة ومنع الدكتاتورية.
وأشارت إلى ضرورة التزام الكتل السياسية بمبادئ الشرف من دون تسويف أو مماطلة انطلاقاً من أهدافه الساعية إلى اعتباركل الطوائف الدينية والأقليات الإثنية أخوة في الوطن والإنسانية، ولايجوز التعدي عليهم، مهما كان دينهم أو مذهبهم أو قوميتهم.. إضافة إلى إقامة صلاة الجمعة والجماعة الموحدة في المساجد والحسينيات من أجل توطيد الوحدة الإسلامية والوطنية.
القائمة العراقية
وأكدت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي تأييد دعوة الصدر إلى إقرار ميثاق شرف وطني، يقوم على أساس الحوار والتوافق بين الكتل لإدارة العراق بعد الانسحاب الأميركي، موضحًا أن هذه الدعوة تأتي من قراءة عميقة ودقيقة للحفاظ على مسار الديمقراطية، ومنع الدكتاتورية في العراق، وإيجاد منطلق وطني مشترك بين الكتل لما بعد الانسحاب الأميركي.
أبدى هاني عاشور مستشار القائمة العراقية في تصريح مكتوب تلقته quot;إيلافquot; اليوم استعداد قائمته لبحث آلية إقرار الميثاق والبنود التي يجب أن يتضمنها لضمان استقرار العراق. وقال إن هذه الدعوة وما سبقها من دعوات إلى الطاولة المستديرة، أطلقها عمّار الحكيم (رئيس المجلس الأعلى الإسلامي) ودعوة الرئيس جلال طالباني إلى الحوار بين الكتل السياسية، تنطلق من استباق فكري وقراءة دقيقة للواقع العراقي بعد الانسحاب، وما يجب أن يكون عليه الوضع العراقي لمواجهة التحديات المستقبلية بعد الانسحاب الأميركي، ومواجهة التطورات الإقليمية لإدارة العراق بروح الشراكة، ومنع الدكتاتورية.
وأشار عاشور إلى أن القائمة العراقية سبق وأن دعت إلى الشراكة الوطنية العادلة وتطبيق التوافق السياسي، الذي أقرّته اتفاقية أربيل، مثلما دعت الكتل السياسية إلى ذلك... وأكد أن غالبية الكتل المنضوية في إطار التحالف الوطني، مثل التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي، فضلاً عن التحالف الكردستاني والقائمة العراقية، مجمعة على الحوار والتوافق السياسي، بما يشكل محورًا وطنيًا يتبنى المشروع الديمقراطي ويرفض الانفراد بالسلطة، ويتحسب لكل الاحتمالات من أجل إنقاذ العملية السياسية من الانهيار، والحفاظ على وحدة العراق في وجه التحديات المحيطة به.
وطالب عاشور الحكومة بالنظر إلى هذه الدعوات بعين الاهتمام لأنها تمثل القاعدة الشعبية والبرلمانية الأكبر في العراق والحريصة على مستقبل البلاد، وعدم الانجرار وراء ردود الأفعال وضرورة الإصغاء إلى صوت الشعب بدلاً منالتفرد في صناعة القرار.
وشدد على أن دعوة السيد مقتدى الصدر قد جاءت في الوقت المناسب وبشعور وطني عال لمعالجة الإخفاقات قبل استفحالها، والحفاظ على مسار العملية السياسية والشراكة الوطنية والنهج الديمقراطي.
نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي
أما نائب رئيس الجمهورية خضير الخراعي فقد أكد دعمه لدعوة الصدر، وقال إنها سترقى بالعملية السياسية إلى مستوى الطموح.
وأضاف الخزاعي عقب اجتماع في بغداد اليوم مع وفد من التيار الصدري برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل أن الحوار والتعايش السلمي بين كل مكونات الشعب العراقي هو السلاح الوحيد ضد كل قوى الإرهاب، التي لا تريد الخير للعراق.
وأشاد بمبادرة الصدر، التي أوضح أنها ستدخل في العملية السياسية وتتجه إلى مرحلة تطور إيجابية جديدة. من جانبهم، عرض وفد التيار الصدري على الخزاعي رسالة من الصدر، تتضمن شرحاً مفصلاً لمشروع ميثاق الشرف.
صالح المطلك
وأيّد نائب رئيس الوزراء صالح المطلك مبادرة الصدر، وقال إنها تأتي حرصًا منه على أمن وسلامة ووحدة البلاد، والوقوف مع أي جهد يهدف إلى وقف العنف والاعتقالات والتهميش وانتهاك مبادئ حقوق الإنسان، وإيجاد شراكة حقيقية بين مكونات الشعب العراقي.
وبحث المطلك خلال اجتماع مع وفد من التيار الصدري برئاسة القيادي فيه النائب بهاء الأعرجي اليوم وضع الخطوط العريضة للسياسة والأمن والنفط والأقاليم وتشكيل مجلس إسلامي أعلى موحد في العراق. وأكد على ضرورة أن تحظى التحركات الخيرة بالاهتمام منقبل كلالكتل السياسية. وطالب الكتل السياسية بالالتزام بمبادئ الشرف من دون تسويف أو مماطلة، تهدف إلى إفراغ تلك الجهود من محتواها، لتكون في النهاية حبرًا على ورق، كما قال في بيان صحافي تسلمته quot;إيلافquot; اليوم.
