باحة قصر معتصم القذافي

تحول قصر معتصم القذافي الذي كان يعيش فيه إبان فترة حكم والده إلى مركز يقصده الثوار الشبان في بعض الأحيان إما للاستجمام أو للعب، خاصة أنه لا يشبه بأي شكل من الأشكال أي من المنازل التي نشأ فيها أي من هؤلاء الثوار.


القاهرة: أجواء تعكس حالة الترف والبذخ والراحة التي كان ينعم بها معتصم القذافي، قبل أن يلقى مصرعه بعد اعتقاله بفترة قصيرة على يد الثوار، تلك التي رصدتها صحيفة النيويورك تايمز الأميركية داخل المنزل الفاخر الذي كان يعيش به إبان فترة حكم والده.

وقالت الصحيفة في هذا الصدد إن بعض المقاتلين الليبيين الشبان يتجمعون به في بعض الأحيان إما للاستجمام أو للعب، خاصة وأنه يعتبر كساحة متعة مترامية الأطراف، لا يشبه بأي شكل من الأشكال أي من المنازل التي نشأ فيها أي من هؤلاء الثوار.

وتابعت الصحيفة بوصفها ذلك المنزل، الذي تم إنشائه بداخل مجمع من الحدائق المشذبة التي لا تزال تعمل بها رشاشات المياه إلى الآن، رغم وفاة صاحبه السابق منذ نحو شهرين. وأوضحت الصحيفة كذلك أن المنزل شُيِّد بحيث يكون متوارياً عن أنظار قاطني الأحياء المجاورة، من خلال أسواره المصنوعة من الصلب والخرسانة، وأن من بين الكماليات التي كانت موجودة به غرفة تدريب متطورة تقنياً للغاية وحمام تركي خاص لا تزال المياه مجمعة على أرضيته الرطبة، وسقفه مرصع بالمئات من الأضواء الصغيرة التي تشبه السماء المرصعة بالنجوم اللامعة أثناء الليل.

ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن معاذ فرحات، طالب جامعي انضم لصفوف الثوار ويبلغ من العمر 21 عاماً، قوله :quot; عليك أن ترى هذا المكان بعينك لكي تصدق ما ستراه. فهذا المكان كان مخصصاً لنجل الرئيسquot;. ثم أعقبت الصحيفة بقولها إن سقوط نظام القذافي أماط النقاب عن كثير من أسرار الدولة، التي احتفظ ببعضها بشكل أفضل من غيرها. وأكدت أن جميع الليبيين يعرفون الهوة بين حالة الترف التي كان ينعم بها المقربين من العقيد الراحل معمر القذافي وبين حياة معظم الليبيين، لكن أن يشاهدوا تلك الكماليات المترفة عن قرب فهذا أمر آخر تماماً.

وبالنسبة للشباب في كتيبة شهداء العاصمة، الذين يعيشون هناك الآن، فإن المنزل لا يعدو كونه أكثر من مجرد رمز لهذا الانقسام: وتلك هي آخر مهمة كرسوا أنفسهم لها.

وقال كذلك يحيى واراغ، 25 عاماً، وهو طالب هندسة من مدينة نالوت الواقعة بجبال جنوب غرب العاصمة :quot; جميعنا ثوار متواجدون هنا، وإذا حدث شيء في أي مكان، فإننا نتوجه إلى هناك. لكن كل شيء قد توقف الآن. وسبق لنا أن اعتقلنا كثير من الأشخاص الذين كانوا يحاربون مع القذافي، أما الآن فكل ما نقوم به هو حماية المنزل. وذلك هو الشيء الرئيسي الذي نقوم به في تلك الأثناءquot;.

وأشار يحيى أيضاً إلى أن مهمتهم الأساسية الآن هي منع العامة من اقتحام المنزل أو سرقة محتوياته. وأضاف quot;نتحمل تكاليف العمال الذين يأتون لتقليم العشب، ولا أحد يدفع لنا شيئاًquot;. وكان أعضاء تلك الكتيبة قد داهموا المنزل في البداية يوم الخامس والعشرين من شهر آب/ أغسطس الماضي، أثناء اقتحامهم لحي بن عاشور، ودخولهم لفترة وجيزة في عملية تبادل لإطلاق النار مع حراس المنزل، الذين سرعان ما لاذوا بالفرار بعدها. وحين عاد المقاتلون للمنزل بعدها بثلاثة أيام، اكتشفوا سرقة معظم محتوياته. بينما قال البستانيون إن المعتصم لم يعش هناك مدة تزيد عن 3 أشهر.

والآن، وبعد رحيل القذافي، يعتقد كثيرون أن مهمة الميليشيات قد أنجزت على أكمل وجه، وأن التساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو ذلك المتعلق بالآلية التي يمكن الارتكاز عليها لبناء دولة حديثة على أنقاض نظام حكم القذافي الذي استمر على مدار 42 عاماً.

وتابع يحيى حديثه هنا بالقول quot; لقد سئمت من تواجدي هنا. فأنا أحلم بالسفر إلى كندا، لإنهاء تعليمي هناك، ومن ثم الحصول على وظيفة جيدة، ومن بعدها رؤية العالمquot;، بيد أنه أوضح أن كثيرين في الكتيبة لا يريدون سوى أن ينعموا بحياة مستقرة. وتابع :quot; لا يوجد لدى أي من الثوار أي أموال. وهناك مليون شيء أريد من الحكومة أن تنجزه. فقد قمنا بالثورة وأنشأنا الحكومة، وعليها أن تفعل شيئا لنا الآنquot;.