حفل رحيل القوات الأميركية من العراق

أعلن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد اوستن انتهاء مهمة القوات في هذا البلد حيث تم إنزال العلم الأميركي من آخر القواعد العسكرية وحذر من أن العراق سيواجه تحديات كبيرة من دول الجوار في إشارة الى ايران عليه مواجهتها فيما قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا إن العراق سيواجه اختبارا خلال الايام المقبلة من قبل الإرهابيين والساعين إلى تقسيمه مشددا على أن بلاده ستبقى الى جانبه .

واضاف اوستن في كلمة له خلال احتفال في مطار بغداد الدولي في ضواحي العاصمة العراقية حضره وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا لمناسبة انسحاب القوات الاميركية من العراق حيث تم إنزال العلم الاميركي ورفع العلم العراقي في خطوة أخيرة في مسار الانسحاب العسكري الاميركي الكامل بعد ثماني سنوات من اجتياح البلاد عام 2003 وإسقاط نظامها السابق . وشارك في الاحتفال اضافة الى بانيتا السفير الاميركي في العراق جيمس جيفري، ورئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي وقائد المنطقة الوسطى الجنرال جيمس ماتيس اضافة الى حوالى 160 من الجنود الاميركيين. كما حضر الاحتفال رئيس هيئة الاركان العراقية المشتركة الفريق بابكير زيباري والمتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري.
وفي كلمة له قال الجنرال اوستن انه بتضحيات الجنود الاميركيين تم اسقاط الدكتاتورية في العراق وإنهاء وجود المجاميع الارهابية واقامة حكومة دستورية منتخبة من قبل الشعب العراقي.
واضاف ان قوات بلاده عملت مع القوات العراقية على مدى ثماني سنوات حتى استطاعت هذه ان تستلم المسؤوليات الأمنية بيدها .

واشار الى أنه تم بناء القوات العراقية من الصفر وسط أوضاع خطيرة تم خلالها مواجهة التهديدات الارهابية وكسب ثقة العراقيين حتى اصبحوا قادرين على حفظ امنهم وتسلم زمام امورهم بأنفسهم. واشار الى ان الانسحاب الاميركي تم بشكل منظم وتم نقل مليون قطعة عسكرية الى خارج العراق .. وقال quot;هذا انسحاب تاريخي من العراق بعد جهود ثماني سنوات حيث اصبح الان امام العراق مستقبل للمضي قدما ليكون قائدا للديمقراطية والسلام في المنطقةquot;.
واضاف انه بالدم المشترك بين العسكريين العراقيين والاميركيين تم خلق الثقة بين البلدين وشدد على ان هناك تحديات كبيرة تواجه العراق من قبل دول الجوار عليه مواجهتهاquot; . وقال في الختام quot;اليوم ننهي مهمتنا العسكرية في العراقquot;.

ومن جهته، أشار وزير الدفاع بانيتا في كلمة ألقاها خلال الحفل quot;قدمنا تضحيات كبيرة للوصول الى هذه المرحلةquot; مضيفا quot;لن ننسى التضحيات الاميركية في العراقquot;. وأكد ان quot;القوات الامنية العراقية قادرة على مواجهة اي تهديد إرهابيquot; مشيرا الى انه quot;في الفترة المقبلة سيكون العراق مسؤولا عن أمنه ومستقبلهquot;.