مضمون مبادرة الصدر
وفي مؤتمر صحافي في بغداد اليوم، قال رئيس كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري بهاء الأعرجي إن ميثاق الشرف، الذي دعا إليه الصدر يشمل جميع العراقيين المشتركين في العملية السياسية أو خارجها، موضحًا أنه يتضمن 13 نقطة قابلة للنقاش والتعديل.
وأضاف الأعرجي إن بنود الميثاق تتضمن13 نقطة وهي:
- كل من قال كلمة لا إله إلا الله فهو محقون الدم ومصان المال والعراض، ولا يجوز التعدي عليه، لا بالقول ولا باليد، سواء بل بشكل مباشر أو غير مباشر.
-كل الطوائف الدينية والأقليات الإثنية هم أخوة في الوطن والإنسانية، ولا يجوز التعدي عليهم، مهما كان دينهم أو مذهبهم أو قوميتهم، بل يجب العمل من أجل تقاربهم، لا نفورهم.
- لكل طائفة أو عرق أعراف أو تقاليد وطقوس دينية يقوم بها، وهذا الميثاق يحمي كل تلك الأمور، بل ولا بد من التعاون من أجل إقامتها بأبهى صورها الوحدوية.
- إقامة صلاة الجمعة والجماعة الموحدة في المساجد والحسينيات، من أجل توطيد الوحدة الإسلامية والوطنية.
-المساجد والحسينيات والكنائس والعتبات المقدسة وكل دور العبادة خط أحمر، لا يجوز التعدي عليها.
-منع الخطب والمقالات والكتابات والتصريحات والمؤتمرات والاجتماعات التي المثيرة للفتن والنعرات الطائفية الطائفية.
-التثقيف على الوحدة الإسلامية الوطنية، من خلال كل وسائل الإعلام والمناهج الدراسية في مراحلها كافة، وكل من يخالف ذلك، يمنع أو يغلق تحت طائلة قانون أو ميثاق إعلامي تسنّه اللجنة العلمائية، بما لا يخالف الشريعة السمحاء بكل عقائدها.
-التأكيد على التعايش السلمي بين أبناء الشعب العراقي، ومع دول الجوار، وكل منيتعدى من الداخل أو الخارج فيوكل أمره إلى الشرع والقانون.
-التوصل إلى جمع الأحاديث والرويات المشتركة بين طوائف المسلمين الفقهية والأخلاقية، التي تنبذ العنف والتشدد، وتزيد من وحدة الصف الإسلامي والوطني وتماسكهم، وذلك من خلال المجلس العلمائي.
- أي اعتداء من أية دولة من دول الاستكبار العالمي أو غيرها يجب على أبناء كل الطوائف من داخل الإسلام وخارجه التعاون من أجل تحشيد الطاقات ضد تلك الاعتداءات تأكيدًا للوحدة الوطنية، بما يحفظ هيبة العراق وضمن نطاق الشرع والإمكان.
-ينبغي أن تكون السياسيبة باعثًا على الوحدة الوطنية ومرسخًا لها.
-لا تخلو كل عقيدة من المتطرفين، فيجب تحييدهم ومقاطعتهم.
-تأسيس مجلس علمائي يكون متكفلاً بما يلي :
.. تحديد بدايات الشهر (القمري) والوصول إلى يوم موحد قدر الإمكان.
.. معاقبة من يخالف النقاط أعلاه، التي وردت في وثيقة الميثاق الوطني، بالعقوبة الاجتماعية المعنوية الخالية من العنف.
.. الإشراف على الميثاق وتطبيقه، من خلال لجان ومؤسسات، تنبثق من المجلس أعلاه.
وكان متحدث باسم التيار الصدري أعلن أمس السبت عن دعوة وجّهها الصدر إلى جميع الأطراف العراقية لتوقيع quot;ميثاق شرف وطنيquot; من أجل بناء عراق جديد بعد خروج القوات الأميركية.
وقال صلاح العبيدي في تصريح وزّعه مكتب الصدر في النجف للصحافيين إن quot;الصدر يدعو كل الاطراف العراقية، السياسية والاجتماعية والعشائرية والعلمانية إلى التوقيع على ميثاق شرف وطني، يكون صفحة جديدة للعراق، بعد خروج قوات الاحتلالquot;.
وأوضح أن quot;هذا الميثاق يدعو إلى الحوار والتسالم والتوافق لبناء العراق الجديدquot;. وأشار إلى أن quot;فقرات هذا الميثاق قابلة للنقاش والحوار معكل الأطراف للوصول إلى رؤية موحدة من أجل التوقيع والالتزام بالميثاقquot;.
ولم يستطع السياسيون العراقيون التوصل إلى اتفاق لمعالجة كثير من الأمور، بينها تسمية وزيري الداخلية والدفاع، رغم تشكيل الحكومة الحالية قبل حوالى عام. كما يعاني العراق أزمات، سببها صراعات سياسية داخلية، وأخرى خارجية، أدت إلى عدم استقرار البلاد أمنياً واقتصاديًا وسياسيًا، وعدم التوصل إلى معالجات لكثير من المشاكل. وبعد ثمان سنوات من وجودها العسكري فيه، تعمل القوات الأميركية حاليًا على الانسحاب من البلاد بحلول نهاية العام.
التعليقات