زعيم القائمة العراقية إياد علاوي

قال زعيم القائمة العراقية إياد علاوي إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يقتل العملية السياسية في البلاد، وقال إنه يقود لخراب العراق، رافضا الاتهامات الموجهة إلى نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.


حذر زعيم القائمة العراقية إياد علاوي في حديث مع quot;إيلافquot; من ان عدم تنفيذ رئيس الوزراء نوري المالكي لمطالب قائمته سيدفعها لتعليق مشاركة وزرائها في اجتماعات الحكومة واتهم السلطات بمواصلة عمليات المداهمة والاعتقالات وضرب الشراكة الوطنية وشدد على الرفض القاطع للاتهامات الموجهة الى نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ومحاولات سحب الثقة من نائب رئيس الوزراء صالح المطلك واكد ان الاستمرار بهذه الممارسات سيقتل العملية السياسية ويهيئ الظروف لتدخل ايراني أوسع يقود لخراب البلاد.

تعليق مشاركة وزراء العراقية في اجتماعات الحكومة
وأضاف علاوي رئيس الوزراء الاسبق في أول تصريح صحافي اليوم الاثنين عقب تعليق نواب قائمته العراقية لمشاركتهم في اجتماعات مجلس النواب السبت ان هذا الاجراء جاء ردا على عدم تحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية وعلى توسيع رقعة المداهمات والاعتقالات ضد المواطنين واستمرار عمليات الاجتثاث العشوائي. وشدد على ان قائمته لن تنهي هذا التعليق الا بعد الاستجابة إلى مطاليبها باطلاق سراح المعتقلين الابرياء ومشاركة ممثلين عن القوى السياسية في التحقيقات الجارية ضدهم في اقبية المعتقلات وذلك لعدم الثقة بالاجراءات القضائية المتبعة في التحقيق نظرا لتسييس القضاء وانحيازه .. وكذا حتى تحقيق المصالحة الوطنية الناجزة بشكل لا لبس فيه . وحذر قائلا أنه بعكس ذلك فإن العملية السياسية ستصبح غير واقعية ومضرة بالعراق وتدار من جهة واحدة بشكل لايليق بالشعب العراقي وتضحياته السابقة وتطلعاته الحالية.

واكد علاوي انه في حال عدم الاستجابة الى هذه الطلبات فإن القائمة ستعلق اجتماعات وزرائها في مجلس الوزراء والابقاء فقط على اداء واجباتهم لخدمة قضايا الناس في وزاراتهم. واشار الى ان السلطة تتخذ اجراءات تقود الى تدمير العملية السياسية في البلاد .
وقال علاوي ان السلطات تتخذ حاليا اجراءات تضفي اجواء متوترة على الاوضاع السياسية في البلاد في وقت اكملت فيه القوات الاميركية انسحابها من البلاد وذلك من اجل السماح لمزيد من التدخل الايراني في شؤون البلاد الداخلية.

وكانت العراقية اعلنت السبت تعليق مشاركتها في جلسات البرلمان اعتراضا على quot;التهميشquot; في ازمة سياسية جديدة مع اكتمال انسحاب القوات الاميركية من العراق. ودعت quot;الى عقد طاولة حوار فورا لايجاد حلول ناجعة وحقيقية تعزز المسار الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات المدنيةquot;.
وتعد القائمة العراقية (82 مقعدا) الكتلة الاكبر بعد التحالف الوطني العراقي (159 مقعدا) في البرلمان الذي يضم 325 نائبا.

رفض قاطع لسحب الثقة عن المطلك
وحول طلب المالكي من مجلس النواب سحب الثقة عن نائب رئيس الوزراء القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك شدد علاوي بالقول ان هذا امر مرفوض تماما ولانقبله لان المطلك استلم منصبه هذا بالتوافق السياسي ومحاولة إقصائه ستواجه بصلابة من قبل الشعب العراقي لان هذا الامر يعتبر تصعيدا خطيرا للغاية . واشار الى انه اذا حصل وتم عرض طلب المالكي على مجلس النواب فإن هذا يعني ان التوافق السياسي قد قبر quot;وقد اعذر من انذرquot;.
وفيما اذا كان يعتقد ان هذه التطورات تشير الى قرب رحيل المالكي قال علاوي quot;اننا لانناقش وضع الاشخاص وانما الممارسات غير المقبولة الحالية من قبل السلطات والتي تعني انه لاوجود لسيادة القانون وان الاجهزة القانونية مخترقةquot;.

وكان المالكي طلب من البرلمان السبت quot;سحب الثقةquot; من نائبه صالح المطلك بعدما وصفه هذا الاخير في مقابلات صحافية بانه quot;ديكتاتور أسوأ من صدام حسينquot;.
وقال المستشار الاعلامي للمالكي علي الموسوي ان quot;رئيس الوزراء قام بتوجيه رسالة رسمية الى مجلس النواب للمطالبة بسحب الثقة من صالح المطلكquot; نائب رئيس الوزراء.

