استمرار الاحتجاجات في اليمن |
تتحدث بعض وسائل الاعلام عن احتمال تحول مدينة تعز اليمنية إلى معقل حقيقي للمعارضة، وسط الاحتجاجات والتزاهرات التي تعيشها منذ أسابيع.
القاهرة: ربما تكون مثلها مثل باقي المدن اليمنية، التي تعيش الآن على إيقاع التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، غير أن تعز، وبرغم طبيعتها الجبلية، تبدو مختلفة ومغايرة، في نهجها الذي تسير عليه في هذا الاتجاه.
فشرارة البداية كانت من تلك المدينة التي تشتهر بأطبائها ومحاميها وتحضرها النسبي، حين انتفض شبابها في شباط/ فبراير الماضي للمطالبة بإنهاء حكم صالح. واستلهموا أفكار التمرد والاحتجاج من نظرائهم في تونس والقاهرة، حيث قام هؤلاء المتظاهرين وهم عبارة عن مجموعة من الرجال والسيدات ( معظمهم من الطلاب ) بإقامة حلقة من الخيام في شارع مترب بوسط مدينة تعز وأطلقوا عليها ساحة الحرية.
ومنذ ذلك الحين، وهم يواجهون بكل جرأة وابل الأعيرة النارية والعصا والقنابل المسيلة للدموع من جانب قوات الأمن، وظلوا يجوبون شوارع المدينة ويطالبون بالتغيير. ومع اشتداد حدة الصراع في تعز خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأت تتحدث بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن احتمالية تحول المدينة إلى معقل حقيقي للمعارضة في البلاد، على غرار ما حدث على سبيل المثال في مدينة بنغازي الليبية، أثناء الثورة التي قادت هناك في النهاية إلى سقوط حكم العقيد معمر القذافي.
وقالت في هذا الصدد مجلة التايم الأميركية إنه وبالاتساق مع دخول المقاتلين القبليين والميليشيات المناهضة للحكومة في تلك المعمعة، فقد تحولت المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 460 ألف نسمة، لساحة عراك، يلقي فيها المسلحون المرتدون ملابس مدنية والقوات الحكومية قذائف هاون وصواريخ على بعضهم البعض من قمم الجبال.
وأعقبت المجلة بقولها إن صراع القوى الدموي والغامض بين بقايا نظام صالح وهؤلاء الذين يسعون للإطاحة به قد طغى على الانتفاضة المدنية ويهدد بعرقلة تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة هشة. وبينما تحول مسار المفاوضات السياسية صوب الشمال، فإن المعركة لا تزال على أشدها في تعز، وقد تتسبب النتائج التي يحتمل أن تتمخض عن تلك المعركة في تحديد المصير الذي ينتظر اليمن في المرحلة المقبلة.
من جانبه، قال حمود الصوفي، محافظ تعز، إن المدنية تحت الحصار من جانب مسلحين ينتمون إلى حزب الإصلاح المعارض الإسلامي، وأبدا اعتقاده أن بعضاً من مسؤولي هذا الحزب عازمون على الاستيلاء على السلطة لأنفسهم. وتابع في حديثه مع المجلة قائلاً :quot; أي شخص يخبرك أن المعارضة في تعز سلمية فهو كاذب. فهم مدججون بالسلاح، ويرغبون في إسقاط تعز وتحويلها إلى بنغازي أخرىquot;.
وأضاف :quot; ويقوموا كذلك بمهاجمتنا من جميع الاتجاهات بقذائف هاون ومدفعية ومدافع مضادة للطائرات وقذائف صاروخية. وهذه ليست انتفاضة سلمية، بل إنها حربquot;. وأشارت التايم بعدها إلى أن اتفاق السلام المدعوم من جانب أميركا ووقع عليه صالح في الثالث والعشرين من الشهر الماضي لتسليم سلطاته الرئاسية لنائبه مقابل عدم ملاحقته قانونياً لم تحقق شيئاً يذكر حتى الآن للتخفيف من حدة التوترات هناك.
ثم نوهت المجلة إلى حقيقة اشتعال الأوضاع في تعز خلال الأسبوع الماضي، في ظل حالة الكر والفر القائمة بين الثوار والقوات الحكومية. وقال أطباء إنه منذ بداية الشهر الحالي، لقي أكثر من 15 مدنياً مصرعهم، من بينهم امرأة وطفل نتيجة سقوط قذيفة عليهما. وأعلنت منظمة هيومان رايتس ووتش الأسبوع الماضي عن مقتل 35 مواطناً من سكان المدينة العزل منذ الحادي والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
التعليقات