إحراق المجمع العلمي في مصر

يتبادل كلٌّ من الثوار والمجلس العسكري في مصر الاتهامات حول من أشعل فتيل التخريب والأحداث، ومن يتحمّل مسؤولية إحراق المجمع العلمي والمباني الحكومية. ويروي شهود عيان ومصابون ما حدث في تلك اللحظات، ومن الذي بدأ في أعمال العنف.


القاهرة: تعددت التحليلات بشأن المسؤول عن تفجّر وتصاعد الأحداث أمام مجلس الوزراء وشارع القصر العيني في القاهرة، حيث اتهم البعض المجلس العسكري بأنه أول من وضع بذرة العنف عبر التعدي على المعتصمين بسبب كرة دخلت مبنى مجلس الشعب، في حيناتهم فريق آخر الثوار بالتصعيد والسماح للمندسين بالتواجد بينهم، وإحداث الدمار في المباني الحكومية.

للوقوف حولما حدث ومن يقف وراءه، التقتquot; إيلافquot; مع المصابين المتواجدين لتلقي العلاج في المستشفي الميداني المجهز في ميدان التحرير، وكذلك شهود عيان كانوا متواجدين وقت وقوع الأحداث منذ البداية.

يقول أشرف سعد،أحد المصابين، لـquot;إيلافquot;: أثناء تواجديفي شارع القصر العيني من أجل محاولة إقناع المتظاهرين بوقف العنف وإلحاق الأضرار بالمباني الحكومية، فوجئت بإصابتي بطلق ناري في قدمي، فتم نقلي إلى مستشفى القصر العيني، ومن خلال الحديث مع المتظاهرين، قال لي أحدهما: quot;حصلنا على أموال مقابل إشعال الموقف وضرب الجيش بالملوتوف والحجارة، وتم توزيع الأسلحة علينا، وحصل بعضنا على خمسمائة جنيه نظير القيام بأعمال تخريب، وحرق المجمع العلميquot;، وهناك شخصيات تقود هؤلاء الشباب، وتعطيهم التعليمات وتحركهم في الميدان.

وأضاف أشرف سعد أن هناك حديثًا بين الثوار يشير إلى وقوف رجال أعمال، وقيادات في quot;الوطنيquot;، وبعض المرشحين من الفلول، الذين خسروا الانتخابات، وراء ما حدث، حيث قاموا بتمويل هؤلاء الشباب من أجل القيامبحرق المجمع العلمي، وتبادل التراشق بالحجارة مع قوات الشرطة العسكرية، كما يتردد أيضًا وقوف منظمات وجهات مخابراتيةخارجية،تقوم بتوفير الأموال، وإنفاقها على البلطجية، لإحداث العنف والتخريب الذي حدث.

وقال محمد سعد أحد المصابين بجروح عميقة في الرأس والوجه لـ quot;إيلافquot;: إنه كان شاهدًا على بداية الأزمة، التي بدأتبمشاجرة بين أحد الثوار المعتصمين أمام مجلس الوزراء أثناء لعب الكرة، وضباط الجيش، الذين يقومون بتأمين مجلس الشعب من الداخل، فقام شاب بتوجيه ألفاظ نابية، وعلى أساسها تم الاعتداء عليه، مما تسبب في إثارة المعتصمين، فقاموا برمي الحجارة على قوات الأمن، لكن الغريب أنه بعد أقل من نصف ساعة، وجدنا مجموعة أخرى من الشباب فوق مبنى مجلس الشعب، ومجلس الوزراء يرمون الحجارة على المعتصمين من دون تدخل قوات الجيش، التي كانت تراهم من دون أن تتحرك.

نافيًا أنه خلال هذه الفترة القليلة استطاعالمعتصمون أو المواطنوناقتحام مبنى مجلسي الشعب والشورى ورئاسة الوزراء، مما يشير إلى أنمن اعتلى هذه المبانيهم تابعون للأمن.

كما يروي أحمد عيد لـquot;إيلافquot; تفاصيل ما حدث: quot;بداية التراشق بالحجارة كانت بين المعتصمين وقوات الأمن، لكننا فوجئنا بشخصياتتندس بين المعتصمين، وقامت بإشعال زجاج quot;الملوتوفquot; وحرق المجمع العلمي، حيث كان واضحاً مدى حرصهم على إحداث أعمال تخريب وحرق المباني الحكومية، فبعد فشل حرق مجلس الوزراء والشعب،لم يتبق أمامهم إلا المجمع العلمي، كما قاموا بمنع وصول سيارات الإطفاء لإخماد الحرائق، ما يؤكد أن الأمر كان مقصودًاquot;.

وأكد سيد عبد المنعم،أحد شهود العيان من سكان المنطقة، لـquot;إيلافquot;، أن قوات الأمن لم تستخدم الطلقات الحية، لكنها واجهت الثوار بإطلاق طلقات الخرطوش، إلى جانب تبادل التراشق بالحجارة.

مشيرًا إلى وجودأسلحة حية وأسلحة بيضاء وأسلاك وجنازير وحديد في حوزة الشباب، وقد حدثت مشاجراتلقيام المواطنين بالقبض عليهم، وهو ما تسبب في إصابات عديدة لم يكن للجيش دخل فيها.

وقال محمد رأفت أحد المصابين لـquot; إيلافquot;: إن الحجارة التي أصبت بها في الرأس جاءت من فوق سطح مبنى مجلس الشعب، حيث كان التابعون لرجال الأمنوالعاملون في المجلس، وقاموا برشق الحجارة بمباركة قوات الأمن، ولم يتدخل أحد للقبض عليهم أو وقفهم، حتى إن أحد أفرادقيادات الأمن قال لنا إنه سوف يؤدبنا، ووصفنا باللصوص والبلطجية.

كما اتهم رأفت المجلس العسكري بالوقوف وراء ما حدث، حيث إنه يريد الهيمنة على السلطة، من خلال إحداث فوضى، لكي يتمسك الشعب به، بدليل أن هناك مقاطع فيديو تشير إلى تورّط عساكر في حريق المجمع العلمي.