القدس: تنطلق اغاني اعياد الميلاد من بعض المحلات في الحي المسيحي بالبلدة القديمة للقدس المحتلة الذي وضعت في عدد قليل من شوارعه احبال الزينة المضيئة في حين خلت ساحته العامة من شجرة الميلاد المزينة في مشهد يتناقض مع اجواء مدينة بيت لحم، التي امتلات شوارعها بالانوار والاشجار المزينة استعدادا للاحتفال بقداس منتصف الليل.

الاحتفال بعيد الميلاد في القدس كان دائما متواضعا ويقتصر على النطاق العائلي لكن هذا العام بدا الوضع يتغير قليلا في حي quot;حارة النصارىquot; الذي يسكنه معظم مسيحي القدس القديمة حيث سارت فرق الكشافة في طرقاته صباح اليوم قبل انطلاقها الى مدينة بيت لحم لاستقبال بطريرك طائفة اللاتين فؤاد طوال الذي سيقيم القداس الرئيسي.

كذلك تضاعف عدد محلات بيع زينة الميلاد وشجرة الميلاد والهدايا هذا العام في حارة النصارى لتصبح اكثر من ستة. وتشهد هذه المحلات منذ الصباح نشاطا كبيرا مع تغليف الهدايا التي اشتراها الزبائن ووضعها في علب جميلة استعدادا لتوزيعها من خلال شبان يرتدون ملابس quot;بابا نويلquot; او quot;سانتا كلوزquot; في ساعات المساء.

ويقول سامر سمارة من جمعية quot;بذور الحياةquot; لوكالة فرانس برس ان quot;مسيحيي القدس يحتفلون بعيد الميلاد بشكل متواضع وغير ملحوظ. وقبل عدة سنوات لم يكن لدينا اي مظهر من مظاهر العيد في الحارة، حيث كانت الاحتفالات تقتصر على الصلاة والاحتفال في البيوتquot;.

وتابع quot;نحن في الجمعية شبان من جميع الطوائف المسيحية ونعمل على تنظيم الاحتفالات وشراء احبال اضاءة من اجل اشاعة اجواء الفرحة وجعل الناس يشعرون ببهجة العيدquot;.

ومضى سامر يقول quot;نحاول ان نعمل شيئا من قدراتنا الخاصة للثبات وعدم الهجرة من البلد ونسعى الى توفير كل ما نستطيع للحفاظ على بقاء الشبان في البلدة القديمةquot;.

واوضح quot;اشترينا احبال اضاءة بقيمة 17 الف شاقل (نحو 4600 دولار) وجمعنا تبرعات لشراء شوكولاته ستوزع بعد قداس الميلاد مساء اليوم الذي سيجري في كنيسة اللاتينquot;.

وفي كل عام يزداد عدد الشبان الذين يرتدون زي quot;بابا نويلquot; في الحي المسيحي حيث يقوم 20 منهم مساء اليوم بتوزيع الحلوى على طول طريق الباب الجديد والكنيسة وحارة النصارى اضافة الى نحو عشرة يعملون لصالح اصحاب محلات الهدايا.

ومن جهته قال جوني مشربش (24 عاما) صاحب محل العاب quot;لم يستطع الشبان تغطية كافة الاحياء المسيحية بالاضاءة لان اهل القدس يتعاملون مع عيد الميلاد على انه لمدينة بيت لحم فقط فالزينة والشجرة وكشافتنا هناكquot;.

ومع اختفاء مظاهر عيد الميلاد المجيد في مدينة القدس وضعت بلدية القدس الاسرائيلية شمعدانا ضخما، بمناسبة عيد حانوكاه او عيد quot;الانوارquot; الذي احتفل به اليهود قبل يومين، في باب الخليل، احد بوابات القدس القديمة.

وقال حنا غنيم (17 عاما) وهو من طائفة الروم الارثوذوكس quot;توجهنا للبلدية وطلبا منها ان تضع لنا انارة وتزين لنا احد ابواب القدس بمناسبة عيد الميلاد لكنها رفضت وقالت انها تقوم بتزيين منطقة الحاجز عند مداخل مدينة بيت لحم ولن تضيف شيئاquot;.

واضاف غنيم quot;امس ارتدينا زي بابا نويل انا وستة شبان، وخرجنا حاملين اجراسا صغيرة للسير عند باب الجديد لكن سيارة شرطة اسرائيلية اوقفتنا وقال لنا احد افرادها انه غير مسموح لنا بارتداء هذه الملابس+quot;

وتابع quot;قام الشرطي بشتمنا واوقفنا اكثر من ساعة وحجز هوياتنا وبدانا نتاسف له لاننا لم نشا ان نمضي ليلتنا في مركز الشرطة رغم اننا لم نعمل اي شىء غير قانونيquot;.

اما عيسى سنداحه بائع العاب اطفال في الساحة فقال quot;اجلب العاب صينية رخيصة حتى يتمكن كل الناس من شراء هدايا العيدquot;.

واضاف quot;بدا الشباب يطالبون بالاحتفالات كنوع من التغيير لان وضع المدينة دائما حزين ولا يوجد للشبان فيها اي متنفسquot;.

ويبلغ عدد السكان المسيحيين في مدينة القدس كلها نحو 10 الاف فقط من كافة الطوائف المسيحية مقابل 240 الف مسلم و450 الف يهودي. ولا يتجاوز عدد المسيحيين في الضفة الغربية وغزة والقدس الخمسين الفا.