يقود المدونون في منطقة المغرب العربي quot;ثورةquot; الحرية، التي أطاحت بالعديد من الجدران، وعرت عن ما خلفها من تضييق، وقمع.
وسرقت هذه الفئة الأضواء، بعد أن كانت وراء إشعال فتيل quot;ثورة الياسمينquot;، وتفجير موجة احتجاجات عنيفة في مصر، وفي بلدان عربية أخرى.

وتحولت التطورات المتسارعة في تونس ومصر إلى ينبوع ينهل منه المدونون المغاربة، الذين يريدون بدورهم quot;التحركquot;، حسب ما أكده سعيد بن جبلي، رئيس جمعية المدونين المغاربة.

وقال بن جبلي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;ليست هناك نقاشات داخلية، إذ أن عدد من المدونين يقولون بأنه يجب علينا القيام بشيء في المغرب. وهناك مقترحات كثيرة، ونحن في الجمعية نتوصل بطلبات كثيرة من المدونين من أجل التحركquot;.

وأوضح رئيس جمعية المدونين المغاربة quot;نحن جزء من الشعب، عندما يتحرك الشعب سنتحرك نحن أيضا، ولسنا نحن من سيحرك الشعبquot;، مشيرا إلى أنه quot;في البلدان الدكتاتورية لا يأتي التحرك مرحلة بمرحلة، بل يأتي في مرة واحدة كالعاصفة،
أو الانفجارquot;.

وذكر سعيد بن جبلي أن quot;المدونين المغاربة يشعرون أنهم مراقبون، وأنفاسهم مكتومة. فرغم أنه ليست هناك رقابة في المغرب، لكن هناك أمور أخرى، إذ توجد محرمات كثيرة، وهو ما يجعل الإنسان يفرض الرقابة على نفسه. هناك من يريد الكلام، لكنه لا يقدرquot;.
وأضاف quot;نحن نعاني من التضييق، إذ أن عدد من المدونين زج بهم في السجن، كما أن جمعيتنا لم ترد السلطات منحها الترخيصquot;، مبرزا أن quot;هناك من طردوه من العمل، أو منزله، وهناك من اقتحموا منزله، وخربوا جهاز الكومبيوتر الخاص بهquot;.

وأكد رئيس جمعية المدونين المغاربة quot;الدولة لم تعد تستعمل الطرق التقليدية، بل أساليب عتيقة وراسخة، كما هو الحال بالنسبة إلى المضايقات التي تعرضت لها مجلتي (تيل كيل) و(لوجورنال) ويومية (الجريدة الأولى)quot;، مشيرا إلى أن quot;الجرائد يقطعون عنها الإشهار، والمدونين يقطعون عنهم مصادر الرزقquot;.

وأوضح أن quot;هناك مضايقات كثيرة، دفعت المدونين للتراجع إلى الوراء، لكن عندما تأتي العاصفة، لا يمكن لأي أحد أن يقف في وجهها. والمغرب يعيش على إيقاع الهدوء الذي يسبق العاصفة، غير أن هذا الهدوء يمكن أن يكون طويلاquot;.

وأضاف quot;أنا متفق مع من يقول بأن الوضع في المغرب مختلف عن تونس ومصر، في مجموعة من الأشياء، لكن مهما كان النظام متجدر في أي بلد فعندما تأتي العاصفة تقتلعهquot;.
وقال quot;الدفاع عن الديمقراطية والحرية والعدالة هي مبادئ مشتركة بين المدونين في العالم بأسرهquot;، مشيرا إلى أن quot;أصل المدون ثوري. والمدونون لديهم طبيعة ثورية، وأينما كانت الثورة يدعمونهاquot;.

وأكد أن التضامن مع المدونين في تونس ومصر quot;يأتي في إطار مبادرات فردية، إذ أن هناك تفاعل تلقائي، فالجميع ينخرط، ويتقاسم المعلومات، ويعلقquot;، مضيفا أن quot;ما وقع البلدين المذكورين لا يعود إلى كون أن الإعلام دفع به، بل هو نتاج الثورة الرقمية. بمعنى أن الشعب أضحى بإمكانه الوصول إلى المعلومة. فالحالة الوحيدة التي كانت تسيطر بها الدول هي السيطرة على المعلومة والتحكم فيها، لكن الآن لم يعد الأمر كذلكquot;.

يشار إلى أن مدونين تونسيين تغلبوا بوسائل إلكترونية بسيطة على آلة قمع نظام بن علي، وتمكنوا من تغطية أحداث سيدي بوزي،د التي اشتعلت فور إشعال المواطن محمد البوعزيزي النار في جسده.