نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي

أكد نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي في مقابلة مع quot;إيلافquot; أنرئيس الوزراء نوري المالكي يعمل على إسقاط معارضيه بشكل سياسي، ليخلو له حكم العراق بقبضة الرجل الواحد. ونفى محاولته القيام بانقلاب عسكري ضد الحكومة أو تلقي فرقة كومندوس من حمايته تدريبًِا تركيًا لتنفيذ هذا الانقلاب.


السليمانية: نفى نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي من مقر استضافة الرئيس العراقي جلال طالباني له في مدينة السليمانية الشمالية أنه كان يهيّئ لانقلاب عسكري ضد الحكومة أو أن تكون القائمة العراقية وراء التفجيرات التي شهدتها بغداد الخميس الماضي. وأكد انه لم يغادر العراق منذ اثارة قضيته ولن يغادره، مشيرا الى أن قضية اتهامه بعمليات ارهابية لا يحسمها الا القضاء، وهذا ماجاء في المقابلة :

ماهي دوافع اتهامك لرئيس الوزراء نوري المالكي بشنّ حملة ضد الطائفة السنية ودفع البلاد نحو حرب طائفية وبالسعي إلى التخلص من جميع منافسيه السياسيين للانفراد بالسلطة؟

المالكي يستهدف معارضيه من مختلف الطوائف سياسيا ليخلو له الجو ليحكم العراق بقبضة الرجل الواحد والحزب الواحد. وأنا اقول إن استهداف المالكي شخصية الهاشمي السياسية ذات الامتدادات الاجتماعية العميقة والمعروفة والتي تحمل رمزية معينة لا يفسر الا انه استهداف مشترك للمكون الذي يمثله الهاشمي من جهة، واستهداف للذين يؤمنون بالمشروع الوطني من جهه أخرى.

هل ستقبل بصفقات سياسية لضمان خروجك من الأزمة الحالية؟ وهل تتوقع حدوث حرب طائفية اهلية بين ابناء الشعب من اجلك؟

كنت وسأبقى رجل سلام أسعى إلى حل الخلافات السياسية بالحوار البناء والصادق، لقد كنت من الناشطين في اعوام الفتنة الطائفية، وبذلت جهدا كبيرا في تطويق التوتر المسلح، من خلال الحث على استبدال لغة السلاح بلغة الحوار، فلا مفر من حل سياسي للأزمة، لكن قضيتي رغم بعدها وغرضها السياسي الواضح لاحل لها إلا من خلال القضاء، فهي الطريقة الوحيدة لإثبات الحقيقة ودحض الافتراءات الكاذبة، واستعادة سمعتي محليا وعربيا ودوليا.

هل غادرت في بداية الأسبوع الماضي الى تركيا وأعادتك طائرة تركية برفقة مسؤول من وزارة الخارجية التركية؟، وهل هناك نية للجوء الى تركيا او أي بلد آخر اذا ما عمد المالكيالى تضييق الخناق عليك، خاصة وان هناك تلميحات من قبل أنقرة برغبتها في استضافتك؟

لم اغادر العراق مطلقا خلال الأزمة الراهنة، ولا نية لي بمغادرة ارض العراق في الظرف الحالي، وان حصل ذلك فلأسباب تتعلق بالتزاماتي ومهامي كنائب لرئيس الجمهورية فقط.

جاءت التفجيرات الاخيرة التي طالت العاصمة بغداد بعد تهديدات من صالح المطلك حول محاولة المالكي إقصاءه من منصبه، ما جعل الانظار تتجه نحو ائتلاف العراقية كمسؤول عن هذه التفجيرات ماهو ردكم؟

ائتلاف العراقية كيان سياسي ناشط في العملية السياسية السلمية، ينبذ العنف فكرًا وممارسة، ولذا فإن اتهامه هذا باطل ولا اساس له. صناعة الموت بهذا الكم من الأذى وبهذا القدر الكبير من التنظيم والإعداد لا يقدر عليه إلا أطراف لها صلة مباشرة بجهات حكومية نافذة، وقد اعترف المالكي بذلك في آخر لقاء مع عشائر صلاح الدين.

هل تعتقد أن هناك طرفًا إقليميًا يسعى إلى إذكاء ما يحدث من أزمات في العراق لتأخذ بعدًا طائفيًا؟

لا أملك الدليل على تورط دولة ما بإثارة الأزمة، لكن لديّ معلومات ومؤشرات توضح أن هناك دولاً تلعب دورًا في هذا الأمر.

هل فكرت في الخطوة المقبلة إذا ما قبل طلبك بنقل محاكمتك في إقليم كردستان شرط تسليم نفسك إلى القضاء العراقي أولا؟

لقد عرضت استعدادي للمثول أمام القضاء في حال نقل القضية إلى اقليم كردستان فقط.

هل أنت مصرّ على مقولتك إن المالكي يقلد الكثير من سلوكيات صدام حسين ولا يأبه للعدالة؟

المالكي ينحو بالبلاد نحو الاستبداد، ولو كان حريصًا على العدالة، ولا يمارس الإسقاط السياسي والتشهير لما عرض على الرأي اعترافات في مرحلة ما زال التحقيق فيها ابتدائيًا.

إعترف أفراد من حمايتك الخاصة بتوجيهك إياهم بتنفيذ عمليات قتل، هل فكرت في طريقة لدحض هذه الاعترافات؟

انا وغيري نرد على هذه الاعترافات المفبركة بما نملك من دليل وحجة، واعتقد ان الرأي العام في الداخل والخارج يدرك أن هذه الاعترافات كغيرها يجري انتزاعها بالترهيب أو الترغيب.

هل هناك فعلاً خطة انقلاب كنت تهيئ لها؟ وهل تلقت سرية كوماندوس من أفراد حمايتك تدريبًا تركيًا لهذا الغرض؟

كوماندوس؟ هذا كلام غريب. الحقيقة إنني أرسلت 25 جنديًا وبالطرق الرسمية إلى تركيا للاشتراك في دورة نظامية متخصصة في حماية الشخصيات، إذ إن الجنود الذين نسبوا لحمايتي، وهم بالمناسبة ينتسبون إلى وزارة الدفاع، لم تكن لديهم أية خبرات في هذا المجال، كما إن وزارة الدفاع العراقية اعتذرت للنقص الذي كانت تعانيه فيمدارس التدريب، وهذه هي الحقيقة الوحيدة.

هل يستند رفضك للمثول أمام القضاء العراقي إلى أدلة تثبت تسييسه؟ أم إنها اتهامات جزافية؟ وهل اتهامك للقضاءبالتسييس يشمل الهيئة القضائية بجميع أفرادها أم اطرافًا تحت قبتها فقط؟

السلطة التنفيذية تتعدى على استقلال واختصاصات السلطة القضائية، وأعتقد انه كان سيكون لدينا قضاء افضل لو أمكن العمل بالدستور وتكريس مبدأ فصل السلطات.

اذا ما ثبتت براءتك وأفراد حمايتك من التهم الموجّهة إليكم، هل ستقاضي الجهات التي عرضت الاعترافات بتهمة السبّ والتشهير؟

نعم، إن هذا الخيار محتمل، ولكنني سأرجئ القرار في صدده إلى أن يحين الوقت.