كشفت وثائق quot;ويكيليكسquot; عن حملة قام بها عمر سليمان سابقا لتشويه صورة الإخوان المسلمين لدى أميركا.


القاهرة: سعى عمر سليمان، نائب الرئيس المصري، لتصوير جماعة الإخوان المسلمين في مصر على أنها quot;بعبعquot; ويجب على واشنطن أن تخشاه وفقا لما أعلنه موقع quot;وييليكسquot; في وثائق مسربة نشرت اليوم، ونقلت وكالة رويترز عن تلك الوثائق أن سليمان عندما كان رئيسا لجهاز المخابرات سعى الى رسم صورة مخيفة لجماعة الاخوان المسلمين المعارضة خلال اتصالاته مع المسؤولين الاميركيين

وبحسب الوثائق فأن سليمان اتهم الاخوان بتفريخ المتطرفين المسلحين وحذر في 2008 من انه اذا قدمت ايران الدعم للجماعة المحظورة فسوف تصبح quot;عدوناquot;.

وقالت وكالة رويترز أن المؤشر الواضح من البرقيات المسربة يتمثل في ان المسؤولين الاميركيين كانوا متشككين في جهود سليمان لتصوير الاخوان المسلمين على أنهم quot;وحوشquot;.

وفي برقية بتاريخ 15 فبراير شباط 2006 يقول السفير الاميركي في القاهرة انذاك فرانسيس ريتشاردوني ان سليمان quot;أكد ان الاخوان المسلمين فرخوا 11 منظمة اسلامية متطرفة اهمها جماعة الجهاد المصرية والجماعة الاسلامية.quot;

وتقول برقية بتاريخ 2006 ان سليمان تحدث الى روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الذي كان يزور القاهرة في فبراير شباط عام 2006.

وتقول البرقية ان سليمان قال انه اخبر مولر بأن الاخوان quot;ليست منظمة دينية ولا منظمة اجتماعية ولا حزبا سياسيا وانما هي خليط من كل ذلك.quot;
ومضت البرقية تقول quot;الخطر الرئيسي من وجهة نظر سليمان هو استغلال الجماعة للدين في التأثير على الناس وحشدهم.
quot;وصف سليمان النجاح الاخير للاخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية عام 2005 بأنه مؤسف مضيفا رؤيته بأنه على الرغم من أن الجماعة غير شرعية رسميا الا ان القوانين المصرية القائمة لا تكفي لكبح الاخوان المسلمين.quot;
وتشير البرقية الى الانتخابات البرلمانية التي اجريت في نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الاول 2005 التي حقق فيها الاخوان مكاسب قوية على الرغم من احتفاظ الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بالاغلبية.

وفي برقية أخرى بتاريخ 2 يناير كانون الثاني 2008 قال ريتشاردوني ان سليمان قال ان ايران ما زالت تمثل quot;تهديدا كبيرا لمصر.quot;
واعتبرت الحكومات الاميركية المتعاقبة حكم مبارك درعا ضد توسع النفوذ الايراني في العالم العربي وهو تصور استغله الرئيس المصري لصالحه في الحصول على مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات.

ونقل السفير الاميركي عن سليمان قوله ان quot;ايران تدعم الجهاد وتفسد جهود السلام وكانت تدعم المتطرفين في مصر من قبل واذا دعمت الاخوان المسلمين فهذا سيجعلها عدوا لنا.quot;

وقال ريتشاردوني في برقية بتاريخ 25 أكتوبر تشرين الاول ان سليمان يتبع خطا متشددا على نحو خاص بشأن طهران وانه يشير الى الايرانيين كثيرا بلفظ quot;الشياطين.quot;

وتشير البرقيات الى أن المسؤولين الاميركيين ردوا دائما بتشكك في التحذيرات المصرية بخصوص الاخوان المسلمين.

وقال ريتشاردوني في برقية بتاريخ 29 نوفمبر تشرين الثاني 2005 لمولر قبل زيارته لمصر ان المسؤولين المصريين quot;لديهم تاريخ طويل من تهديدنا بوحش الاخوان المسلمين.quot;

وكتب يقول quot;ربما يحاول نظراؤك (المصريون) الاشارة الى أن اصرار الرئيس (جورج بوش انذاك) على ديمقراطية اكبر في مصر هو السبب وراء النجاح الذي حققه الاخوان المسلمون في الانتخابات.
quot;يمكنك أن ترد على ذلك بالقول أنه على العكس فان صعود الاخوان المسلمين يشير الى الحاجة لمزيد من الديمقراطية والشفافية في الحكومة.
quot;صور التخويف والتزوير التي ظهرت من الانتخابات الاخيرة تصب في صالح المتطرفين الذين نعارضهم نحن والحكومة المصرية. الطريقة المثلى للتصدي للسياسات الاسلامية ضيقة الافق هي انفتاح النظام.quot;

وفي برقية بتاريخ 29 يناير كانون الثاني 2006 بدا ان ريتشاردوني يستشرف الاضطرابات الحالية عندما كتب لمولر يقول quot;لا نقبل الطرح بأن الخيارات الوحيدة لمصر هي اما نظام مستبد بطئ الاصلاح واما نظام اسلامي متطرف كما لا نرى أن المزيد من الديمقراطية في مصر سيؤدي بالضرورة الى حكم على رأسه الاخوان.quot;