وجاء ذلك على خلفية قول المطلك في مقابلة مع قناة quot;سي ان انquot; ان واشنطن تركت العراق quot;بيد ديكتاتور يتجاهل تقاسم السلطة ويسيطر على قوات الامن في البلاد وقام باعتقال مئات الاشخاص خلال الاسابيع الماضيةquot;. كما عرض تلفزيون quot;البابليةquot; المحلي التابع للمطلك تصريحات لنائب رئيس الوزراء قال فيها ان quot;المالكي ديكتاتور اكبر من صدام حسين لكون صدام كان يبني اما هو فلم يقم بشيءquot;.

ويتولى المطلك منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وقد كان ممنوعا من المشاركة في الانتخابات بسبب شموله بقانون المساءلة والعدالة المتعلق بحظر عمل مسؤولي حزب البعث المنحل الا ان صفقة سياسية لتسهيل عملية تشكيل الحكومة سمحت له بتسلم منصبه الرسمي.

الاتهامات للهاشمي مزورة ومفبركة
وفي ما يخص الحملة ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي اشار علاوي الى ان الاتهامات الموجهة اليه من قبل بعض الجهات الرسمية والامنية بمسؤولية افراد حمايته عن التفجير الذي تعرّض له مبنى مجلس النواب مؤخرا مفبركة ومزورة وتفتقر الى المصداقية. واضاف ان الهاشمي جزء من العملية السياسية ورجل شريف لكن السلطات تلجأ الان إلى تشويه سمعتها .. اضافة الى انها تحرم الان المتهمين من افراد حمايته من حق الدفاع عن النفس او معرفة التهم الموجهة لهم خلافا لما ينص عليه الدستور والقوانين العراقية .

وكانت عمليات بغداد امتنعت امس الاول بشكل مفاجئ عن عرض ما وصفته اعترافات ضد الهاشمي حيث قرر مجلس القضاء الاعلى تأجيل عرض اعترافات ما سمته بالشبكة الارهابية الى حين اكتمال الاجراءات التحقيقية. وكان مصدر في وزارة الداخلية العراقية والنائب عن ائتلاف دولة القانون حسين الأسدي قد أكدا السبت صدور مذكرة إلقاء قبض ضد الهاشمي وثلاثة من حمايته بتهم تتعلق بما أسماها المصدر بدعم الارهاب لكن مكتب الهاشمي نفى صدور المذكرة ضد نائب الرئيس .

وطارق الهاشمي من مواليد بغداد عام 1942 وضابط سابق في الجيش العراقي ويشغل حاليا منصب نائب رئيس جمهورية العراق.

اجتماعات مع طالباني وبارزاني
وحذرعلاوي من ان العراق يمرّ الآن بمنعطف خطير وان هناك اجتماعات على اعلى مستوى تعقد حاليا في مساع لتطويق الازمة وتصحيح الاوضاع. واوضح ان نائبي رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وخضير الخزاعي يواصلان في مدينة السليمانية الشمالية اجتماعات مع الرئيس جلال طالباني الذي لم يتمكن من الحضور الى بغداد بسبب آلام في ساقيه. وأكد أن طالباني غير راض عن تطور الاحداث في العراق بشكلها الحالي وهو يدعو الى التوافق السياسي وجلوس القوى السياسية على طاولة الحوار.

واضاف علاوي ان نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ووزير المالية رافع العيساوي القياديين في العراقية يواصلان في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي اجتماعات مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني وقال ان موقف هذا الاخير واضح مما يجري على الساحة السياسية الان بضرورة إنجاز الشراكة الوطنية وتحقيق التوافق السياسي ورفض الإجراءات الاستثنائية التي تشهدها البلاد.

وكان المكتب الإعلامي للهاشمي قال الليلة الماضية ان الهاشمي والنائب الثاني خضير الخزاعي أكدا أن القوات الأمنية دققت بأسماء المرافقين مع الهاشمي لدى توجهه الى السليمانية ولم تجد أي مطلوب. وأضاف أن القوات الأمنية في مطار بغداد الدولي دققت بأسماء المرافقين مع نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ولم تجد أي مطلوب.

خلية أزمة وطلب مراقب اممي لحقوق الانسان
واوضح علاوي ان القائمة العراقية شكلت خلية أزمة تواصل اجتماعاتها بشكل مفتوح وهي تدرس التطورات السياسية الحالية وتقييمها ومتابعة اجراءات السلطة ودراستها وتغذية قيادة القائمة بالاراء والتحليلات اللازمة من اجل اتخاذ القرارات الضرورية لمواجهة هذه الاوضاع. وتساءل قائلا quot;نريد ان نعرف من يملك عجلة العملية السياسية .. هل هو حزب واحد ام شخص واحد .. نحن مصرون على تنفيذ اتفاقات اربيل بين القوى السياسية وبخلافه سندرس الاجراءات الضرورية المطلوبة لمواجهة هذا الحالquot;.

واشار علاوي في الختام الى انه وجه رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يطلب فيها تعيين مراقب لحقوق الانسان في العراق موضحا ان هناك قبولا بذلك حيث ان رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق مارتن كوبلز يجري مباحثات جدية مع القائمة العراقية لتعيين هذا المراقب .