الحمامات التركية الشهيرة في مدينة هاروغيت

قررت السلطات الانكليزية إغلاق واحد من حمامات الرجال التركية بحجة ضيق المال. لكن اتضح أن الشكاوى عن ممارسات مخلة بالآداب هو ما دفع بالحكومة الى اتخاذ هذا القرار.


لندن:تشتهر مدينة هاروغيت في مقاطعة نورث يوركشاير الانكليزية بجمال طبعي ومعماري جعلها قبلة للسياح الذين يقصدون حمّاماتها laquo;التركيةraquo; الطبيعية بشكل خاص. ويذكر أن تاريخ العيون الطبيعية بهذه المدينة يعود الى القرن السادس عشر، وشيدت حمامتها في العهد الفيكتوري وافتتحت للجمهور العام 1897. وهي تعد بين سبع مجموعات من نوعها هي الفيكتورية الوحيدة الباقية اليوم في عموم بريطانيا.

لكن سلطات المدينة سارعت الى احتواء ضرر هائل أطل برأسه بعدما نما الى علمها أن الحمامات المخصصة للرجال تشهد laquo;ممارسات لا أخلاقيةraquo;. وربما كان بحد ذاته ليس بالخطورة التي تحدو بالصحافة البريطانية لتداول النبأ لولا أنه اكتسب بعدا خطيرا آخر، وهو أن المسؤولين حاولوا مواراته خوفا على سمعة المدينة التاريخية.

وكان مجلس المدينة البلدي قد أعلن الشهر الماضي أنه بصدد إغلاق الحمامات الرجالية (هناك النسائية فقط والمختلطة أيضا) اعتبارا من يناير / كانون الثاني المقبل، وعزا هذا الى الضائقة المالية العامة وصعوبة التمويل في الوقت الحالي. لكن مسؤولا بالمجلس اعترف أخيرا بقوله إن هذا ليس هو السبب الحقيقي وإنما الحرص على تدفق السياح.

ومن جهتها قالت مسؤولة الثقافة لدى مجلس الوزراء إن القرار تأتى بعد الشكوى مما أسمته laquo;ممارسات غير لائقةraquo; يقوم بها الزوار وأن الحديث عن ضائقة مالية ما هو الا غطاء قُصد به حماية سمعة المدينة. وأقرت بأن الشكاوى نفسها ليست جديدة وإنما تمتد الى سنوات عدة خلت.

وأضافت قولها إنها احيطت علما بالأمر منذ يونيو / حزيران أو يوليو / تموز الماضيين، بعيد تعيينها مسوولة عن الشؤون الثقافية لدى مجلس الوزراء. فأمرت على الفور بالتحقيق في الأمر وتسلمت، تاليا، تقريرا يوصي بإغلاق الحمام اعتبارا من يناير 2012.

واتضح أن التقرير خيّر المسؤولة بين إعلان السبب الحقيقي وراء القرار أو التغطية عليه من أجل إنقاذ سمعة المدينة ومداخيلها السياحية المهمة، فقررت لصالح هذا الأخير. وقالت: laquo;القرار الذي اتخذته (التكتم على السبب الحقيقي) كان ويظل صائبا. سمعة هاروغيت وأهميتها السياحية تطغى ولا شك على سائر الاعتبارات الأخرىraquo;.

يذكر أن حمامات هاروغيت التركية (التي كانت تسمى laquo;الحمامات الملكيةraquo; سابقا) صُنّفت ضمن الأفضل في العالم بأسره من جانب مجلة laquo;غود هاوسكيبينغraquo;، والأفضل على الإطلاق في بريطانيا بواسطة laquo;سبا ترافيلraquo; وهي إحدى الشركات الكبرى المعنية بتسهيل السفر خاصة على الطلاب والشباب.