تونس: راهنت الحكومة التونسية السبت على تحسن الوضع الامني فعمدت الى التخفيف مجددا من حظر التجول، لكنها تبقى متيقظة في مواجهة وضع امني واجتماعي لا يزال مضطربا بعد ثلاثة اسابيع من سقوط نظام زين العابدين بن علي.
واعلنت السلطات التونسية مساء الجمعة تخفيف حظر التجول ساعتين وسيطبق هذا القرار السبت اعتبارا من منتصف الليل وحتى الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي quot;بسبب تحسن الاوضاع الامنية في البلادquot;.
وفي المقابل، رفعت بريطانيا الجمعة توصياتها بعدم السفر الى تونس واعربت الحكومة التونسية الانتقالية عن ارتياحها لهذا القرار بالقول quot;ما زلنا في البداية (...) لكن بريطانيا تعتقد ان هذه الاعمال مشجعةquot;.
ويتوقع ان يستعيد قطاع السياحة الحيوي لهذا البلد، المستوى الذي كان عليه قبل الاضطرابات التي حملت الاف الاجانب على مغادرة البلاد، حسب ما قال وزير السياحة مهدي حواص الجمعة.
وكان حظر التجول خفف مرة اولى في 26 كانون الثاني/يناير (22,00-04,00) منذ البدء بتطبيقه في 12 من الشهر نفسه قبل يومين من فرار الرئيس زين العابدين بن علي.
ومساء الجمعة، كانت الحياة عادت الى طبيعتها في تونس وخصوصا على جادة الحبيب بورقيبة التي شهدت التظاهرات الضخمة التي اسقطت النظام التونسي السابق في 14 كانون الثاني/يناير.
وفي اسفل الجادة كانت دبابات للجيش لا تزال منتشرة امام مقر وزارة الداخلية لكن رشاشاتها كانت مغطاة.
ولا يزال عشرات الشباب يسيرون على الجادة ويرفعون شعارات مناهضة للتجمع الوطني الديموقراطي الذي كان يتزعمه حزب بن علي لكنهم يعودون ادراجهم عندما يشاهدون الدبابات.
لكن الحكومة الانتقالية تبقى متيقظة ولا تنسى quot;الهجومquot; الذي شنه الاثنين مئات الاشخاص على وزارة الداخلية.
وكان وزير الداخلية فرحات الراجحي اضطر الى الهرب من المبنى الذي كان لفترة ليست ببعيدة حصنا منيعا لنظام بن علي. وفي اليوم التالي تحدث عبر التلفزيون عن quot;مؤامرة تحاك ضد الدولةquot;.
والوضع داخل البلاد لا يزال غير مستقر، فقد تظاهر مئات الاشخاص امام دائرة الشرطة في سيدي بو زيد (وسط) بعد وفاة شخصين كانا معتقلين فيه. وافاد شاهد عيان لفرانس برس ان ثلاث سيارات للشرطة احرقت.
ويقول وزير الداخلية انها جريمة قد يقف انصار النظام السابق وراءها.
وتواجه الحكومة التي تطور برنامجا لتعويض اسر ضحايا اعمال القمع في كانون الثاني/يناير استياء اجتماعيا في مناجم الفوسفات في قفصة (وسط غرب) التي توقف العمل فيها بسبب تجمع اشخاص يطالبون بوظائف.
واعلنت وكالة الانباء التونسية ان شركة الفوسفات في قفصة والمجموعة الكيميائية التونسية تخسران منذ اسبوعين quot;حوالى ثلاثة ملايين دينارquot; (1,5 مليون يورو) يوميا.
وفي حين يواصل 12 عضوا في البرلمان الاوروبي السبت مهمتهم في تونس لتقديم الدعم، اعرب الحزب الاشتراكي الفرنسي عن quot;تأييده للقوى الديموقراطية المساهمة في بناء تونس الجديدةquot;.
ولا يمر يوم من دون ان يلقى الفريق المكلف المرحلة الانتقالية دعما من الخارج.
فقد اعلنت الدنمارك تعزيز دعمها للاصلاحات الديموقراطية في تونس وايضا في مصر مع موازنة قيمتها 1,34 مليون يورو لمساعدة quot;الاعلام الحر والمجتمع المدنيquot;.
التعليقات