وحذر المسؤول الاميركي من ان العراق quot;سيواجه اختبارا في الايام المقبلة من قبل الارهابيين والاشخاص الذين يعملون على تقسيمه لكن والولايات المتحدة ستبقى الى جانبهquot;.
ومن المنتظر أن يغادر العراق الاحد المقبل آخر جندي اميركي حيث كان وصل الى بغداد في وقت سابق اليوم وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا للمشاركة في حفل توديع قوات بلاده الراحلة عن العراق . وقال بانيتا في تصريح صحافي قبيل وصوله العاصمة العراقية ان quot;مهمتنا تقترب من نهايتها بعد ان قدمنا تضحيات كبيرة والكثير من القتلى الا اننا نجحنا في هذه المهمة التي كانت تتركز على تأسيس عراق يستطيع ان يحكم بنفسه وان يوفر الأمن لشعبهquot;. وأضاف أن quot;العراق يملك اليوم جيشا يستطيع مواجهة التهديدات. لن يكون من السهل ان تواجه البلاد تحديات مثل الارهاب، والانقسامات الاقتصادية والاجتماعية لكننا وفرنا لهم فرص النجاحquot;.
وعلى الصعيد نفسه، فقد قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى عودته الى بغداد اليوم مختتما زيارة الى واشنطن استمرت اربعة ايام quot;اننا نتطلع الى تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الاميركية عبر اتفاقية الاطار الاستراتيجيquot; . وأضاف ان المرحلة المقبلة من العلاقات مع الولايات المتحدة ستكون مختلفة عن السابقة مبينا ان العلاقة في السابق كانت في غالبها ذات طابع عسكري وامني واليوم وبعد ان أوشكت القوات الاميركية على إتمام انسحابها من العراق، رغم تشكيك البعض نجد ان المرحلة الثانية من اتفاقية الإطار الاستراتيجي ستنفذ قريبا بعد اكتمال عملية الانسحاب نهاية الشهر الحالي.
واكد ان الهدف من زيارة واشنطن هو للتأكيد ان العلاقة مع الجانب الاميركي لن تنتهي بانتهاء انسحاب القوات وان المرحلة الثانية ستكون علاقة ذات طابع مدني وتشمل جميع المجالات الثقافية والاقتصادية والتجارية . واضاف ان تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاقية الإطار الاستراتيجي سيدعم الاقتصاد العراقي وسيفتح المجال لتفعيل الجوانب التجارية والثقافية والتعليمية بالاضافة الى الاستفادة من الخبرات الاميركية في مختلف الجوانب.

وأشار الى ان الحكومة تسعى إلى الاستفادة من خبرات الدول المتطورة مثل اليابان والصين وكوريا والولايات المتحدة في المجالات العمرانية والخدمية ، مضيفا ان من بين المشاريع التي ستنفذ خلال الموازنة الاتحادية هي مشاريع وزارة النقل لكونها مشاريع استراتيجية عملاقة ومن أبرز تلك المشاريع ميناء الفاو وشبكة السكك الحديدية والمطارات وغيرها .
وقال سيادته إنه تم تخصيص مبالغ من موازنة عام ٢٠١٢ لبناء كاسر الأمواج وبقية الميناء ستبنى اما على نفقة العراق او عبر الاستثمار ، مضيفا ان الحاجة الان ليس في بناء الميناء فحسب بل في إقامة شبكة سكك حديدية عملاقةلأننا نريد ان يكون العراق ممرا تجاريا للتواصل مع بقية الدول.

وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء امس إن حرب العراق تمثل quot;نجاحا باهرا تطلب تسع سنواتquot;، مشيرا في الوقت ذاته الى quot;العمل الشاق والتضحياتquot; التي رأى انها كانت ضرورية لتحقيق ما تحقق. وتابع quot;ندرك جيدا الثمن الباهظ لهذه الحرب. اكثر من 1,5 مليون اميركي خدموا في العراق واكثر من 300 الف جرحوا وهناك آخرون أصيبوا بكدمات لا تراها الاعينquot;، في اشارة الى الجنود الذين عانوا اضطرابات نفسية لدى عودتهم الى بلادهم.
واعاد الاميركيون بناء الجيش من الصفر وكذلك الشرطة ومؤسسات الدولة واطلقوا من جديد الاقتصاد الذي يقوم على الاستهلاك وذلك من خلال استيراد السيارات والاجهزة المنزلية، مع الفشل في تأمين الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة.

ويغادر الجنود الاميركيون العراق بحلول نهاية العام الحالي تاركين خلفهم 900 الف رجل امن عراقي يبدون جاهزين للتعامل مع التهديدات الداخلية، الا انهم يعجزون عن حماية الحدود البرية والجوية والمائية بحسب ما يقول مسؤولون عسكريون وسياسيون عراقيون واميركيون.
وهناك مخاوف اضافية بان العراق يمكن ان يتاثر بقوى اقليمية مثل ايران عدوة واشنطن.
كما يخشى عدد من المراقبين الاميركيين من عودة اعمال العنف الطائفية ويشككون في قوة الهياكل السياسية في العراق .