جوليان أسانج

منذ أن بدأ مؤسس laquo;ويكليكسraquo; المقيم في انكلترا، جوليان أسانج، بتسريب بعض أسرار الولايات المتحدة عبر برقيات دبلوماسييها وواشنطن تسعى إلى محاكمته على أراضيها. والآن يقول مكتب الإدعاء الأميركي إنه حصل على أدلة تدينه بأكبر التهم، وهي التجسس.


لندن:قد يواجه مؤسس laquo;ويكيليكسraquo;، جوليان أسانج، اتهامه بالتجسس في الولايات المتحدة، بعدما قيل قضائيًا إنه أدى دورًا رئيسًا في سرقة وثائق عسكرية أميركية.

أتى هذا التطور بعدما قدم مكتب الإدعاء الأميركي مجموعة من المحادثات في غرف laquo;الدردشةraquo; على الإنترنت، وقالوا إنها تثبت أن أسانج كان يدرِّب الجندي الأميركي برادلي مانينغ، المتهم بتسريب أسرار الدولة الحربية، على كيفية فك رموز الشيفرات وكلمات المرور إلى شبكات الكمبيوتر العسكرية الأميركية.

وقدم ممثلو الإدعاء اتهامهم لأسانج على مدى ساعة في إحدى الجلسات السابقة لمحاكمة مانينغ المتهم بتحميله نحو 700 ألف وثيقة عكسرية أميركية سرية الى موقع laquo;ويكيليكسraquo;، والمعتقل حاليًا في معسكر غوانتنامو. وقالوا إنهم عثروا على ثلاث محادثات بين الطرفين في كمبيوتر مانينغ المحمول تظهر صحة مزاعمهم بجلاء.

ويقولون إنه في إحدى هذه المحادثات يطلب مانيننغ إلى أسانج مساعدته في الحصول على كلمة مرور معينة. وفي أخرى يقول له: laquo;أحمّل إليك الآن كل ما استطعت الحصول عليهraquo;، وقدّر ما حمّله حتى تلك اللحظة بـ36 في المائة من المواد. ويرد أسانج قائلا: laquo;OK.. هذا عظيمraquo;!.

ينفي أسانج أي اتصال مباشر له بمانينع. ولكن، وفقًا لصحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية، فإن محامييه يقرّون بأن الأدلة التي قدمها الإدعاء للمحكمة العسكرية، في فورت ميد إلى الشمال الشرقي من واشنطن، كافية لتشكيل قضية تجسس ضد موكلهم.

وقال أحد هؤلاء: laquo;هذا المنعطف الجديد يوضح بجلاء أن الحكومة الأميركية تنوي محاكمة أسانج وآخرين ممن لهم علاقات مباشرة مع ويكيليكسraquo;.

ويقول الادعاء الأميركي إن مانينغ (24 عامًا)، وهو محلل ذو رتبة منخفضة في الاستخبارات العسكرية، كان يستخدم في المحادثات موضوع الاتهام الاسم الحركي Nobody laquo;لا أحدraquo; أو laquo;نكرةraquo;، بينما كان أسانج نفسه يشير الى نفسه بالاسم المستعار laquo;ناثانيال فرانكraquo;.

يمضي الإدعاء قائلاً إن مانينغ سأل أسانج عما إن كان بمقدوره مساعدته على فك شيفرات معينة تحول دون حصوله على كلمات المرور. فرد عليه هذا الأخير بقوله: laquo;لدينا جداول قوس قزح قادرة على ذلكraquo;. وlaquo;قوس قزحraquo; في هذا السياق مصطلح تكنولوجي يشير إلى أنماط حسابية معدة سلفًا، ومهمتها فك الرموز، والتوصل إلى كلمات المرور على المواقع الالكترونية.

من جهته طلب ديفيد كومبس، محامي مانينغ، إلى مكتب الإدعاء الأميركي إسقاط أخطر التهم الموجّهة إلى موكله وهي laquo;مساعدة العدوraquo;. وهو يجادل بأن الوثائق التي سرّبتها ويكيليكس لا تمسّ سلامة الأمن القومي، وأن الحكومة الأميركية laquo;تحاول لوي ذراعه، لإجباره على الاعتراف بما تعتقد أنه قد ارتكبهraquo;.

ويضيف قوله: laquo;السماء لم تسقط على رؤوسنا نتيجة نشاطه، فلم كل هذه الضجةraquo;؟.

برادلي مانينغ وراء اتهام أسانج بالتجسس على أميركا

يذكر أن صفقة مبدئية وافق عليها أسانج لنشر كتاب مذكراته انهارت في يوليو/تموز الماضي، بسبب خوفه العميق من استغلالها في أميركا كأدلة على شرعية مطالبتها بترحيله إلى أراضيها ومحاكمته هناك.

ويقول أسانج إنه لم يسع البتة إلى كتابة مذكراته ونشرها، لمختلف الأسباب، لكن حاجته الى المال ndash; خاصة بالنظر الى المعارك القانونية التي يخوضها ndash; هي التي أجبرته على قبول المضي قدمًا في مشروع نشر مذكراته.

لكنه يقول إنه يعلم أن في نشر الكتاب مخاطرة كبيرة عليه، قد تقوده في نهاية المطاف إلى تعزيز اتهاماته أمام المحكمة الأميركية بتهمة إفشاء أسرار البلاد وتهم أخرى متعلقة بها. وهذا رغم أن المبلغ المتصل بعقده يبلغ 850 ألف جنيه (1.75 مليون دولار وقتها).

ويذكر أيضًا أن مؤسس ويكيليكس، وهو أسترالي يقيم في انكلترا حاليًا، ينتظر النظر في استئنافه ضد حكم يقضي بترحيله إلى السويد، التي تطلبه لمحاكمته عن تهم جنسية تقدمت بها امرأتان ضده. وهو يظل قيد الإقامة المنزلية الجبرية منذ ديسمبر / كانون الأول 2010، ويتعين عليه التوجّه الى مركز الشرطة يوميًا، ليطمئنها إلى استمرار وجوده في البلاد. وهو ملزم، فوق هذا، بارتداء طوق إلكتروني حول معصمه يتيح للسلطات الأمنية تتبع سائر تحركاته.