نيويورك: أعلن أحد زعماء تحالف متمرد جديد يقاتل ضد نظام الرئيس السوداني عمر البشير، أنه يسعى إلى حل سياسي للصراع المتصاعد في البلاد، غير أنه أبدى تشككًا في استعداد الخرطوم للتفاوض، وذلك في مقابلة مع وكالة فرانس برس.

وقال ميني ميناوي رئيس إحدى فصائل جيش تحرير السودان، الذي يتخذ من دارفور مقرًا له، إن quot;حكومة حزب المؤتمر الوطني توسع القتال، بينما يعمل المواطنون على حماية أنفسهمquot;.

وتحدث ميناوي لفرانس برس قبيل الإعلان، الذي صدر في عطلة الأسبوع، عن مقتل خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، التي تعد كبرى المجموعات المسلحة في دارفور، في هجوم شنته القوات الحكومية.

ومازال من غير المعروف الأثر، الذي سيتركه مقتل ابراهيم على التحالف المتمرد، الذي أثار الإعلان عن قيامه في تشرين الثاني/نوفمبر قلق المجتمع الدولي. فقد أدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التحالف، بينما حذرت الخارجية الاميركية مما وصفته بـquot;المطالب غير الواقعية والخطب المثيرةquot;. وقد أعلن التحالف جهرًا أنه يهدف إلى إسقاط البشير، غير أن ميناوي قال إن التحالف سيعرض حلاً سلميًا.

وقال ميناوي، الذي كان في زيارة للولايات المتحدة للحديث مع مسؤولين حكوميين اميركيين وزعماء معاهد ابحاث، ان quot;اولوية التحالف هي طرح حل سياسي على الطاولة - يتمثل في كيفية إعادة تعريف الكيان السوداني، ليعكس كل اشكال التنوع السكاني للسودان، وكيفية تحرير البلاد من ارادة عرق واحد ودين واحدquot;.

ويرغب التحالف في صياغة دستور جديد، يعكس quot;تنوع الشعبquot;، كما يرغب في quot;تقاسم للسلطة وتقاسم للثروات يخضع للمحاسبةquot;، بحسب ميناوي.
واوضح ايضًا ان الامم المتحدة والحكومات الغربية تسرعت في الحكم على التحالف، قائلاً quot;اننا نطرح حلاً سياسيًا. نحن سياسيون، ولسنا مقاتلين فقطquot;.

غير انه قال ان الصراع في دارفور مازال مستمرًا، وهو الصراع الذي حدا بالمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق البشير وغيره من مسؤولي حكومة الخرطوم، تشمل اتهامات بارتكاب عملية إبادة جماعية.

وكانت الأمم المتحدة قد تحدثت عن قتال في شمال دارفور في الأيام الأخيرة، وسبق وقدرت أن 300 ألف نسمة على الأقل قضوا على خلفية الصراع منذ 2003. وتابع ميناوي قائلاً إن quot;عملية الإبادة مازالت مستمرة، ولا يمكن أن يحدث وقف لإطلاق النار من دون مفاوضاتquot;، متابعًا قوله إنه إذا صعدت الحكومة القتال، quot;فنحن جاهزونquot;.

وكانت حركة التمرد في دارفور اندلعت ضد الحكم المركزي في الخرطوم المتهم بقتل وقمع الجماعات الأفريقية السوداء في العديد من مناطق البلاد. وتعليقًا على انضمام ميناوي لوقت قصير إلى الحكومة بعد اتفاق سلام وقع في 2006، قال بالقول quot;كانوا يمقوتنني بشدة وأنا في الحكومةquot;.

ولم يوقع أي من قادة التحالف على اتفاق الدوحة في تموز/يوليو من هذا العام. فقد قال ميناوي إن هذا الاتفاق quot;غير قابل للتنفيذquot;. ويضم الائتلاف حركة العدل والمساواة، التي تعد الأقوى عسكريًا بين مجموعات التمرد في دارفور، فضلاً عن فصيل ميناوي، وفصيل آخر من جيش تحرير السودان، يرأسه عبد الواحد نور، اضافة الى الحركة الشعبية-فرع الشمال المرتبطة بالحركة الشعبية لتحرير السودان، وهي الحزب الحاكم الآن في دولة جنوب السودان.

وقال مسؤول حضر اجتماعات ميناوي في واشنطن ان التحالف سيجد صعوبة في الالتزام برسالته بأنه يبتغي حلاً سياسيا. وقال المسؤول من دون الكشف عن اسمه quot;مقتل خليل ابراهيم يجعل الوضع في السودان اكثر تفجرًا .. السؤال الآن هو ما اذا كانت تلك الرسالة (من التحالف المتمرد) حقيقية أم إنهم يريدون فقط أن يسمعوا الناس ما يرغبون في سماعهquot;. كما من المقرر ان تتناول الامم المتحدة في 2012 القضايا السودانية بشكل خاص.

فبعد الانفصال المرير بين السودان وجنوب السودان هذا العام، مازالت قضية دارفور شائكة، وقد تم إبعاد الامم المتحدة عن النيل الازرق وجنوب كردفان. والسودان يرفض سحب قواته من ابيي التي يتنازعها مع جنوب السودان. ويقول دبلوماسي غربي بارز على صلة بمجلس الامن quot;ستكون علاقة الخرطوم بمحيطها المباشر الجديد على رأس القضاياquot;.

وتابع quot;هل ستمد اليد الى المجموعات في دارفور وكردفان والنيل الازرق أم ستحاول القمع، وتقول: لقد فقدنا بالفعل ثلث البلاد، ولا ننوي فقد المزيد!quot;.